منوعاتموضوعات رئيسية
نظرة في طلعة محمد ولد هدار.. / باته بنت البراء

منْ عـنْـدْ أمَـنْـدُورْ اتْمَشَّيْـتْ @@ مِسْتَگَْبَلْ، سَاحِلْ نِبْكِتْ جَيْتْ @
لَكْبَاشْ، ؤُجَيْتْ امْعَ حَاشِيتْ @@ الْخَـوَّاره، وِامْشَـيْـتْ امْعَاتْ @
تِـلـبَّاطْ العِلْــبْ، ؤُكَرْطَـيْـتْ @@ الْگَـصْعَه واحْـسَـيْ احْمَيْدَاتْ@
انْـگَـيَّـــلْ عَـنْـدْ إلى كَـدَّيْــتْ @@ فَـمْ اجماعه مِــنْ لـبَّــيْــدَاتْ @
ؤُمِـنْ فَـمْ اتْعُــودْ اتَّـاسِدْبِيتْ @@ اتْـــرَوَّحْ لَامُــوراتْ اتْـلاتْ @
وافْرِيگْ إجَــوَاجْ إيــلَ عَــادْ@@ اتْحَــوَّلْ مِـنْ عَـنْـدْ آمُورَاتْ @
يُگَـيَّـلْ، وللَّ گَـالِـــعْ زَادْ @@ وَاطِي حَـدْ اعْلِيــهْ ابْ لِمْبَاتْ@
أوفى وصفٍ للرحلة ما حملته هذه الطلعه بين ثناياها، ولئن كان الهدف منها الوصول إلى شخص بعينه، فإن فضاءها كان غنيا بالتفاصيل عن محطاتها المختلفة؛ زمانا، وأمكنة، وناسا، حتى لم يترك الشاعر مجالا لمتسائل.
لم يكن محمد على ما يبدو مستعجلا في وصف السير، بل قدمه بالعرض البطيء الذي يتلذذ صاحبه بكل لحظة من لحظاته؛
واختار وقت الصباح لبدء الرحلة وهو ما يحيل إليه السياق حين يقول في التافلويت السابعه: ( انكيل عند إلى كديت)، واختيار الصباح مناسب والإنسان مفعم بالحيوية والنشاط، والوقت معتدل منعش.
ويحدد الشاعر مكان الانطلاقة معددا بعد ذلك كل الأمكنة التي تنتظم خط الرحلة حتى تصل غايتها.
لم يكن السير حثيثا ولا صاحبه مستعجلا يغذ راحلته، بل ظل متمهلا يستمتع بكل ما حوله، ويتملاه باهتمام وشغف؛ فهو يرسم خط المسار مكانا وزمانا: (اتمشيت- انكيل- اتعود التاسدبيت – اتروح- يكيل- واطي حد اعليه إب لمبات.)
إن الشاعر ظل المتحكم في الرحلة، يفصلها على مقاسات مريحة زمانا ومكانا وناسا.
وتترجم الأفعال المزدحمة في النص الحيوية التي تطبع النص؛ فقد.تتالت عشرة أفعال؛ تداخل فيها الحاضر بالمستقبل، والمنجز من الرحلة بالمتوقع فيها.
فالشاعر خَبِرَ المسارَ وألِفَه حدَّ الإدمان، حتى لقد أصبحت له طقوسه الثابتة في أدائه: ( اتمشيتْ- جيتْ- ؤجيتْ- وامشيتْ- ؤكرطيتْ- انْكَيَّلْ- كَدّيْتْ- اتْرَوَّحْ -يُكَيَّلْ-)، رغم أن المسافة الفاصلة بين الأمكنة قصيرة.
وقد صاحب الأفعال تعيين مسرحها، وكيفية وقوعها: فالبداية كانت صوب الجنوب، وكل محطة فيه محددة المكان، مُعَلَّمَةُ القسماتِ، والنهاية المنشودة هي الوصول إلى حي أجواج أينما حلوا، وله معهم صلات ضاربة في التاريخ.
