منوعاتموضوعات رئيسية
في إحدى زياراتي النادرة… / المرتضى محمد أشافق

في إحدى زياراتي النادرة لانواكشوط قادتني المصادفات إلى شارع دار الثقافة، فتذكرت الحي(ilot L)، حيث سكنت عامي الأخيرين عندما كنت مدرسا في إعدادية البنين..تغيرت معالم المنزل والحي عموما وأصبح شبه مهجور..تقدمت لأقف على أطلال الزمن من سنة1979، حتى سنة1989.. عشته تلميذا في الثانوية العربية، وطالبا في المدرسة العليا لتكوين الأساتذة(كنا ندرس في قاعات معارة من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، وفي جامعة انواكشوط التي افتتحت عام نجاحنا في البكالوريا)، ثم أستاذا في إعدادية البنين..
المواقع الثلاثة متجاورة، في شكل مثلث قصير الأضلاع، إذن وجدتني تلميذا، وطالبا، ومدرسا في حيز جغرافي واحد..
ذكريات كثيرة تواردت علي حت غبت فيها عني، ووجدتني فجأة أقف على شاهد اعترضني، واستوقفني، حادثة طريفة وقعت في البقعة التي وقفت فيها من شارع المعهد العالي الذي يفصله عن الإعدادية العربية…
خرجت إحدى الطالبات-سيدة عربية متحجبة- فرأت شيخا بدويا ينزل عن منكبه كيسا فيه رزم من النعناع، وكمية من ياوور- لعله تاجر طواف-، ثم يجلس ليبول جاعلا من عجلة سيارتها ساترا، فاستشاطت غضبا حتى خافها كل من في الشارع، وشرعت تمطر الشيخ بالبذاءات، والوقاحات، والسب، والشتم، والشيخ منقطع لما جلس له..
التحق بالمشهد أحد شيوخ الطلبة يرتعش، تتقد في وجهه فورة غضب شديدة، وخاف الناس أن يتحول ذلك الشعور إلى أفعال..حاصره بعض الإخوة ليكونوا سدا بينه مع السيدة العربية، ولهجة بذاءتها تتصاعد، وتزداد حدة ووقاحة،
.
حاول الناس تهدئة الشيخ بذكر قومية المرأة، ووطنها، فالرجل أيضا قومي، ناصري، مستميت في انتمائه السياسي، والفكري، زاعمين أن رحمه القومية كافية لإطفاء حرائق غضبه المشتعلة، فصاح عليهم(يحرك بي الفلسطيني لول والتالي، ويحرك بي القومية العربية، وعبد الناصر، ويحرك بي الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، هاذي ابكيرت اسحاب تطاول اعلينا، وتحكرنا فاترابنا)..
وفجأة وقف(البوال)، ونظر إلى أسفل، ذقنه على منحره، فانتبه إلى أن بعض الحصى علقت به أثناء الاستجمار، فأراد أن ينكح السيارة للتخلص منها، وعسر عليه الوصول إلا بجهود متعددة من الاقعنساس، والالتواء، وظل كلما اقترب من الملامسة تصده بطنه، وركبتاه، كأنه في واد والناس من حوله في واد، لا يسمع ولا يرى، فلما رأى الشيخ محاولاته، وعجزه عن الوصول صاح عليه ( الله إكصر عمرك أنت املي، افظحتن، أنت عايدنك ذ كيفك؟..)..
المواقع الثلاثة متجاورة، في شكل مثلث قصير الأضلاع، إذن وجدتني تلميذا، وطالبا، ومدرسا في حيز جغرافي واحد..
ذكريات كثيرة تواردت علي حت غبت فيها عني، ووجدتني فجأة أقف على شاهد اعترضني، واستوقفني، حادثة طريفة وقعت في البقعة التي وقفت فيها من شارع المعهد العالي الذي يفصله عن الإعدادية العربية…
خرجت إحدى الطالبات-سيدة عربية متحجبة- فرأت شيخا بدويا ينزل عن منكبه كيسا فيه رزم من النعناع، وكمية من ياوور- لعله تاجر طواف-، ثم يجلس ليبول جاعلا من عجلة سيارتها ساترا، فاستشاطت غضبا حتى خافها كل من في الشارع، وشرعت تمطر الشيخ بالبذاءات، والوقاحات، والسب، والشتم، والشيخ منقطع لما جلس له..
التحق بالمشهد أحد شيوخ الطلبة يرتعش، تتقد في وجهه فورة غضب شديدة، وخاف الناس أن يتحول ذلك الشعور إلى أفعال..حاصره بعض الإخوة ليكونوا سدا بينه مع السيدة العربية، ولهجة بذاءتها تتصاعد، وتزداد حدة ووقاحة،
.
حاول الناس تهدئة الشيخ بذكر قومية المرأة، ووطنها، فالرجل أيضا قومي، ناصري، مستميت في انتمائه السياسي، والفكري، زاعمين أن رحمه القومية كافية لإطفاء حرائق غضبه المشتعلة، فصاح عليهم(يحرك بي الفلسطيني لول والتالي، ويحرك بي القومية العربية، وعبد الناصر، ويحرك بي الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، هاذي ابكيرت اسحاب تطاول اعلينا، وتحكرنا فاترابنا)..
وفجأة وقف(البوال)، ونظر إلى أسفل، ذقنه على منحره، فانتبه إلى أن بعض الحصى علقت به أثناء الاستجمار، فأراد أن ينكح السيارة للتخلص منها، وعسر عليه الوصول إلا بجهود متعددة من الاقعنساس، والالتواء، وظل كلما اقترب من الملامسة تصده بطنه، وركبتاه، كأنه في واد والناس من حوله في واد، لا يسمع ولا يرى، فلما رأى الشيخ محاولاته، وعجزه عن الوصول صاح عليه ( الله إكصر عمرك أنت املي، افظحتن، أنت عايدنك ذ كيفك؟..)..