حق الجار ../ النجاح بنت محمذفال
ما فتئ القرآن الكريم يوصي بالجار : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) وفي الحديث الشريف لقد احتل الجار منزلته في الوصايا العشر في هذه الآية فجاء الساس في هذه الوصايا القرآنية وذلك باختلاف تراتبيته ، قريبا كان أو بعيدا : (وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ) كما كانت له منزلته في الحديث النبوي الشريف فعن عائشة -رضي الله عنها-, وعبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه». لذلك تنامت عند مجتمع البيظان ثقافة تراكمية حول حق الجار اختزلوها في مثل شعبى : “ال ملح ما ملح جارو ألا كيف ال ما ملح ” وهي ثقافة مستمدة من الموروث الديني وغيره من موروث الحضارة العربية الإسلامية يقول عنترة وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لِي جارَتي حَتّى يُواري جارَتي مَأواها إِنّي اِمرُؤٌ سَمحُ الخَليقَةِ ماجِدٌ لا أُتبِعُ النَفسَ اللَجوجَ هَواها وتأتي منظومة الإسقاط الأدبي لتعزز ذلك حين أسقط العرب في شعرهم أحزانهم على الحمام وشاركوه إياها :
يقول أبو فراس : *اقول وقد ناحت بقربي حمامة أيا جارتا هل تشعرين بحالي أيا جارتا ما انصف الدهر بيننا تعالي أقاسمك الهموم تعالي أيضحك مأسور وتبكي طليقة ويسكت محزون ويندب سالِ ومع أن المرأة هي الأوْلى بمراعاة حقها إذا كانت جارة إلا أن الغيرة قد تكون عائقا دون ذلك إذا طرقت الغيرة الباب ولذلك فإن أكثر ما يهدد حق الجار هو الغيرة خاصة في عالمنا اليوم حيث يتعذر الوفاء بحق الجارة في سيارة الزوج ….