canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
منوعات

رواية “الضفة الأخرى” للقيدوم محمد بوهلال  خمسة عقود من إنتاج الوعي بالأعطاب وكبح الفواجع/ عزيز باكوش

صدر مؤخرا عن مطبعة وراقة بلال بفاس رواية « في الضفة الأخرى» للكاتب الصحفي والإعلامي المغربي محمد بوهلال. والإصدار في طبعته الأولى باكورة إنتاجات قيدوم الصحفيين بالعاصمة العلمية ومدير جريدة «صدى فاس» ، وتدشين لإخراج آلاف المقالات الفكرية والأدبية المنشورة في مختلف الجرائد الوطنية خاصة جريدة الاتحاد الاشتراكي الذي اشتغل مراسلا لها منذ أزيد من 4 عقود، وهي فترة زاخرة تؤرخ لتجاذبات حقبة تؤثث لمرحلة طويلة من الاكتواء بنار الكتابة والإبداع في مجال الكتابة والنشر في شقيها السياسي الأدبي والصحفي الإعلامي

 عندما تجالس إعلاميا قيدوما من حجم محمد بوهلال ، فأنت بلا شك، تحاور حوالي خمسة عقود من التماس مع لهيب  مهنة المتاعب وسيكولوجيا صاحبة الجلالة . وتقبل بمزاج هدير الطباعة وتعب التعامل الخشن مع الورق . عندما   تجالس     الصحفي محمد بوهلال ، لن تجرأ على تحدى ذاكرة قوية ملتهبة  وهادئة للغاية ، تستحضر بالأرقام مسارا طويلا  غير متجانس  في عالم الصحافة والنشر والإعلام  بمختلف تجاذباته .  وتتماهى  بصفاء  اكتشافي  مشوارا مزدحما تتكتل فيه  و تتقاطع ضمنه الصدمات مع الأعطاب ، وتتناسل بشراسة  مشاكل المجتمع وقضاياه ، وحده   محمد بوهلال  يروضها كي تعبر  بسلاسة نحو  التداول  الشقي عبر مسام الحياة  ونبض المجتمع ،   فتتسلل من خلاله  على شكل عبارات وجمل إبداعية  تتخذ لنفسها جنسا أدبيا كالعمود والمقالة تارة ، ثم سرعان ما تتقلب   لترتقي تارة أخرى إلى تجنيس نابض يستشرف الاستقصاء والاستطلاع والتحقيق والحوار الصحفي تارة أخرى ،فيتغنى الجميع ويأتلف  ضمن بوتقة فاس العالمة  تاريخا  مجيدا .

عندما تجالس إعلاميا وصحفيا ومناضلا حقوقيا  يقاوم الانتكاس بالانتكاس الصبور ، فأنت تعاند بيأس مسارا  فيه من التدوين ما يملأ صفحات ضوئية بالوقائع والهزات ، طافحة بالأحداث والصور عبر شريط تتطور دراميته في اتجاه الإرباك والإقلاع والقطيعة مرة ، وصوب الحياة الأمل المتهافت من موقع المناضل المتأمل الناضج تارة أخرى ،ليس فقط لأن الإعلامي يجر وراءه قرابة خمسة  عقود من الممارسة الإعلامية في مدارس وطنية للإعلام في طليعتها الاتحاد الاشتراكي ، وبعدها الرائدة صدى فاس . ولكن ،لأن مدرسة بهذا الزخم لابد أن تكون نبراسا ونموذجا فريدا يستلهم ويقتفى أثره.

ad

 الرواية من القطع المتوسط جاءت في 190 صفحة مزدانة بغلاف للفنان المغربي حسن جميل بفهرس يضم 28 عنوانا هي على التوالي : في الضفة الأخرى – في الدوار – الشاوي – الحاجة غيثة – مدرسة الشعب – السهرات اليومية – تجارب مع نعيمة – الشيخ العربي – تجارب في الضفة الأخرى – بداية الوعي – عودة إلى الوراء – الفيضان الدستور- الاستنطاق – العمل النقابي –الحب والثورة-طنجة المدينة الرائعة –حامة مولاي يعقوب- قسوة القوادات-الجنرال المخيف –روني الفاتنة –الانتقال الى فاس –الاستاذ الأمير –الإضراب –وتستمر الحياة.

