… ثم أتذكر أنه على الاعتراف بأنك لم تخلق للنسيان/ العالية إبراهيم أبتي
التفاصيل مرهقة لا أنكر…لا أنكر أنني أصاب بالصداع من كم الكلام والصور وحتي تذكر خطوط قميصك الأحمر ذات أول لقاء وأنت مبتسم تسلم علي بصوت مبحوح وأضغط بصمت على الكتاب الذي أحمله حتي تتعرق يدي.
تستطيع بعد ذلك إن حاولت تذكيرك الاحتجاج بالنسيان أو ببساطة بعدم قدرتك على مجاراة كل هذا التعب.
كان الموضوع أكبر من مجرد تفاصيل، إنه استنزاف عاطفي يجعلني أدور فى حلقة مفرغة تصيبني بالدوار، وإن شئت التخلص بدأت بالحديث، وتشكيل عبارات قد لا توصل إليك كل ما أريد….
أنت مكشوف أمامي وشيطانك يحدثني عنك، ينقصني فقط أن أتدرب على ضبط حالتي الشعورية أو على الأقل ضبط مسافات بين كل كلمة وأخري.
المشكلة الوحيدة التي قد تفاجئك رغم كل هذا هو “هدوئي” وإتقاني لمجاراتك ومقاطعتك بأي فعل يرجعني لطبيعتي.
تلك التفاصيل بقربك تجعلني أتذكر ملامح الطريق الذى كنا نسير فيه، يوم كان الشوق غير متكلف…كنت أسعد بلحن يتسرب من هاتفك المنكسر من الزاوية…تري لماذا اخترته؟ هل يعنيك أم أنها مجرد محاولة لسلوك نمطي لمن يطلقون على أنفسهم “عشاقا”…كان اللحن حزينا ولكنك استطعت به اختراقي كونه مرتبطا بلحظاتنا.
سأضطر للتوقف عن تسجيل كل شيء والاحتفاظ بكل شيء، فهل يمكنني ذلك؟
تخرج من هاتفك تلك الشريحة الصغيرة وتطلب مني الاحتفاظ بها، واسترسلت تقول “اسمعي النغم كل حين لعله يذكرك بي”…سيصلك ردي الصامت بإماءة استنكار ثم أتذكر أنه على الاعتراف بأنك لم تخلق للنسيان وسأخترقك مهما حاولت الهروب من نفسك وتغليف نفسك بأغلفة سميكة من الوقار تجعل النفوذ لروحك صعب ويتطلب جهدا، ولكن نفسي طويل وأنت تستحق.