جاءت هذه الرحلة التي شغلت فضاء النص حاضنة أو رمزا وارفا للتعبير عما يعمر قلب الشاعر من مشاعر تجاه حبيبة ما، ولئن تجنب ذكرها أو الإلماح الصريح إليها، فقد أفاض في وصف الرحلة إلى مرابعها إفاضة العاشق المستمتع، وذكر الحي الذي يحتضنها والجماعة التي تُنْمَى إليها.
وللمكان حضور مشهود في الطلعه؛ فهو عصب النبض فيها ومثار الحب، وقد عدد الشاعر ستة أمكنة انتظمها طريق الرحلة؛ مكان الانطلاق:(امندور) وامكنة التلبث والمرور: ( نبكت لكباش- الخواره- الكصعه- احسي احميدات) ثم محطة النزول: (آمورات)
ولئن كان محمد سيد الفعل في الرحلة كما أسلفت، فإنه كذلك كان سيد القول في اللغة، فقد تصرف فيها تصرف المقتدر: تراكيبَ وعبارات و مفرداتٍ؛ وذلك عن طريق تقديم الظرف على الفعل في قوله:(مستكبلْ، ساحلْ نبكتْ جيتْ)، وكالفصل بين المتضايفين في قوله: ( مستكبل ساحل نبكت جيت@ لكباشْ…)، وكذلك في قوله: (انكيل عند إلى كديتْ@ فم اجماعه من لبيدات )
كما يظهر تصرفه في الكلمات حين يدمج كلمتين ليشتق منهما القافية بسلاسة ورفق: (… وامشيتْ امعاتْ@ تلبَّاطْ العلب)، إضافة إلى استخدامه المفردة (اتلاتْ) للدلالة على الإثبات، وهي عادة تستخدم للدلالة على النفي مع الحرف (ما) أو النهي مع الحرف ( لا).
ولا نغفل الإشارة إلى ما ميز النص من غنًى إيقاعيٍّ كان للموسيقى الداخلية دور بارز فيه، عن طريق تكرار حرف التاء ( الذي جاء في حمر الطلعه وقافيتها وأثث الكثير من الكلمات داخلها، ويسانده حرف الدال القريب مخرجا من حرف التاء.
الطلعة غنية بالدلالات والإيحاءات وتحتاج قراءة متأنية كخط سيرها الهادئ .
لَكْبَاشْ، ؤُجَيْتْ امْعَ حَاشِيتْ @@ الْخَـوَّاره، وِامْشَـيْـتْ امْعَاتْ @
تِـلـبَّاطْ العِلْــبْ، ؤُكَرْطَـيْـتْ @@ الْگَـصْعَه واحْـسَـيْ احْمَيْدَاتْ@
انْـگَـيَّـــلْ عَـنْـدْ إلى كَـدَّيْــتْ @@ فَـمْ اجماعه مِــنْ لـبَّــيْــدَاتْ @
ؤُمِـنْ فَـمْ اتْعُــودْ اتَّـاسِدْبِيتْ @@ اتْـــرَوَّحْ لَامُــوراتْ اتْـلاتْ @
وافْرِيگْ إجَــوَاجْ إيــلَ عَــادْ@@ اتْحَــوَّلْ مِـنْ عَـنْـدْ آمُورَاتْ @
يُگَـيَّـلْ، وللَّ گَـالِـــعْ زَادْ @@ وَاطِي حَـدْ اعْلِيــهْ ابْ لِمْبَاتْ@
أوفى وصفٍ للرحلة ما حملته هذه الطلعه بين ثناياها، ولئن كان الهدف منها الوصول إلى شخص بعينه، فإن فضاءها كان غنيا بالتفاصيل عن محطاتها المختلفة؛ زمانا، وأمكنة، وناسا، حتى لم يترك الشاعر مجالا لمتسائل.
لم يكن محمد على ما يبدو مستعجلا في وصف السير، بل قدمه بالعرض البطيء الذي يتلذذ صاحبه بكل لحظة من لحظاته؛
واختار وقت الصباح لبدء الرحلة وهو ما يحيل إليه السياق حين يقول في التافلويت السابعه: ( انكيل عند إلى كديت)، واختيار الصباح مناسب والإنسان مفعم بالحيوية والنشاط، والوقت معتدل منعش.
