الهادي آدم اعتبر أن غناء أم كلثوم قصيدة “أغدا ألقاك” كان سلبيا بالنسبة إلى شعره/ عمر الطيب
رحم الله أستاذي ومدير مدرستي الثانوية الهادي آدم الذي كان يتضايق أشد الضيق عندما يشير إليه الناس بأنه شاعر “أغدًا ألقاك” التي لحنها عبدالوهاب و تغنت بها وخلدتها أم كلثوم.
وأذكر أننا عندما ذهبنا إلى السودان في بداية الألفية للاحتفال بإطلاق موجتي الإف إم لإذاعة بي بي سي في الخرطوم وودمدني، أصر الراحل حسن أبوالعلا أن يكون الهادي آدم واحدًا من ضيوف حلقتي البرنامج المفتوح اللتين قدمناهما من أم درمان وودمدني.
أذكر في إطار تقسيم الأعباء أنني طلبت إجراء المقابلة مع الهادي آدم بحكم أنه كان استاذي في المرحلة الثانوية وكنت أعرف مزاجه ودواوينه..لكن الزميلة نجوى الطامي طلبت مني ان تجري الحوار هي ..وكانت الفكرة أنه سيذاع في فقرة نذيع ضمنها مقابلة الأستاذ علي شمو مع أم كلثوم التي تعتبر أفضل مقابلة أجريت مع كوكب الشرق.
المهم أن نجوى اندهشت جدًا عندما قال لها أستاذ الهادي أنه شاعر سواء غنت له الست أم لم تغن له..وقال ما معناه إن غناء هذه القصيدة كان انعكاسه سالبًا عليه كشاعر وعلى بقية قصائده.
وتنتشر على الانترنت قصص كثيرة من ضرب الخيال عن مناسبة تأليف القصيدة وملابساتها لا تمت إلى الواقع بأي صلة. طبعًا القصيدة اختارها الراحل صالح جودت من بين ثمانية دواوين مختلفة لشعراء سودانيين مختلفين وكانت اختيارًا موفقًا ..
وشخصيًا تعجبني نبرة التفاؤل فيها..خاصة في مقطع وغدًا تأتلق الجنة أزهارًا وظلا..الخ .. طبعا النسخة التي تغنت بها أم كلثوم خضعت لتعديلات كثيرة ابتداء من اسم القصيدة الأصلي وهو(الغد) وعندما أعاد الهادي آدم نشرها أصر على إعادة نشرها في صيغتها الأولى.