قبل الخوض في التفاصيل ، لابد من الإشارة إلى أن الإصدار المومأ إليه من النوع الذي ينفلت من شرنقة التصنيف لأول وهلة، ليس لكونه يحتوي صنوفا من الأجناس الأدبية من قصة رواية، روبورتاج صحفي، فكرة، خاطرة، تحقيق، مقال سياسي فحسب، بل لأنه ، لامس مختلف مجالات الحياة الإنسانية المختلفة في الوسطين المدني القروي،التاريخ والجغرافيا، نبض المجتمع، تظلماته، انكساراته ، أعطابه وانتظاراته من السلطات المحلية والمركزية، وزرع نبتة التعايش بين الديانات السماوية، وتقمص شخوصها بواقعية من الداخل،وصاحب تاريخها وجغرافيتها السياسة والعرقية، كما حفز على النضال والثورة ودعم صرح العمل النقابي في تربة واعدة ، وشرعن الجنس الاستكشافي بجرأة ناضجة. ولم يتردد في إعلان الحب هندسة للحياة النابضة بدفق كوني .

في عنوان الرواية ، تتضح نوايا الكاتب السارد من خلال توظيفه لحرف «في» الضفة» في إشارة دالة على «الحلول» بالمعنى الصوفي للكلمة . أي الرغبة في استكناه الأعماق ،والعيش داخل أحداث الرواية بمنتهى الجراة والواقعية ،متقمصا شخصية السارد المتلبس ولعل استعمال حرف «في» التي ترمز إلى التوغل في الأعماق والدواخل بدل حرف «على الضفة الأخرى» وليس خارجها « يشي بنضج ووعي وتوجيه ذكي من الكاتب لقارئه المفترض . ف كلمة «على» في نظر الكاتب ترمز إلى السطحية ومرور الكرام على الضفة . من هنا يحاول الكاتب السارد جادا التأقلم مع خيوط انتظاراته من الحياة البدوية والمدنية في تناقضاتها وتقلباتها الظرفية المريعة، ويبحث عن أسباب تمسكه بها ، وهو المعلم الجديد القادم من فاس والذي تم تعيينه حديثا بمجموعة مدارس مولاي يعقوب، تلك البقعة النائية البعيدة عن فاس مسقط رأسه، حيث يقضي معظم الوقت وهو يراقب مغيب الشمس على هدير مياه نهر سبو الغاضب.

 الكاتب السارد يستند إلى منطوق التاريخ وواقع الجغرافيا ويستشهد بتجارب الأشخاص الفاعلين في مجرياته، بدءا بحمان الفلاح البدوي الفاعل والموجه الذي أدرك خوف وهلع صاحبنا وهما يقطعان المنعرجات الكثيرة المحاذية لشفير نهر سبو وطمأنه قائلا» أن بغله قوي ومتمرس على المرور في هذه المنعرجات الخطيرة .والشاوي الشيخ السبعيني الفارع الطول الذي بادر إلى مساعدته بحمل أثاثه إلى الكوخ الذي سيعيش فيه بمقر عمله الجديد بمولاي يعقوب. وخاطبه ذات حاجة بيولوجية طارئة «شوف أولدي ارض الله في دوارنا كلها مراحيض»وخيمة الشيخ العربي ذات الفناء الواسع والغرف الكثيرة الذي دعاه للتعرف عليه من بينهم زملاؤه في العمل من شيوخ القبيلة ومقدميها . وسهرة ليلة التوتي والبلوط مع الشيخين ناصر ومحمد ..وتعلم مهنة صيد السمك على ضفاف سبو . وليس هذا وكفى بل يتعدى ذلك إلى نشر الوعي الحقوقي والسياسي والنقابي بالمنطقة القروية ذات الاستقطاب الفلاحي التقليدي. ص 77

لكن الواقع المعيش صدمه كثيرا وحرك في عواطفه حب هؤلاء المواطنين الفلاحين الذين يعيشون حياة بسيطة قريبة إلى الفقر المدقع قانعين بما قسم الله لهم من الأرزاق ، زيادة على ذلك،فهم غير واعين بما يجب أن توفر لهم الدولة من واجبات وحقوق تضمن لهم العيش الكريم والتوفر على أبسط الحقوق وفك العزلة عنهم وتوفير الشغل لهم . ووجد عزيز الفرصة أكثر من سانحة لتوعيتهم عبر إخبارهم بما يروج في الأوساط المغربية من تفاعلات سياسية واقتصادية واجتماعية. وحينما تأكد له رغبتهم وحماسهم، ورصد أقوى درجات الفضول المعرفي لديهم، تحدث عزيز للفلاحين عن الدستور وحزب الشورى والاستقلال وأسهب في تفاصيل بداية سنوات الرصاص حيث كان الصراع محتدما والقطيعة متواصلة بين أعلى هرم السلطة في البلاد والمعارضة اليسارية التي كان يقودها الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الجناح التقدمي المنفصل عن حزب الاستقلال. لكن لسان الحال يتغير، وجاء يوم الاستنطاق، حيث بادره قائد المنطقة بالسؤال بعد أن دعاه لوجبة عشاء دسمة ببيته ص97 « بلغني أنك تقوم بحملة مضادة للدستور المغربي وتقوم بتوعية الفلاحين وتطالبهم بالتصويت ضده؟ ، مضيفا إنك تسير على نهج المعارضين الذين يرأسهم المهدي بنبركة؟ لينصرف عزيز من القيادة ومئات الأسئلة تحاصره ليكتشف لاحقا أنه مجرد تهديد مبطن كي لا يستمر في توعية المواطنين في دائرة نفوذ القائد.

الحقيقة أن ما أدهشني فعلا في هذه الرواية، هو إخفاء جزء يعتبر الأكثر أهمية على الإطلاق في حياة الكاتب. لذلك كنت ولا أزال أعتقد كقارئ متحمس، أن إغفال حقبة مهمة جد مؤثرة وفاعلة في مسار مبدع سارد ،لا يمكن تجرعها بالهواء دون ماء. كما أن إغفالها سهوا أو قصدا يعتبر من أقوى المبررات للتشجيع على الاعتقاد بنسيان حقول أكثر اتساعا من الفقدان، وهو ما يفسد بنية الواقعية والموضوعية للرواية كسرد سيري ذاتي معاصر.

وتعاظم سؤالي « ألم تكن إيريس بحق قطارا يسير نحو وجهة المستقبل بسرعة فائقة يمتطيه برحابة، رجال حالمون بحمولة ثقافية أكثر جرأة ونضوجا على الإطلاق؟ . ألم يكن ذالك المبنى المتواضع صرحا اجتماعيا يبني بتنام مضطرد مجد العلاقات الإنسانية ويعززها ويرسخها سبيلا نحو الخلاص ؟. ألم تكن إيريس في جوهرها مدرسة لإرساء معالم ثقافة محددة المعالم ركيزتها المعرفة والوعي بالذات والمجتمع ؟ وهناك تعرفنا على شيخ الشعراء،وكبار الأطباء، وتواضع النبلاء، وإخوان الصفاء، وروائع الجلسات والسهرات الفنية والأدبية بخيلاء.

   لذلك، بدا لي الأمر مريعا كقارئ متحمس، وتساءلت : كيف يجرؤ بوهلال على النبش في ليالي مغامراته الشبابية مع عشيقاته الفاسيات والعبريات، ولم يكلف نفسه عناء المرور على طيف»مقهى إيريس» ؟ تلك المحطة الملهمة التي أثثت بشكل بارز تقاطع شارعي الجيش الملكي والمركب الثقافي الحرية وسط العاصمة العلمية؟. مقهى «إيريس» الأدبي التي شكلت على مدى عقود ملاذا للمثقفين والإعلاميين ،ومنبرا حرا لرجال الفكر والسياسة والأدب من خلالها وبواسطتها ، تم نسج مئات بل آلاف العلاقات الإنسانية المفعمة بالحماس والحس الوطني والوعي القومي بإذكاء نظريات التعايش بين الناس من مختلف الديانات والأعراق. «إيريس» المقهى الأدبي هذا المشروع الذي كان في ملكية بوهلال لعقود، لم يكن محلا تجاريا ناجحا بالمعنى التجاري للكلمة، بل كان ملتقى حقيقيا للأفكار الحالمة ونقطة تجمع للنضال على كل الواجهات من أجل حياة أفضل، هناك نشأت مواهب شبابية، وتأسست علاقات اجتماعية وثقافية من عيارات ثقيلة ووازنة، جمعت الأطباء والمهندسين، الدكاترة، المحامين، الشعراء والأدباء،الطلبة، الباحثون من مختلف المسالك والشعب الجامعية، الذين وجدوا في جريدة «صدى فاس» التي كان يرأس تحريرها محمد بوهلال رفقة طاقم إعلامي مناضل مستنير ، هامشا حقيقيا للحرية والإبداع الفكري والأدبي. تلك الجريدة الورقية التي رغم الصعوبات المادية التي كانت تعترضها ظلت صامدة دون دعم حقيقي من السلطات المحلية والمركزية حتى اليوم ، فاسحة المجال واسعا، دون رقابة، لنشر الأفكار وإبراز المواقف لكل الأطياف والفئات المجتمعية .

والحقيقة أن لا القارئ ولا مقهى»ايريس» يغفران لبوهلال زلته. لكن، ما يشفع لحيرتهما وذهولهما تلك القناعة الراسخة بكون»ايريس»المقهى الأدبي شكل محطة ملهمة من أهم المحطات الرائعة في مسيرة الكاتب محمد بوهلال الثقافية الإعلامية والسياسية، ومن المرجح جدا أن تكون موضوعا لعمل إبداعي قادم،لا سيما وأن الحديث عن الموضوع قد تكرر مرات عابرة مع المؤلف ذاته. صحيح أن من حق الكاتب أن يخفي ما يريد من الوقائع والأحداث، ويجهر بما يشتهي منها متى وكيفما أراد في بنائه السردي والحكائي، لاسيما إذا توجه للقارئ البعيد المفترض الذي يمتلك حق التأويل والفهم بمزاج .أما أن يقوم بذلك، ويتوجه به نحو أجيال عايشت المرحلة نابضة بتقلباتها الظرفية، كما جايلت انتظارات الحقبة وانكساراتها ورافقت منحنيات حياتها بتفاصيلها الدقيقة، بل كانت فاعلة ومتفاعلة، لاشك أنها ستصاب بالصدمة وهي تنقب وتقتفي آثارها كما تقتفي الضواري أقدام فرائسها، ولم تعثر على إيحاءاتها في السيرة، فتلك من الفلتات التي وجب الانتباه إليها في نسيج السرد الذاتي .

الجنس والحب في الرواية : يحكي «عزيز» بطل الرواية أنه كان طفلا مدللا باعتباره وحيد والديه، ولم يرزقا به إلا بعد تسع سنوات من الحياة الزوجية السعيدة .هاجر والده تاجرا الى السينغال في غياهب الأدغال الإفريقية واستطاع أن يدخر أرباحا وفيرة من تجارته في المنتوجات التقليدية الفاسية. في فصل تجارب مع نعيمة الصفحة (52 ) يحكي البطل جزءا من مغامراته الجنسية مع ابنة الجيران نعيمة التي تدخل بين الفينة والأخرى لزيارته ببيته الأسرة . كان شابا وسيما شديد البراءة لم يتأرجح بين منزلتي المراهقة والبلوغ . يتلصص سيقان النساء. وكان نداء نعيمة «يربكه وهي حسناء سمراء ذات عينين سوداوين وثغر صغير يفتر عن أسنان بيضاء عند كل ابتسامة ترسلها لعزيز . كان يتمنى لو أنه يضمها لصدره ويمرر يديه على شعرها الفاحم،ويقبل ذلك الثغر ذي الشفتين المكتنزتين».ويحكي فصلا ظريفا وشيقا من هذه المغامرات ، ذات ليلة كان عزيز ونعيمة ينتظران بلهفة إطفاء الأنوار وخلود الأب والجارة الى النوم، ليجربا غموض اللذة وخطيئة العصيان . وكلما طال الليل إلا ويشتد خفقان قلبه، ويمني نفسه بمعانقة حبيبته التي كانت متشوقة لاحتضانه بين ذراعيها .ولما أدركا أن الأبوين قد استسلما للنوم العميق، انسل عزيز من فراشه، واتجه نحو حبيبته التي استقبلته بالأحضان. وحققا رغبتهما في تجاوز عتبة الخطيئة بين أحضان جسدها الساخن تحت عباءة صيفية مثيرة، ثم ما لبثت الخطيئة أن أصبحت ممارسة محبوبة ومطلوبة لم يستطع عزيز الفكاك منها، وأحيانا كان يمارسها لعدة مرات في الليلة الواحدة إلا أن اليوم الخامس كان فاجعة بامتياز .

قام صاحبنا متسللا كعادته زاحفا على بطنه قبل أن يسمع همسا سيتضح أن والدة محبوبته استفاقت من النوم، وسمع صياح أم نعيمة وهي تطلب من والده أن ينير أضواء الغرفة، مرددة «مصيبة وقعت هاد الليلة حتى يصبح الصباح وسأرافق ابنتي عند الطبيب « فيما كان رد الوالد هادئا وبروية « سمعي الالة ولدي راه مربي، ولن يقوم بأفعال قبيحة « والحقيقة أنه وخوفا من خطورة فض البكارة، فقد كان لقاء الحبيبين يقتصر في الغالب على القبل والمداعبة…» .

في فصل «قسوة القوادات» ص131 سيكتشف القارئ فقر وعوز الطبقات الاجتماعية المسحوقة بمنطقة حامة مولاي يعقوب ،حيث كانت القوادات تستغلهن أبشع استغلال مع الزبائن الوافدين الى الحامة الطبية .لقد كن ينتهزن الظروف المأساوية التي دفعت بهؤلاء الفتيات إلى ممارسة الدعارة وبيع أجسادهن الغضة بثمن بخس لإعالة اسرهن وذويهن واطفالهن باستحواذهن على حصة الأسد من المقابل المادي لكل الزبائن.»