ويحدد الشاعر مكان الانطلاقة معددا بعد ذلك كل الأمكنة التي تنتظم خط الرحلة حتى تصل غايتها.
لم يكن السير حثيثا ولا صاحبه مستعجلا يغذ راحلته، بل ظل متمهلا يستمتع بكل ما حوله، ويتملاه باهتمام وشغف؛ فهو يرسم خط المسار مكانا وزمانا: (اتمشيت- انكيل- اتعود التاسدبيت – اتروح- يكيل- واطي حد اعليه إب لمبات.)
إن الشاعر ظل المتحكم في الرحلة، يفصلها على مقاسات مريحة زمانا ومكانا وناسا.
وتترجم الأفعال المزدحمة في النص الحيوية التي تطبع النص؛ فقد.تتالت عشرة أفعال؛ تداخل فيها الحاضر بالمستقبل، والمنجز من الرحلة بالمتوقع فيها.
فالشاعر خَبِرَ المسارَ وألِفَه حدَّ الإدمان، حتى لقد أصبحت له طقوسه الثابتة في أدائه: ( اتمشيتْ- جيتْ- ؤجيتْ- وامشيتْ- ؤكرطيتْ- انْكَيَّلْ- كَدّيْتْ- اتْرَوَّحْ -يُكَيَّلْ-)، رغم أن المسافة الفاصلة بين الأمكنة قصيرة.
وقد صاحب الأفعال تعيين مسرحها، وكيفية وقوعها: فالبداية كانت صوب الجنوب، وكل محطة فيه محددة المكان، مُعَلَّمَةُ القسماتِ، والنهاية المنشودة هي الوصول إلى حي أجواج أينما حلوا، وله معهم صلات ضاربة في التاريخ.
جاءت هذه الرحلة التي شغلت فضاء النص حاضنة أو رمزا وارفا للتعبير عما يعمر قلب الشاعر من مشاعر تجاه حبيبة ما، ولئن تجنب ذكرها أو الإلماح الصريح إليها، فقد أفاض في وصف الرحلة إلى مرابعها إفاضة العاشق المستمتع، وذكر الحي الذي يحتضنها والجماعة التي تُنْمَى إليها.
وللمكان حضور مشهود في الطلعه؛ فهو عصب النبض فيها ومثار الحب، وقد عدد الشاعر ستة أمكنة انتظمها طريق الرحلة؛ مكان الانطلاق:(امندور) وامكنة التلبث والمرور: ( نبكت لكباش- الخواره- الكصعه- احسي احميدات) ثم محطة النزول: (آمورات)
ولئن كان محمد سيد الفعل في الرحلة كما أسلفت، فإنه كذلك كان سيد القول في اللغة، فقد تصرف فيها تصرف المقتدر: تراكيبَ وعبارات و مفرداتٍ؛ وذلك عن طريق تقديم الظرف على الفعل في قوله:(مستكبلْ، ساحلْ نبكتْ جيتْ)، وكالفصل بين المتضايفين في قوله: ( مستكبل ساحل نبكت جيت@ لكباشْ…)، وكذلك في قوله: (انكيل عند إلى كديتْ@ فم اجماعه من لبيدات )
كما يظهر تصرفه في الكلمات حين يدمج كلمتين ليشتق منهما القافية بسلاسة ورفق: (… وامشيتْ امعاتْ@ تلبَّاطْ العلب)، إضافة إلى استخدامه المفردة (اتلاتْ) للدلالة على الإثبات، وهي عادة تستخدم للدلالة على النفي مع الحرف (ما) أو النهي مع الحرف ( لا).
ولا نغفل الإشارة إلى ما ميز النص من غنًى إيقاعيٍّ كان للموسيقى الداخلية دور بارز فيه، عن طريق تكرار حرف التاء ( الذي جاء في حمر الطلعه وقافيتها وأثث الكثير من الكلمات داخلها، ويسانده حرف الدال القريب مخرجا من حرف التاء.
الطلعة غنية بالدلالات والإيحاءات وتحتاج قراءة متأنية كخط سيرها الهادئ .