رمضانيات: ذوى القربى والشأن /العام النجاح بنت محمذفال
حث القرآن الكريم أكثر من مرة على إكرام ذوي القربى : (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُوراً) حتى أنه في حال تعذر العطاء المادي فإنك مدعو إلى تعويض ذلك بالمكارم المعنوية (تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا لكن الأمر لا علاقة له بتمكينهم من أمور الناس ذات الصلة بالشأن العام فقد ألصق نبي الله يوسف عليه السلام تهمة السرقة بأخيه عندما أراد أن ينفردبه عن باقي إخوته الخصوم مراعاة لمشاعر الناس واوضح القرآن ذلك : (كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ) وقد حددت سورة يوسف بما فيها من احسن قصص طبيعة التعامل مع ذوى القربى في ثلاث مستويات :
المستوى الاول فك الارتباط بينهم مع الشان العام حيث الصق تهمة السرقة باخيه وهو كيد علمه الله إياه المستوى الثاني
المكاشفة والاعتراف بالخطايا : (قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ )
المستوى الثالث
العفو والتجاوز عن خطاياهم لذلك عبر يوسف عليه السلام عن العلاقة الإسنادية بان اسند اعمال الشر الى الشيطان وليس إلى إخوته: (مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ) وذلك في استعراضه لنعم الله عليه ودعائه بأن يتوفاه الله مسلما لأن الإسلام هو رسالة جميع الأنبياء طما ورد على لسان يوسف و إبراهيم من قبله (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) ولم يؤثر رسول الله صلى الله عليه وسلم قرابته بالشأن العام بل قدمهم للموت فكان محل ثناء الله في القرآن ( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ ٱلْمُؤْمِنِينَ مَقَٰعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)