canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراء

هذا قدركم: إما أنا أو الطوفان! / م. محفوظ ولد أحمد

سقطت “الأيديولوجيا” وانتهى عصرها، ومن ثم أفل نجم متأبطها: الزعيم الأوحد الملهم! وتقشرت قداسة “ولي الأمر” وفرط أمره!

ما لم ندرك، معاشر العرب، هذه الحقيقة الهامة فسنتيه مائة عام أخرى؛ لا نموت فيها ميتة عُزير وحماره، فنستريح وننهض أكثر إيمانا ووعيا؛ وإنما نشقى ونرجع بعضنا يضرب رقاب بعض… وهلم جرا!

انتفاضات 2011 (الربيع العربي)ـ وئدت بشراسة؛ وأُشعلت حرائق مروعة وحروب مدمرة، ليس من أجل القضاء عليها فحسبُ وإنما أيضا من أجل التنفير منها والترهيب من عواقبها “الحتمية” المرعبة!

وهكذا اتخذ حكام الاستبداد العرب الذين نجوا من الربيع العربي أو الذين حملتهم الثورات المضادة له إلى السلطة، من النتائج المرعبة ـ التي صنعوها بأيديهم ويحمونها بحزم وقوة ـ للثورات العربية، فزاعات لإجفال شعوبهم المقهورة عن مسارح الحرية والديمقراطية… وباعتبارها تهلكة عاقبتها “الجحيم العربي”!

لكن هؤلاء، الحكام كالعادة، يحرثون البحر ويرِدون السراب، لأن تلك الثورات الشعبية هي انفجارات “طبيعية” لضغط أنظمتهم المستبِدة الفاسدة الفاشلة… وبموجب سنن الحياة وقوانين الفيزياء فإن تلك الانفجارات ستحدث من جديد تبعا لمستوى الضغط، الذي قد لا يكون منظورا ولا بادية مؤشراته، بينما لا يمكن التنبؤ بالنتائج بعدها…

إن عوامل الوعي وثورات الاتصال وتضاؤل قوة التحمل لدى عامة الناس… كلها عناصر وقود جديدة لا يتوقف تفاعلها ولا يخبو أوارها، تجعل الوسائل التقليدية لسيطرة الاستبداد واستمرار قبضته عديمة الفائدة.

وفي عالمنا العربي تأتي في مقدمة تلك الوسائل التقليدية “الأيديولوجيا” والضرب على أوتار العاطفة الشعبية الحساسة؛ سواء كانت قومية شاملة (قضايا الأمة الكبرى) أو قطرية وطنية

في حين أن تلك العوامل الجديدة ستكشف زيف ونفاق تلك المزاعم “الشعاراتية” المضللة، حتى في الماضي الذي نشأت فيه!

أكثر من ذلك تعمل بعض القوى العربية الحاكمة اليوم على جعل مكافحة “الربيع العربي” حربا كونية مقدسة ضد الإرهاب؛ في سبيلها ومن أجلها تسقط كل الثوابت وتهون كل المقدسات، التي كان ضجيج الدفاع عنها يملأ الآذان ويخدر العقول…!

وترى هذه القوى اليوم أن التنازل عن تلك “الثوابت والمقدسات” العربية الإسلامية (القدس، فلسطين، القيم الإسلامية، التضامن العربي…) ضروري ـ مع الأموال ـ لضمان مودة القوى الغربية الكبرى والاستقواء بها في محاربة “الربيع العربي” أو غيره من الحركات المطالبة بالحرية والديمقراطية؛ وغض الطرف عن ممارسات القمع والفساد التي تحيا بها معظم الأنظمة العربية!

*

ومن المؤسف أن يجعل بعض “التقدميين” من خطابهم، بل وأشخاصهم، محامين وأنصارا يجادلون عن أسوأ الحكام المستبدين وأكثرهم وحشية وفسادا، ويقفون حرس حدود مكلبين بين الديكتاتورية والديمقراطية… سواء كان دافعهم إلى ذلك الخوف من إقصاء الديمقراطية لهم، أو الانتهازية والطمع في فتات سلطة أولئك الحكام، أو فقط “مثالية” الأيديولوجيا “النظيفة”!

على كل حال لقد سقطت الأيديولوجيا وباتت جميع الأقنعة مكشوفة أو شفافة… وأصبح للناس إدراك واطلاع يستحيل على “البوليسيا” السياسية التحكم فيه أو حتى ملاحقته.

بلى، قد يخفض اليأس والملل من اهتمام الناس بالسياسة وشؤون الحكم خاصة، كما تفعلها الوفرة وتسهيل الحياة العامة وإشاعة بعض الرفاهية في البلدان الميسورة الحال… ولكن ذلك من المؤقِّتات المضللة أيضا.

*

أن يختار الناس حكامهم بحرية، ويملكون الوسائل العملية لمحاسبتهم، ولعزلهم وتبديلهم عند الضرورة، ويروا أوطانهم وثرواتهم تديرها مؤسسات يلجمها القانون ويروضها، ولا يتحكم فيها الأشخاص بأي صلة خاصة، ويشعرون بالعدل والمساواة المطلقة ودفء القانون… فهذه حقوق أساسية وإنسانية باتت مرئية للجميع ويصعب استمرار طمرها أو تبديلها بأي رشوة اقتصادية أو اجتماعية من الديكتاتور.

ومن هنا يستحيل استمرار إقناعنا أن طلب هذه الحقوق يؤدي حتما إلى الدمار و”سوء الخاتمة”، لأن الربيع العربي قاد، أو اقتيد، إليها مرة أو مرتين…

وفي النهاية لا يمكن أن يظل الناس مقتنعين بأن مصيرهم هو فقط أحد الخيارين العربيين: إما حاكمكم الأبدي هذا وإما الطوفان والدمار!!

 والمثل الشعبي يقول: “أم السارق ما اتم دائما امزغردة”

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى