أسرار المومياوات/ أحمد فال محمد آبه
.في أحد الكهوف بغواتيمالا، في أمريكا الوسطى، عثر علماء الآثار على مومياء يعود تاريخها لأكثر من 2200 سنة، من بقايا حضارة “المايا”..كانت في وضع محير.. جالسة ويداها على خديها، كالمندهش أو المتعجب، وكانت ملفوفة بحبل ..!! لم يستطع العلماء تحديد جنسها، لكنهم توقعوا أن عمرها عند الوفاة كان بين 25 و30 عاما..
كان الكهف الذي وجدت فيه المومياء رطبا، ومظلما، ومخيفا.. لكن العلماء أصروا على التوغل داخله أكثر، والبحث عن خيط لفك لغز المومياء “المشكرفة”.. وبعد أيام من الحفر، وتجريف التربة المشبعة بالرطوبة، وجدوا صندوقا خشبيا كبيرا.. فتحوه، فإذا بداخله ألواح من الرخام عليها نقوش ورموز ، وقد كتبت بلغة أشبه بتلك التي نقشت بها قوانين حامورابي في بابل.. أخرجوا الألواح وحملوها على بغلة لنقلها، مع المومياء، إلى ضواحي غواتيمالا العاصمة، حيث يوجد مختبر لبعثة التنقيب عن الآثار هناك.. لكن البغلة لم تقطع أكثر من 10 كيلومترات حتى توقفت فجأة، ثم نكست رأسها، ورفعت ذيلها إلى الأعلى، ونبشت بحافرها الأرض، ثم بركت، ولم تتحرك بعدها.. فأحضرو بغلة أخرى وحملوا عليها الألواح والمومياء، لكنها أعادت نفس حركات سابقتها، ولفظت أنفاسها على الفور وفي نفس المكان.. أصابت الحيرة العلماء، وقال أحدهم : لا بد أن لعنة أصابت البغلتين.. ربما تكون هذه المومياء “ملعونة”.. بعد عدة مشاورات استقر الرأي على أن يبقوا حيث هم، ويرسلوا إلى أحد خبراء اللغات القديمة لفك رموز النقوش التي على الألواح.. نصبوا خيمة كبيرة وأقاموا مكانهم أسبوعا كاملا في انتظار الخبير.. وطوال تلك الليالي كانت تلح عليهم الأحلام المخيفة والكوابيس المزعجة.. فتارة يرى أحدهم أن إحدى البغلتين تقفز إلى أعلى، ثم تهوي على بطنه.. ومرة رأى أحدهم كأن شهابا سقط من السماء وأحرق الخيمة ومن فيها..
بعد أسبوع وصل خبير اللغات، وذهب رأسا إلى أحد الألواح، ونفض عنه الغبراء.. ثم أخذ يتمتم بكلام غير مفهوم، وفجأة وضع يديه على رأسه وقال : ويلكم.. ردوا هذه المومياء إلى مكانها الآن، وأغلقوا الكهف .. ويلكم، بئس ما صنعتم ، لم يحن بعد وقت إخراجها.. قال علماء الآثار، والدهشة على وجوههم : ماذا كتب على هذا اللوح ؟ فقال الخبير : كتب عليه : لا تقربوا هذه المومياء حتى تروا أضواء السيارات وهي تعبر جسر الحي الساكن وجسر مدريد، وتصلى الجمعة في جامع نواكشوط الكبير، ويتبادل الركاب في محطات مترو نواكشوط..
. قال العلماء ، وهم خليط من أمريكا الجنوبية وأوروبا: وأنى لأهل “المايا” أن يسمعوا بجسر الحي الساكن وجسر مدريد ؟ فقال الخبير : لا أدري.. وهنا تكمن المعجزة.. دعوني أنظر إلى بقية الألواح، وكانت ثلاثة، لأرى ما نقش عليها.. نظر الخبير في اللوح الثاني، ثم تجاوزه إلى الثالث، ثم الرابع..
وبعد ساعتين من التركيز، والتمتمة ، أسند ظهره إلى صخرة كبيرة هناك، ورفع نظره إلى السماء وهو يقول: يا رب لا اشقيتني.... سأله أحد علماء الآثار عما كتب على الألواح الأخرى، فقال: ادع لي أصحابك، سألقي عليكم قولا ثقيلا..
حضر العلماء، فقال الخبير: ردوا هذه المومياء الملعونة وألواحها.. لا حظ لكم فيها .. فقالوا : ما الذي كتب على بقية الألواح؟ فقال: معجزات لا أراها تتحقق قريبا، وربما لا تتحقق أصلا.. كتب على بقية الألواح: هذه مومياء شاب في الثلاثين من العمر، وسيعود للحياة بشروط:
– إذا صلحت “صوملك” و “SNDE “، ومر أسبوعان متتاليان دون أن تنقطع الكهرباء والماء عن نواكشوط..
– إذا أصبح طريق الأمل 3 مسارات في الاتجاهين، أو إذا شوهدت شوارع نواكشوط وليس فيها حمار ولا جيفة ولا شيء من امباليت..
– إذا استقال وزير من الحكومة بسبب عجزه عن تسيير قطاعه، أو أقاله الرئيس.. – إذا انتخت الشعب في موريتانيا رئيسه وأعضاء برلمانه بقناعة تامة، ودون خوف أو طمع..
– إذا أصبح مهدي آل المهدي رئيسا للوزراء وأحمد ولد داداه رئيسا للجمهورية..ثم قال لعلماء الآثار: “إكصر اعماركم منوكتكم.. لاهي تعكبوا تخلاو بيكم ذ من حب البحث والتنقيب.. ردوا هذه المخلوقة لمكانها وخلوا عنكم التنباش”.. #أتوف