في ظل استمرار حال اللاسلم واللاحرب . موريتانيا تخشى توطن الصحراويين فوق أراضيها
يواصل الصحراويون اللاجئون في موريتانيا شراء العقارات في مدن الشمال الموريتاني، مما يثير خشية في موريتانيا من استقرار صحراوي دائم وسط جهود دولية هادفة الى ايجاد حل سلمي للنزاع في الصحراء بين المغرب وجبهة “بوليساريو”.
وعلى رغم أن موريتانيا تقف على الحياد من مجريات الأمور في الصحراء، فإنها تتأثر بما يدور على حدودها الشمالية. وتساند موريتانيا، التي اعتبرتها الأمم المتحدة مراقباً في الجهود الجارية منذ سنوات لايجاد مخرج من الأزمة، خطة الاستفتاء. ويقول المسؤولون أيضاً انهم سيدعمون أي صيغة يتفق عليها الطرفان، المغرب و”بوليساريو”.
ودخلت موريتانيا الحرب العام 1975 حيث اقتسمت الصحراء مع المغرب. لكن العسكريين الذين أطاحوا نظام الرئيس السابق المختار ولد داداه قرروا العام 1978 الخروج من الحرب والانسحاب في اطار اتفاق مع “بوليساريو”. وعلى رغم هذا الانسحاب وذلك الحياد المعلن، لم تمكن موريتانيا من الابتعاد كثيراً عن بؤرة الاهتمام، اذ كانت العمليات العسكرية تجرى أحياناً على أراضيها. وعموماً يجرى النزاع على بعد مئات من الأمتار من السكة الحديد التي تنقل خامات الحديد من المناجم في مدينة الزويرات الى ميناء التصدير في مدينة نواذيبو الشمالية الواقعة هي الأخرى على الحدود مع الصحراء الغربية.
وخلال السنوات العشر الأخيرة استقبلت مدن الشمال الموريتاني خصوصاً الزويرات ونواذيبو عشرات الآلاف من الصحراويين الخارجين من مخيمات “بوليساريو” في منطقة الحمادة الجزائرية، وذلك بعدما قررت الجبهة قدراً من الانفتاح وسمحت للاجئين بحرية الحركة.
ويمارس الصحراويون أنشطة اقتصادية مختلفة، ويتهم بعضهم بتهريب المواد الغذائية من مخيمات الصحراويين الى الشمال الموريتاني.
ولوحظ أخيراً اهتمام متزايد للصحراويين بشراء المباني والقطع الأرضية في مدن الشمال الموريتاني. ولا يرتاح كثيرون لهذه الظاهرة التي يعتبرون انها قد تكون بداية لاستقرار نهائي للاجئين في شمال موريتانيا. ويعتقد بأن اطالة حال اللاحرب واللاسلم من شأنه دفع الصحراويين الى الاستقرار في مناطق اللجوء.
ويصعب التفريق بين الموريتانيين والصحراويين لأنهم أبناء القبائل نفسها. وخلال فترة الحرب كان مألوفاً منظر الاخوة الذين يقاتل بعضهم مع “بوليساريو” بينما يتقلد بعضهم الآخر وظائف رسمية في جهاز الدولة الموريتانية.