حداء المنتجع../ المرتضى محمد أشفاق
يا ساخرا من مذهبي
لقد أثرت غضبي
في ما مضى من حقب
أن الضمير كذبة
من كبريات الكذب
وأن أكون تابعا
لطالب إن يغلبِ
حتى ولو صاح وقا
ل إنني أنا النبي
أنا الرحيل مذهبي
وحسبي ونسبي
جمعت منه ثروتي
بلا عنا أو تعب
وسأظل راكضا
من سبسب لسبسب
كأنني فراشة
أو كرة في ملعب
أطير مثل شعرة
على جناح جندب
آكل خبز (تيرس)
وفي (ألاك) مشربي
ومشرقي ب(كُركُلٍ)
وفي (العيون) مغربي
أسعى لذا بفكرة
ركيكة وثيِّب
سجل ودون أنني
أنا إمام النصب
ما صدني وعْر ولم
أخف سواد الغَيْهب
أمدح ناب حية
حينا وذيل العقرب
وتارة أثني على
أضلع دب أحدب
أو شئت قلت غزلا
على القذا والطحلب
وإن أشأ دبجته
على ذراع القَرنب
فكل ذا أسعه
من طمعي وجدبي
لأنني عبد أنا
لفضة وذهب
وأنتمي إلى شعو
ب أهل هذا المنكب
حفظت مذ أدركت كل
أمهات الكتب
لكنني عرفت أن
المبتغى للطلب
وللثراء والرفاه
والغنى والنشب
أفضله حِمْلُ أتانٍ
من رديء الخطب
سواء كنت عيِيا
أو لي لسانُ ذَرِب
أو كنت شيخا طاعنا
في طبعه كأشعب
تحسبه إذا دعا
يصدر عن عقل صبي
أو كنت يافعا بدا
في جِده كالأشيب
أو كنت طفلا لم تغب
عنه عصا المؤدِّب
فدرهم أحب عندي
من كمال الأدب
ومن عظيم خلُق
ومن جميل الحسب
لذا رأيت أن أفر
من عفيف مُتعَب
ومن كريم سيد
ومن فقير طيب
كما يفر خائف
من المريض الأجرب
حتى ولو كان العفيف
هو أمي وأبي
وإن رأيت أمَّة
تلوك سن أرنب
لحقتها مزاحما
ثم دسست منكبي
لأن من يَرُدُّهُ
عن مغنم أو منصب
أو رتبة أو هِبَةٍ
أو ملَق أو مكسب
شرفُه أو دينُه
أو فوزه بالرتب
أو علمه أو حلمه
أو حكمة المجرب
أو عمره أوعقله
أو أنه فتى أبي
أو أنه من عجم
أو أنه من عرب
فذاك في بلادنا
وشرعنا هو الغبي
ولا تظنَّ ذا هُرا
فنحن أرض العجب