عن الرواية يقول الأديب والشاعر إدريس الواغيش في تقديم مقتضب» اجتمعت في هذه الرواية السيرة الذاتية، كل أنواع الفنون وكثير من الحالات الإنسانية المنفلتة من عقالها . دراما فرح حزن شجن ، التمتع بالحياة، الحرمان من أبسط شروطها حب ،جنس بالإضافة الى محكيات فرعية وقصص مسرودة وأيضا ممارسة للعملين السياسي والنقابي « ويضيف صاحب ديوان» أجنحة وسبع سماوات» كنت انتظر دائما من السارد عزيز وهو بطل الرواية وهو أيضا النقيب والحاج محمد بوهلال وهو السارد والكاتب في نفس الوقت، أن يفرج عن هذه المذكرات. وها قد فعل من خلال هذه الرواية السيرة الذاتية لأنها سيرة غنية لرجل استثنائي واحد من رجالات فاس الذين طبعوا زمنهم» ويختم الشاعر الواغيش تقديمه قائلا» يكفي كاتب هذه السيرة وساردها فخرا أنه أسس لمدرسة في الاخلاق الجميلة والعمل الصحفي الجاد «

أما الناقد محمد السعيدي فكتب عن البنية الفنية للرواية «معالم التوجه الفكري وتجلياته برحاب في «الضفة الأخرى» قائلا « تنحو البنية الفنية للرواية منحى كرونولوجيا تصاعديا وظف خلاله الكاتب تقنيات سردية توظيفا جماليا غاية في الدقة ونهية في الإبداع ويضيف الناقد السعيدي « أن تقنية فلاش باك أي الاسترجاع الفني توحي باستمالة الحكي استمالة زمنية مكانية من مدرسة لوداية وسوق السبت نحو الدار البيضاء بما تعج به من تناقضات ليسلط عزيز الضوء على مشهد له من الدلالات المستقبلية ما ستنتج عنه مواقف سياسية تحولية في حياته ، والمشهد يشي بما تؤول إليه القيم الأسرية العاطفية عند من تغرقهم الكراسي الفخمة وتجردهم من إنسانيتهم فيتدحرجون أسفل سافلين . وبنظر السعيدي، فإن الكاتب السارد قد توفق كل التوفيق في نقل معاناة والدته للا زينب النفسية والمعنوية بحبكة ومنهج فني راق ينم عن ثقافة روائية عميقة لساردها داخل بنية تنتظم خلالها الاحداث وفق مبدا السببية المحدثة لها في تعدد وتجاوز وتنوع للفصول ضمن نص روائي واحد موح بالمعاني زاخر بالدلالات .»

  في موضوع ذي صلة ،وفي يناير 2020، كتب محمد بوهلال في الصفحة الفنية لجريدة الاتحاد الاشتراكي « في كثير من الأحيان يصعب التمييز بين المثقف والإعلامي فقد يكون المثقف إعلاميا والعكس صحيح، مستحضرا بعض رموز الثقافة والإعلام في الشقيقة مصر والذين لعبوا أدوارا طلائعية في الحياة الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية كما استحضر أيضا رموز الثقافة والإعلام بالمغرب في طليعتهم المفكر والمنظر الألمعي الراحل محمد عابد الجابري، الذي اشتغل في بداية حياته صحافيا بجريدة “العلم”، وبعد ذلك تحمل مسؤولية رئيس التحرير بجريدتي “التحرير” ثم “المحرر”، بالإضافة الى صاحب “حديث الأربعاء” و”دفنا الماضي” الروائي الراحل عبد الكريم غلاب مدير جريدة “العلم” سابقا والقاص الراحل عبد الجبار السحيمي الذي شغل مدير جريدة “العلم” سابقا وغيرهم من الرواد. ومن البديهي يضيف بوهلال «أن كلا من المثقف والإعلامي يلعبان أدورا طلائعية في ترسيخ مفاهيم الوطن والمواطنة والقيم الاجتماعية والمكتسبات السياسية والاقتصادية، وزيادة على ذلك يعتبر المثقف المصلح الاجتماعي الحقيقي الذي يحتاجه الوطن لأنه يتعاطي مع الواقع بالفكر والتحليل وليس بالتوجيه والأحكام الجاهزة كما يقوم غيره من المؤثرين في المجتمع.»

كاتب وإعلامي من المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى