بين يدي رمضان/ ممو الخراش
1- التهنئة برمضان تكون بمنشور نقرأه على صفحتك، أو برسالة تخطها بيمينك، نجد فيها ذاتك ومشاعرك، وإن اخترت التعبير بصورة فذلك أضعف الإيمان؛ لأنك حرمتنا متعة التعرف بأسلوبك.. أما إذا استخدمت أصواتا خليجية في التهنئة، مع بكاء ومؤثرات صوتية، أو بدونهما فإن مصيرك الحظر، ولن تفقد شيئا.
2- اكتبوها هكذا عند التهنئة: رمضان كريما، فرمضان منصوبة ممنوعة من الصرف كمستحقاتكم، مفعول بها كمثلكم لفعل محذوف كفعلكم المحذوف، وكريما صفة، ومن رفع الاثنين لم يخطئ، لكنه أخبر في مقام الدعاء.
3- العمل الخيري مهم جدا، لكن الأهم أن لا نفقد جلباب الحياء، فقوافل الشباب والشابات التي تجوب الشوارع، وتحتك بالسيارات، وغرضها صيانة ماء وجوه من لا يسألون الناس إلحافا، ما أراها إلا فرطت في ماء وجوهها هي. ثانيا: أنتم تستهدفون من قعد بهم الحياء عن السؤال، فعليكم أن لا تكسروا الحاجز بإظهار الوجوه في الصور، أنا أعرف أن التصوير شر لا مفر منه؛ لأنه الوسيلة الوحيدة لإقناع المانحين، وكسر قلوب الخيرين، لكن توسطوا وغطوا الوجوه.
4- صم ما شئت، وأفطر ما شئت، وكل ما شئت، واشرب.. لكن أبق ذلك كله بينك وبين ربك، فلا تساعد القنوات العربية في جعله شهر “موضات” وتفاخر وتبذير.. أفطر بما تيسر وتصدق بالفضول.
5- أيها العاملون في الغرف المكيفة، ارفقوا بالطوابير الممتدة تحت أشعة الشمس، وإن دخل عليكم صديق وأطال الحديث، ليطيل المكث تحت المكيف تذكروا الواقفين خارج المكتب.
6- جميعكم تعرفون أن الصائم لا يكذب، لكنكم تجهلون أنه لا يغلق الشارع العام، ولا يسرق المال العام، ولا يقطع الماء ولا الدواء والكهرباء… أخي العامل، إذا كنت ستعطل مصالح العباد، بحجة أنك صائم، أفطر والتحق بعملك.
7- إلى عزيز: اعلم أننا سئمنا رئاسة العمل الإسلامي، وأغنية لحية رمضان، خذ إليك لحيتك، وأطلق سراح تقدمات الموظفين، وكل الخدمات المعطلة، وإلا:
“ألا ليت اللحى كانت حشيشا @ فنطعمه خيول المسلمينا”.
8- هنيئا لكم، فإنكم تستحقون التهنئة؛ لأنكم استطعتم مقاومة عوامل الموت المبثوثة في الطرقات، من دواء فاسد، وسلطان جائر، وفقر مدقع (وإن الحياة الطبيعية اليوم أمر عظيم!)… هنيئا للرئيس عزيز الذي قرر أن يتخلص منكم واحدا بعد الآخر، ولم يأمر بقتلكم دفعة واحدة، ادخرها لكم لتعيشوا وتصوموا رمضان.. صوموا وصلوا وتصدقوا، فإن الخسران المبين أن تعيشوا الدنيا في موريتانيا، والآخرة في جهنم.