لغة الغزل الممهورة بالعنف في الألفاظ ومدلولاتها / ناجي ممد الامام
جفاف العاطفةهذا الذي أفنت أجيال البشرية، ببسطائها وعظمائها مبدعين و متبعين، الأعمار والثروات والقرائح لتمثله والتعبير عنه،في جميع الأمم و الأعراق والثقافات، وأضفوا عليه كل النعوت والأوصاف من الإلهي المقدس إلى الشبحاني المستأنس :عنيتُ *الحب* كيف يعيشه “مجتمع التّعْمِيَّة”؟
للحب في بلاد ” القحط الأبدي” قصة “الممنوع” في أسمى معانيه السهروردية الحلاجية الترادية بقدر صفة “الشيوع”في الحالة الثانية؛ لكنه في الوجهين مُطارَد من حراس المعبد رغم كونه من طقوس”التقية” لديهم.
ولأننا مجتمع “غريب الأطوار” فليس غريبا، إذن ، أن نحيل هذه العاطفة الإنسانية النبيلة إلى “إبليس” ليكون “لعنه الله ” وكيلها الحصري، ومكمن “إغرائها” و” إغوائه”لينتشر في ثقافتنا العاطفية ثنائي الرغب/الرهب.
و لذلك أثره الماحق على الذوق والذائقة مما جعل لغة “الغزل” ممهورة بالعنف في الألفاظ ومدلولاتها، خصوصا في العامية..لِنَرَ أمثلة من نعوت المحبوبة:
* سبت لكتيل:م سببة القتل
* سبت لهلاك: مسببة الهلاك
* الخوانة : صيغة فعالة من الخيانة
*سبت لعطيب: مسببة العطب ..إلى آخر قائمة صفات التلبس بالجرم…
وطالما أن الجرم يسبب الخوف فإنه قد يكون من دوافعه ..
فأين حب بني عذرة منا؟و لماذا غابت قصص رومانس من أحاجينا؟ لما ذا يغيب صاحب الحصان الابيض عن أحلام صبايانا؟ وأين ذات السبنية الملونة من متخيل صبياننا ؟ولماذا نخاف العذوبة والرقة والجمال لدرجة التلذذ بحزام جيد الظبي وسلخ عين المهاة؟ لما العاطفةالجياشة من عمله”عليه لعنة الله”..
من صفحة ناجي محمد الامام على الفيسبوك