عطفا على العزف المصاحب لتدوينة يوم أمس (على خطى جمال)
دخلت على الأديب الكبير والشاعر الفذ محمد ولد باگا تغمده الله بواسع رحمته، كان الوقت زوالا، وكان حينها معلما بالمدرسة رقم واحد في لكصر، دخلت عليه لحاجة لا أدري هل تتعلق بالامتحان أم بالنتائج. وكان ذلك في منزل المدير الكائن بالجانب الشمالي الشرقي من المدرسة مصاقبا لمنزل المراقب (الصبار) رحم الله الجميع.
كان محمد جالسا في الصالون يضع وسادة تحت فخذه الأيمن ويستمع للراديو، كان بصحبتي زميل لي -هو الآن في بلاد العم سام-، دخلت قائلا: سيدي هل..
وضع سبابته عموديا على شفتيه في إشارة للسكوت، ورفع يده للأعلى ثم للأسفل في إشارة للجلوس.
لبسنا الصمت وجلسنا، كان الفنان محمد ولد بوب جدو (بوبتي) رحمه الله، في أوج العطاء متماهيا مع بلغامة يعزف ما سأميّز لاحقا أنه (رتفد محصر)، وكان ولد باگا في أوج اتهويل مُصيخًا، وكنت وزميلي خاشعين لا حراك بنا..
(هنا نواكشوط) قالها المذيع معلنا انتهاء السانحة
التفت إلينا ولد باگا قائلا: (هذا مُشّاشْ الهول).
جرت مياه كثيرة تحت جسر الزمن ولا تزال تلك اللحظة حاضرة في ذهني.
يقول العلامة السالك ولد الحاج الغلاوي مخاطبا أحمد ولد بوبَّ جدّو رحم الله الجميع:
واخبط رِتْفَدْ – رانِ عانِ :: يَاحْمدْ – مَحْصَرْ ، والبرَّانِ
واخبطْ لِلْـواگِ ورَانِ :: نعرفْ عن ذَ لكحال اگبالْ
(رتفد محصر) من أشوار بيگي عظال ابتيت الكحلة.
ويعرف بـ (نسلمُ ونسعاوْ) و (دَگفرِي)
أما البراني -والشيء بالشيء يذكر – فشاهده: عينيَّ يَ گلبِي
فوگ التخمام اركبتْ :: نافدْ سِبّتْ طربِي
وامنينْ ابْطَ جَلّبتْ :: واركبتْ اعلَ گلبِي
عينيَّ يَ گلبِي.
أما الواگِي فإنه (ما يشوهد) عكس البراني ، وليس بينه وبين البراني سوى سحو.
كامل الود