هل بدأت الحلقة تضيق حول الرئيس عزيز/ سيد احمد ولد بنيجارة
مشاركة المعارضة في الإنتخابات النيابية والبلدية القادمة لها أكثر من تفسير، فإما أن تكون هذه المعارضة باتت شبه مجمعة على أن النظام لم يعد على قلب رجل واحد، أو أن تدويل الأزمة لم يعد بالقوة والتأثير في الوضع الداخلي كما كان قبل تعديل الدستور و إلغاء مجلس الشيوخ العام الماضي.
و قد لا تخلو هذه الخطوة من كونها مناورة للعب على الصراع الصامت داخل أركان النظام، و هي مناورة بقدرما أصبحت تثير أسئلة حذرة لدى قادة الحزب الحاكم، إلا أنها تحشر الحزب في زاوية ردة الفعل غير المتوقعة على مشهد سياسي أو مخطط أعد بسرية تامة داخل دوائر في السلطة والمعارضة.
و تسعى المعارضة حاليا ـ خاصة في حزبي “تواصل” الإخواني و “التكتل” ـ بعدما فوتت على الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز فرصة “التمديد”، إلى نقل المواجهة معه إلى داخل دوائر الحكم، حيث بدأت تروّج لشق صف داعميه الأول، تمهيدا للإنقضاض على السلطة من داخل النظام.
و رغم هواجس أطراف في النظام من أساليب الخداع التي قد تنتهجها المعارضة في تعاطيها معه، إلا أن النظام الحاكم لم يستوعب حتى الآن خطورة التآكل المستمر في شعبيته و االإنقسام الذين أحدثهما موقفه المرتبك من إعلان مرشحه للرئاسيات المقبلة.
و يبدو أن المعارضة التي اشتغلت على عامل الزمن في كسر إرادة ولد عبد العزيز، أصبحت تراهن اليوم على أزمة أجنحة النظام المتصارعة لاستغلالها في تحالفات غير متوقعة للسيطرة على الحكم.
سيد أحمد ولد ابنيجاره