canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
منوعاتموضوعات رئيسية

أحلام وذكريات / غالية ابوه

ما بين جرعتي باراسيتامول نمتُ لما يقاربُ خمس ساعات كنتُ أحلمُ خلالها أحلاما غير واضحة وغير مريحة ولا علاقة تجمعها ببعضها.

حينَ استيقاظي نطق أحمد مولود بفكرة لطيفة:

-وهاي نسدرك.

لم يكن غريبا أن يقترحَ شيئا بهذا اللطف لكن كل الغرابة كانت أن أختارَ الذهاب إلى أكثرِ مكانٍ أشعرُ بتبَلُّدِ مشاعرٍ ملفتٍ اتجاههُ: عرفات!

لم أجد سببا منطقيا لهذا الحنينِ الذي جاء متأخراً

عزوتُ الأمرَ لمزاجي السيء ليلتها لكنهُ في الحقيقة كان يتعلقُ بشكل تام بهالةِ الذكريات.

ليس أيٌّ منا سوى مجموعة من الذكرياتٍ عاشها وتجاوزها -في أحسن الأحوال- ثم خلّفت ما هو عليه الآن.

كان أحمد مولود قد خطط لزيارة كل موضع سكناهُ من قبل.

ربطتُ هاتفي بسيارتهِ ثم بدأت أسماء تشدو برائعةِ صوتِ الأرض طلال:

“أنا راجع أشوفك سيَّرني حنيني إِليكْ

أسألْ عن ظروفك وتأثيرَ الليالي عليكْ”

ليس الحنينُ هو ما سيّرني إليها لكنني سرتُ رغم ذلك، أثّرت الليالي والأيام على عرفات، لا أتكلمُ عن حب بها لكنها شهدت أيامَ عزٍ ما كان من عاشها ليظن أنها ستؤول إلى الحالِ الذي أصبحت عليهِ الآن.

الموسيقى العذبة هي الجمالُ الموجِبُ للسكوتِ وهذا ما نُجيدُ -كلانا- فعلهُ.

خراب

أنقاض منازل

ظلام

عرفات، العمود الرابع.

صدرَ عن هاتفي ضوءٌ خافت لرسالةٍ من رقم غير مُدرجٍ ضمن الأرقام المحفوظة:

“أوجاد العرّاد

فدیار امریشیش

أمتن من لوجاد

واكثر من لحشيش”

وتحتَ الگاف كتب في رسالةٍ منفصلة “امحمّد يوني وآنا”

تملكني الفضولُ حول مُرسلِ الرسالة الذي أرسلها ثم اختفت صورةُ ملفه الشخصي والتي لم تكن كافية لتحديد هويته.

أكثر من صدفة!

كان الدور قد بلغ أصيل:

“لو حبت النجمة نهر

طاحت على صدره سنا

إن مرت الغيمة قهر

وإن هبت النسمة قهر

ولو رمى طفلن حجر

عكّر مواعيد الهنا..”

ترنّحت السيارةُ وهي تسلكُ الطريق المموج بالحفر نحو منزلنا المهجور.

رحلنا إلى هذا المنزل في العام 2003، بدأَت من هنا أولى خطواتي نحو المدرسة

في الشارع خلفنا كانت تسكن عيشة منت يغلَ وفي الحي الجنوبي كانت هناك لالة والسالكة والتّيتُّ وفي أقصى الشمال كانت تسكنُ خديجة.

لم أكن وثيقةَ العلاقة بهن ولم أكن حتى اجتماعية بما يكفي لأطور مشاعراً لطيفة نحوهنَّ، رغم ذلك يعنينَ الكثيرَ بالنسبة لي الآن!

في هذا الحي عشتُ أكثر أيام حياتي حلاوةً، أياما كانت مليئة بشعورٍ لا أدركُ حقيقتهُ لكنهُ يزدادُ عذوبة بتقادم الزمن.

في هذا الحي حلمتُ مرات عديدة بأشياء ثم أضحت واقعي لاحقا.

هنا كان كل شيء بسيطا حيثُ كان ضبط صوت المذياع وموجات الإستماع لإذاعة مونت كارلو قبل النوم في مقدمة أعمالي الشاقة.

في هذهِ المنطقة تنقلتُ وجدتي من منزلٍ إلى آخر وأطلقنا على كل واحدٍ إسما يميزهُ وكان لكلٍ حظٌ من الذكريات.

الليلة، في المنطقة التي كان يسكن فيها مئات الأشخاص لم يعد هناك إلا عائلات قليلة تقاوم الزمن في مكان خمدت كل علامات الحياة فيه.

لا تسعُ السيارة -شأن أي شيء آخر- صوت أم كلثوم وهي تغني في مقامٍ يلامس القلب:

“قابلني والأشواق في عينيه سلِّم

وكفاية قلبي أنا مسلِّم”

عرفات العمود التاسع..

تعودُ أولى تصوراتي للطفولة المبهجة وأقدم ذكرياتي إلى هذهِ المنطقة أولُ مشهد أذكرهُ إطلاقا كان هنا عندما لمحتُ شرطيا وصفقتُ باب المنزل -خوفا- في وجههِ.

كان ذلك الشرطي أول من علمني عبارة مركبةً وصعبة -بعد أن فتح الباب- وسألني أسئلة لم أعد أذكرها ثم علق متهكما أنني “أسرسر من خرب الصطلة”

تغير الكثيرُ مُذّاك لكن لم يطل التغيُّرُ المشاعر، لا زالت المشاعر اتجاه هذا المكان متقدةً ودافئة كما كانت أول مرة.

أدار السيارة يسارا متجها نحو الساحة الواسعة خلف المنزل وتوقف قبالة “دار گيبول”

كنتُ في الخريف حين يتشكلُ المزنُ قبيل المطر أركضُ إلى هذه الساحة لمشاهدةِ السماء التي تتلونُ بألوانٍ تختلفُ في كل مرة، كنتُ أرقبها من زاوية كبيرة وأستمتعُ بصوت الرياح وهي تصفق أبواب المنازل المتقابلة.

لاحَ برقٌ في هذهِ اللحظة، ليس الفصلُ خريفا، ما عادت گيبول هنا ولسنا في العام 2002؛ لاحَ البرقُ مُثخنا بالذكريات والغياب وما لبِثَ أن خفت.

كانت المحطات التي تلت ذلك خاطفةً جداً

مدرستي الإعدادية عرفات 5

مسجد محمد محمد سالم

ملتقى طرق المعرض

ثم دربُ العودة..

حلَّت الرحلةُ محل خليط أموكسيسيلين وآسيد كلافولانيك الذي كنت أنوي اقتنائه من الصيدلية.

بدا أنهُ يمكنُ للذكرياتِ أن تُصلح كل شيء ويمكنُ للوقتِ أن يضفي قيمة على أي شيء أو يسلبها منهُ بينما لا يمكننا أن نظل ذات الأشخاص لما يزيدُ على عشرين سنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى