هل نحن بصدد البحث عن ماذا قدم الرئيس ؟ أم أننا بصدد البحث عن ما ذا قدمنا مع الرئيس ؟/ النجاح بنت محمد بن محمذن فال
محمد ولد الشيخ الغزواني سنتان
سنتان تخلت فيهما الدولة في ظله عن هدر طاقتها ضدها
– ذلك أن إسقاط هيبة الدولة من أجل نفوذ قبيلة هو إرهاق للدولة
– ذلك أن إنفاق أموال الدولة في سبيل خلق قوي مغايرة لمفهوم الدولة ، هو تخل عن رسالة الدولة التي لا يستطيع التاجر أن يتحملها !
ذلك أن تغييب مفهوم الادارة وجعل موظفي الدولة مجرد عناوين لكبار التجار ينهك الإدارة ويضعف معنويات الطاقم الأداري الذي لم يعد يرى للقيم الإدارية من معنى ! سوى هدية تقدم لصاحب نفوذ
لن أقول إن الدولة قبل ولد الغزواني كانت تعمل ضد نفسها بشكل مطلق لكني أستطيع القول إنها – ولِعقود – منحت هبتها ومالها لكي تكون الحلقة الأضعف ! لكي يتغول عليها الشرائحي والعنصري وصاحب تبييض الأموال
أما التاجر فهو القديس الحبر المبرز !
ما قيمة الإدارة حين يبيع وزير التعليم مدارسه ومن أين له والحال هذه بامتيازاته ؟
ماقيمة الإدارة حين تكسر المساجد ولا يكون وزير الشؤون الإسلامية مَعنيا إلا امتيازاته ؟
– ما قيمة الإدارة حين تبلغ الاسعار أعلي مداها ولايكون لوزير التجارة اي قرار باستقرارها ؟
– ما قيمة الإدارة حين يغدو الموظف رهينة عند التاجر يتلقي الأعلاف بدون ماء ؟
فما الذي بقي إذا لمنصب رئيس الجمهورية وهو في إدارة بهذا “السمت ”
سيدي الرئيس إنهم يريدونك منهم فكن غيرهم …
يريدونك رئيس قبيلة ..وخزان اسرار البغايا ..ومهرج جوق العانس !
ولكن كن انت ..انت
إن لهم رصيدا عصي على النسيان
– نادي رئيس الجمهورية المخطار ولد داداه بقوة الإدارة وخضوعها للإرادة الشعبية ومقاييس الحداثة لكن حزب الشعب كان له بالمرصاد
– كان معاوية معروفا بالنزاهة الإدارية حين كان قائدا للأركان وعندما وصل إلي الرئاسة اخضعوه لعملية غسل دماغ رهيبة
كان يقول “خلو عنكم هذو القبيلات ”
ثم أصبح يقيم الوزن بغيا بينهم ! بل ويخسر الميزان.. اما الارض فهي لبعضهم دون كل الانام
كل من كان قبلكم ياسيدي جعلوه ينام عن الحقيقة كالأصنام
كن غيرهم .. واصطحب غيرهم فصحبة الأخيار للقلب دوا وصحبة الأراذل …..
كن كما كنت فأن لك رصيدا يفتقرون إليه !
خدمت عقدا من الزمن قائدا للأركان ولم تكن لك ضغينة ضد مواطنيك .. مع انك وجدت تلك المؤسسة تتعفن داخل قماقم اللعنات : من الحزب الجمهوري إلي غيره من لعنات الانقلابات .. لكنك صنتها ..وكنت القائد الركن الذي لا يأوي إلى أذيال الرذيلة .. إذ ليس من الضروري ان نتذيل دائما كل الأمم
انت القائد الركن خريج المملكة الاردنية الهاشمية هل تعلم ما الذي يعنيه ذلك ؟
إنه يعني ان الشعب الاردني الذي كان بدويا مثلنا حباه الله بقائد حداثي تجاوز كل الأساليب الإدارية المعروفة لإدراكه أن تخلف الإدارة صناعة شعبه ولا يمكن أن يصلحه استيراد أي مصل إداري قادم من بعيد ..
لقد اقام نظام المظلوميات وخاطب المتضررين وخصص اياما معروفة للقاء بهم واكتفي احيانا بعرض المظلوميات امام الملأ دون عقاب لاهله وأحيانا يلجأ إلى العقاب
الملك حسين رحمه الله قضى على كثير من قذارة البداوة الإدارية وقبحها بأساليب مبتكرة ..
وهو سيدي يقرئك السلام من ميناء العقبة