يوم للعربية…ما ذا أعددنا له؟!
عاما بعد عام، ومرة بعد مرة، تتجدد الذكرى السنوية لليوم العربي للغة العربية، في الأول من شهر مارس/ شباط، المنتمي بأسمائه الاعجمية، وروزنامته الشمسية غير الملائمة للتقويم العربي القمري الكوني المحدد بأمر الله، يوم خلق السماوات والارض: 12 شهرا، منها أربعة حرم، جعلها الله تعالى مواسم للدين القيم، ونهى عن الظلم فيهن والتظالم.
على المستوى الرسمي، قلما تحمل المناسبة جديدا،
ففي أغلب الحالات، وأحسنها قد يجتمع نفر من منتسبي بعض الجمعيات ذات النفع العام، تحت يافطة رسمية، بإحدى القاعات الصغيرة المهجورة، تتقدمهم شخصية ذات صفة عمومية، من الصفوف الخلفية،ثم تتناوب على منبر الخطابة وجوه مألوفة، بمحضر بعض مسجلات الصوت والصورة، من الإعلام الرسمي، نحديدا.
أما شعبيا، فيفتح اليوم العربي في الأول من مارس، مثله مثل اليوم العالمي، في الثامن عشر من دجمبر، يفتح موسما للمهرجانات والندوات واللقاءات،، وكلها تحتفي بالمناسبة، نظما، ونثرا، غناء وطربا، حيث الخطب الرنانة، ومآثر لغة القرآن، والتنويه بريادتها التاريخية، وحسرة و على واقع أهلها، ومكانتهم في مؤخرة الركب… ثم تستمر الجعجعة طويلا، بلا طحين!
بين الاحتفاء الرسمي الخجول، والشعبي الصاخب، بيوم اللغة العربية، تنشط المزايدات والمزايدون، على الناس في عروبتهم وانسابهم وأحسابهم، بل وحتى في إسلامهم ووطنيتهم وموقفهم من الدستور والقانون؛ والعجب كل العجب ان نخبا تتدثر العروبة، هي التي تدير المزايدات، فيما ينفقون الملايين لتسجيل اطفالهم في المدارس والمعاهد الفرنسية، وتجدهم ينفقون جل وقتهم في الحديث عن المؤامرة الغربية على العروبة والإسلام والوطن، فيما يتقدمون ااطوابير أمام سفارات ذلك الغرب نفسه، رغبة في فرصة للهجرة.
وتصل المزايدة قمة الوقاحة في المزايدة على اارئيس محمد الغزواني، عندما خاطب نظراءه وضيفه في قمة مجموعة الخمس (G5) في نواكشوط، بلغة هي القاسم اامشترك الابلغ أثرا بين من حضر القمة، ليتهم بخرق الدستور، والتطاول على اللغة العربية؛ ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن بعض النخب المغشوشة، يتخذ لنفسه وردا من الإساءة للرئيس المؤسس ورفاقه، لانهم تعلموا من لغة المحتل السابق، ما مكنهم من إقناعه بالرحيل سلما عن بلاد السائبة هذه، فيما كانت تلك النخب وآباؤها، ينتجعون بعيدا، في المنتبذ القصي، تهربا من ضريبة العشور؛
في موسم المزايدات، تريك نخبنا المغشوشة، واطرنا المزيفة، آيات البلادة والبلاهة والفجاجة، فتجد من يشدد النكير على مسعود ولد بالخير، وقد أشار من طرف خفي، خلال مهرجان شعبي- نادر- لحزبه، أشار إلى الأصول غير العربية للكثير من الناطقين بها من أهل هذا المنتبذ القصي؛ ثم يقحم الحديث عن الأصول اليمنية لسكان الصحراء الاصليين، فيخجل من يواجه من إخباره بأن مهاجرة سيل العرم من اهل اليمن القدامى، لم يتحدثوا العربية كما عرفها الناس، ولم يكتبوا بأبجديتها.
المزايدات تبلغ أوجها على منصات التواصل، حين يعتبر حائز الرقم القياسي، في خرق الدستور والقانون، طوال الوقت، ان النص في الدستور على أن اللغة الرسمية هي العربية، لا يعني بحال من الاحوال منع التحدث بغيرها، وحين يتجاهل البعض ان الفرنسية مقررة في المنهج الموريتاني الرسمي، ليس كلغة فحسب، ولكن كلغة وحيدة للمواد العلمية، وأن لفئات شتى من مجتمعنا الغني بتنوعه، امتدادات في اتجاهات شتى، صلة لرحم قائمة.
وأخيرا، وليس آخرا، ينبري أفواج من غلمان الفيس بوك، لتوجيه سيل من الانتقادات لصديقنا المراسل الدولي عاشق العرب والعربية ومرابع ولد آدبه، في تكانت الزميل الشيخ بكاي (Sheikh Bekay) لأنه احتفظ على صدر صفحته على الفيس بوك، بحروف لاتينية، يهتدي بها إلى صفحته، غير الناطقين بالعربية من أصدقائه الافتراضيين عبر العالم..
الحسن مولاي علي