رسالة الضرائر وقيام ليلة الجمعة ( الجزء الأول)/ بقلم “منت اميحيم الفاضلية”
مع حلول مساء الخميس الماضي قررت أن أجرب قيام شهر رمضان وأن تكون هذه الليلة : ليلة الجمعة أول ليلة ابدأ فيها هذا القيام وجهزت كل ما يلزم لهذا الغرض وفي مقدمة ذلك تسجيل الخروج من العالم الافتراضي بعد منتصف الليل . أعلم أن شياطين الجن تصفد مع بداية هذا الشهر الفضيل وكنت أوطن النفس أن شيطان التدوين والكتابة يصفد كذلك أيضا ولكن ما إن صليت العشاء وشرعت في الاستعداد لصلاة القيام حتى شعرت بالنعاس .لا بأس سأستمتع بغفوة خفيفة في أول الليل وسأؤجل صلاة التراويح لآخرالليل فلم أشعر بنفسي حتى هبت على رائحة زكية هي مزيج من “البوخ ” وكريم معطر وعطر فرنسي خفيف . فتوجست خيفة من طبيعة هذا الضيف فلست أهلا لمعالي الأمور ولا في مقام يسمح لي برؤيا من تلك المرائي التي تشرد الحزن وتسلي النفس وتطمئنها :
(قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا)… . كررت هذه الآية الكريمة وانا أتفرس في ملامح الضيفة إنها سيدة عادية تحمل في يدها شيئا ملفوفا :
‘لا تخافي يا”منت اميحيم” أنا ضرة من نوع خاص ممن يعيش في الخفاء “صرت معرظ”. كما ترين ها أنا أحمله في يدي أريد أن أكتب رسالة إلى ضرتي العلنية !
-ما ذا قلت ؟ وهل أخبروك أنني ساعية البريد ؟ إليك عني ياهذه؛
-لن آخذ من وقتك الكثير هي مجرد رسالة قصيرة من سيدة تعيش في الظل ” صرت معرظ ” وقد تجهزت بكامل زينتها ستجدين في آخر الليل الوقت الكافي لفعل ماتريدنه أما الآن فسأستغل “نيتك قيام ليلة الجمعة هذه ” لتكتبي عني رسالتي وهذا مضمونها :
ضرتي العزيزة :
قد تكون رسالتي لك هي أول رسالة من نوعها : لأنها من طرف سيدة دفعت بها الأقدار أن تعيش في الظل في حياة رجل ليسرقا معا لحظات عن ريب الزمان ، لحظات طبعهن الخوف والرجاء والحب والألم؛:إلى رفيقة درب كافحت وصبرت ورافقت الرجل منذ بداية حياته إلى أن وصل إلى العمر الذي التقيته أنا فيه ؛
إلى سيدة تربعت منذ سنوات على عرش قلب زوجها فهي أم أولاده وشريكة حياته ومستودع سره وعيبة نصحه وسكنه و فراشه الذي يأوي اليه كل ليلة دون خوف أو التفات أو خشية من أن يكتشف أمره ؛
إلى سيدة لايخجل من أن تركب سيارته بجواره نهارا ؛
إلى سيدة وثق عقد زواجه معها في الحالة المدنية وتستفيد من وثائقه في العلاج على نفقة التأمين الصحي ؛
إلى سيدة ترافقه في رحلاته مع أصدقائه وتربطها علاقات وطيدة بزوجاتهم ؛
إلى سيدة يمكنها في لحظة أن تحولني إلى بائن مؤبدة فور إحاطتها علما بوجودي في حياة زوجها مع تعويض مادي سخي لها .
إليك ياصاحبة هذه المواصفات أكتب هذه الرسالة :
كلانا تعرف الأخرى جيدا مع اختلاف في طبيعة هذه المعرفة :
أنا تعرفت عليك من خلال زوجك : لا تستغربي عزيزتي! في كل لقاء لنا لا يفوت الفرصة في الحديث عنك كل شيىء يذكره بك
من خلال حديثه عنك أستطيع الان أن أصفك وكأني أنظر إليك :
رغم الأسى الذي أشعر به دائما عند سماعي ذكر اسمك إلا أنني لايمكنني إلا أن اعترف لك بأنك أنثى كاملة الاوصاف بالنسبة له ؛
أنت انثى جميلة هكذا توحي صورتك التي يحتفظ بها في هاتفه ، جمالك طبيعي ، ا أم مثالية ، أخلاقك رفيعة ، كرمك حاتمي ،حسنة الجوار بشهادة الجيران الذين يمدحونك له كل ما مر بأحدهم مسلما ، تحظين بثقة أصدقائه وإعجابهم ، صاحبة مبادئ وعلى دين وخلق ، تتقنين الطبخ وصناعة الشاي ، تكرمين الضيف، وتعتنين جيدا بالأصهار ، هكذا انت في عين زوجك وهكذا تعرفت إليك من خلال كلامه عنك الذي كنت اشعر دائما به صادرا من أعماق قلبه فقد كنت دائما أسبح في عينيه ممنية النفس أن أكتشف عدم صدقه كلما ماقمت بسبر أغواره، ولكن الحقيقة المرة أنه يقول الصدق ومايشعر به وكل كلامه عنك عن قناعة ، لك تهنئتي ضرتي العزيزة وأرفع لك القبعة .
رمضان كريم