بر الوالدين بين التدين والثقافة الشعبية/النجاح بنت محمذفال
ناخذ من أعمارهم وأموالهم ما شئنا ثم ماذا بعد ؟
لم يترك الإسلام مسألة بر الوالدين الاهواء والامزجة وإنما فرضها وأشاد بمن اختص بها فقال جل من قائل في نبيه يحي عليه السلام :
وَءَاتَیۡنَـٰهُ ٱلۡحُكۡمَ صَبِیࣰّا ١٢ وَحَنَانࣰا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَوٰةࣰۖ وَكَانَ تَقِیࣰّا ١٣
كما قال في ابن خالته عيسى :
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾
[ مريم: 32]
وقد جاء الإحسان على الوالدين في القرآن رديفا لعبادة الله
الأمر الذي جعل الموريتانيين يصفون الوالدين بكلمة مطردة عندهم “الوالدين ارديف ملان “نظرا لتكرار هذه التراتبية (وَاعْبُدُوا اللّٰهَ وَ لَا تُشْرِكُوْا بِهٖ شَیْــٴًـا وَّ بِالْوَالِدَیْنِ اِحْسَانًا إ وكذلك قوله
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾
غير أن وصول الوالدين لمرحلة الكِبر هي نعمة من الله تعطي فسحة لتعويض ما فاتك من فرصة لتكريمهما
وقد افرد محمد مولود الجواد نظما ا خاصا بالبرور ادعو إلى تدريس نماذج منه في المناهج التربوية وقد اختصر فيه كل جزئيات البرور حيث قال
برهما بعد الممات بالدعا
إنفاذ وعد منهما قد وقعا
صلة أرحامها ووصل
أهل مودتهما من قبل
ويعد البرور من أهم العبادات الفردية التي على المجتمع والدولة رعايتها ويسمى غياب البرور في الشريعة الإسلامية بالعقوق الذي عده رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر حين سئل عن الكبائر فقال :
الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ)
ويخضع العاق لعقوبة دنيوية هي التعزير
اما العقوبة الأخروية فقد نص عليه الحديث الشريف : ( ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والمدمن على الخمر والمنان )
ويرد البرور في الثقافة الشعبية الموريتانية كاهم أسس الدين الحنيف ففى المثل الشعبي “الوالدين الا الحجرة : ال طاح اعليها ويلو وال طاحت اعليه ويلو “
وفي المثل الآخر “اشين من العقوق “
وقد اتخذوا منه اسم علم مثل” البار” وللانثى “البارة” و احيانا “البرور” الذي هو اسم المدير العام الحالي للأمن الوطنى