منوعاتموضوعات رئيسية
نظرة سطحية – ١ / صديق الحسن
ركضت نحوهم خطوات وصرّخت عليهم: انزل يا المسخوط، خلوا عليكم الشجرة، سر لداركم… تمامًا كما كان يصيح فينا سي خليفة وعمي والجيران الذكور عندما كنا في أعمارهم نتسلق جدران منازلنا ونقفز من سقف إلى سقف. السطوح كانت مساحات مُحرّرة، أقرب إلى الجنة، يعبرها الأطفال بخفة فيطيرون من سطح إلى سطح غير آبهين بقوانين الملكية التي تسري على الطوابق الأرضية ويعبرون من فضاءات نسوة تنشرن الغسيل وهن مشمرات على زنودهن وصدورهن فلا تجزعن، وأخريات تنسفن الطحين أو تقمن المنسج أو تنقشن الحناء على سيقان وأجساد مكشوفة فتضحكن لوعود الرجولة التي تعبر بينهن ولا تنكمشن كما تفعلن في الأدوار الأرضية… الآن فهمت لم أحب السطوح والفيرندات والبلكونات. لأنها مواعيد بين السماء والأرض.