مقاتلات فرنسية تدعم جيش تشاد بعد دخول قافلة مقاتلين قادمة من ليبيا
باريس (رويترز) – قصفت طائرات حربية فرنسية قافلة للمتمردين في شمال تشاد يوم الأحد، مما ساعد القوات المحلية في صد توغل عبر الحدود من ليبيا، وذلك في مؤشر على أن الدعم الفرنسي للرئيس التشادي إدريس ديبي يتجاوز قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وذكر الجيش الفرنسي في بيان أن طائرات ميراج المقاتلة ضربت رتلا من 40 شاحنة خفيفة تقل مجموعات مسلحة من ليبيا إلى عمق الأراضي التشادية.
وقال ”هذا التدخل جاء بناء على طلب من سلطات تشاد وساهم في منع هذا التقدم المعادي وتشتيت الرتل“.
وربما تكون هذه أول ضربات جوية تشنها المقاتلات الفرنسية دعما للقوات التشادية منذ أن عززت حركة (مجلس القيادة العسكري لإنقاذ الجمهورية) المتمردة، ومقرها جنوب ليبيا، نشاطها العام الماضي في مسعى للإطاحة به.
وذكر اتحاد القوى المقاومة، وهو تحالف من المتمردين التشاديين أنشئ عام 2009 بعدما كاد يطيح بديبي، إنه يقف وراء الهجوم. ومجلس القيادة العسكري لإنقاذ الجمهورية جماعة منشقة عن اتحاد القوى المقاومة.
وقال مسؤول من اتحاد القوى المقاومة ”الهدف هو إسقاط ديبي… ظننا أن فرنسا لن تتدخل في شؤون تشاد الداخلية، لكنها لم تقدم فيما يبدو حلولا للشعب التشادي سوى إبقاء ديبي في السلطة كي يقوما بعملهما القذر في المنطقة“.
وأضاف المسؤول أن مقاتلين لقيا حتفهما ودمرت شاحنتان.
وواجه ديبي، الذي أغلق الحدود مع ليبيا العام الماضي، العديد من حركات التمرد منذ توليه السلطة في عام 1990 بعد عصيان مسلح أطاح بالرئيس حسين حبري، لكن بلاده تشهد هدوءا نسبيا منذ عام 2009.
وشكك مراقبون دوليون في نزاهة الانتخابات التي أبقته في السلطة منذ ذلك الحين وأقر العام الماضي إصلاحات دستورية قد تضمن له منصبه حتى 2033.
وتعتبر فرنسا مستعمرتها السابقة تشاد بلدا مهما في القتال ضد الإسلاميين المتشددين في غرب أفريقيا. ويقع مقر القوة الفرنسية لمكافحة الإرهاب، المؤلفة من 4500 جندي، في نجامينا عاصمة تشاد حيث توجد أيضا قاعدة أمريكية.
ونشر ديبي الآلاف من الجنود لمواجهة تهديدات من جماعات على صلة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية اللذين ينشطان بأنحاء منطقة الساحل، فضلا عن حركة بوكو حرام المتشددة في نيجيريا.
وقال مصدر عسكري فرنسي ”لا يزال ديبي الشريك المستحق والأقوى في المنطقة. ويعتمد التشاديون على فرنسا فيما يتعلق بالحدود مع ليبيا“.
وذكرت قيادة الجيش التشادي إن العملية حيدت طابورا من ”المرتزقة والإرهابيين“ في الأراضي التشادية بعد عمليات سابقة نفذها الجيش الوطني الليبي.
وبدأ الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر عملياته ضد المتمردين التشاديين في بداية العام.
ولحفتر علاقات وثيقة بفرنسا التي تسانده ضد الإسلاميين المتشددين في ليبيا.
وتضم حركة (مجلس القيادة العسكري لإنقاذ الجمهورية)، التي تدعي أن لديها 4500 مقاتل وتأسست في عام 2014، في صفوفها متمردين سابقين في إقليم دارفور من السودان المجاور وحلفاء سياسيين سابقين للرئيس السابق حبري.