canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

رسائل إيرانية مكتوبة بالرصاص إلى روسيا/ ليليان معروف

فرضت الحرب الروسية الأوكرانية معادلات جديدة في المنطقة, وتحالفات وليدة الحرب, وأبرز هذه التحالفات الحلف الروسي الإيراني الذي بزخ شمسه مؤخراً, مبشراً باستراتيجية جديدة تصنعها قوى قديمة جديدة في عالمنا ككل, وتعاون شامل على المستوى السياسي والاقتصادي و العسكري بين البلدين.

لم تشأ الأرض السورية أن تجمع حليفي البلدين وظلت هناك أصداء عن وجود خلاف بينهما, وتقاسم مناطق والسيطرة على أخرى, فيما أتت الحرب الروسية الأوكرانية لتقول العكس ابتداءً بالسياسة:

بدأت العلاقات الروسية الإيرانية تشهد تحسناً ملحوظاً نوعاً ما بالتزامن مع استلام الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي للحكم في إيران حيث قام بزيارة إلى روسيا في 20 /1/ من العام الجاري, وهي أول زيارة لرئيس إيراني منذ العام 2017, والزيارة الثالثة منذ بدء ولايته في آب الماضي ولكنّها الأهم بين الزيارات السابقة.

كان هدف الزيارة رفع مستوى التعاون بين البلدين, حيث قال رئيسي أمام مجلس الدوما الروسي “أنّ المستوى الحالي للعلاقات الثنائية مخيّب، ودعا إلى بذل جهود جدية لتعزيزها, مؤكداً أنّ إيران مصممة على تطوير العلاقات في المجالات كافة، اي على الصعيد السياسي والاقتصادي والتجاري والعلمي والثقافي”.

ومن باب الصدفة كانت هذه الزيارة قبيل الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في عشرين شباط, ليشتد بعدها عضد التعاون بين البلدين, وتأتي التصريحات مباشرة من الرئيس رئيسي الذي أبلغ بوتين بمكالمة هاتفية بعد أربع أيام من بدء الحرب بأنّ “توسّع حلف “الناتو” يمثل تهديداً خطيراً لاستقرار وأمن الدول المستقلة في مناطق مختلفة”,  ليتبع ذلك تغريد  وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بأنّ  “أزمة أوكرانيا متجذرة في استفزازات “الناتو”, كما نسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الأزمة إلى “الخطوات الاستفزازية لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة”.

لتأتي الخطوات الإيرانية محسوبة بشكل ما على الحليف المستقبلي, فمهما شهدت العلاقات صراعات سابقة قبل عقود كثيرة فلا تحسب على الجمهورية الاسلامية في غير حكمها, ومهما تلاها من فترة فتور بين الطرفين إلا أنّ اليوم هناك مصالح جديدة ترسم وأعداء جدد مشتركون يتأكدون لكلا الطرفين, كما هناك شركاء جدد لكلا الطرفين, ما يعني بالسياسية هناك مصالح تجمع الدولتين تفوق أي خلاف أو أي فترة سلام باردة بينهما, لتستكمل هذه الخطة السياسية بخطوات تعاون عسكري يؤكد ما رجحته من موقف إيراني مساند لروسيا, وبادرة حسن نية في العلاقات, حيث صرّحت صحيفة “الغارديان” البريطانية  في 12 من هذا الشهر ونقلاً عن مسؤول كبير في جهاز استخبارات في الشرق الأوسط أنّ “إيران أقدمت على نقل معدات وعتاد عسكري إلى روسيا للحرب في أوكرانيا، بمساعدة بعض الجماعات الموالية لها في العراق”, وبحسب الغارديان “فإنّ إيران قامت بنقل قاذفات ’آر بي جي’، صواريخ مضادة للدبابات، وأيضا أنظمة دفاعية جوية من طراز “بابار 373″ وهي أنظمة توازي أنظمة اس-300 الروسية، وذلك عبر سفن إلى روسيا”, وهذا التقدم الهام بالعلاقات والذي وصل اليوم إلى البعد العسكري يشي بتطورات مهمة لاحقاً, خاصةً أنّ التبادل العسكري الروسي الإيراني أخذ بالازدياد حيث وصل حجم المشتريات الإيرانية من السلاح الروسي في الفترة (1991-2015) إلى 304 مليارات دولار(43), ويعمل البلدان على زيادته, وسبق ذلك بعام توقيع البلدين اتفاق لبناء مرحلة جديدة في مفاعل بوشهر، على أن يستمر التعاون في مجال التقنية النووية بينهما.

ومن التبادل العسكري بين البلدين إلى التبادل التجاري حيث يوجد نيّة كبيرة لزيادة حجم التبادل بين روسيا وإيران من 5 مليارات إلى 70 مليار دولار سنويًّا, ووفقاً للرابطة الاتحادية الألمانية للشركات الصغيرة والمتوسطة، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا وإيران 2.22 مليار دولار أمريكي في عام 2020، بزيادة قدرها 40 في المائة عن العام السابق.

هذا الرقم الذي سجل زيادة مضاعفة في العام التالي حيث ذكر رئيس المجلس التجاري الروسي الإيراني في غرفة التجارة والصناعات الروسية فلاديمير أوبيدينوف أنّ حجم التجارة بين إيران وروسيا بلغ نحو 4 مليارات دولار في عام 2021، مشيراً إلى أنّ التخطيط الجيد من قبل مسؤولي البلدين ومشاركة القطاعات التجارية الخاصة والمستثمرين من الجانبين، من شأنها أن تزيد حجم التجارة بين إيران وروسيا إلى أكثر من 10 مليارات دولار على المدى المتوسط.

وفي سياق الشراكة بين البلدان, فقد خططا في وقت سابق إلى التخلي تدريجياً عن الدولار, وبالتالي التخلي تدريجياً عن الهيمنة الأمريكية , حيث أوضح أوبيدينوف لوكالة روسية أنّه وفق نظام التبادل التجاري بين البلدين يمكن تحويل المبالغ إلى العملات الوطنية للبلدين(روبل وريال), والذي يساعد في تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية في ظروف الحظر الذي يعاني منه البلدين.

وهذا الوضع سبق الحرب الروسية الأوكرانية لإيجاد آلية مشتركة لتخطي أي عقبات مستقبلية, وتلاه خطوة مماثلة  لاستكمال التعاون, حيث عقد البلدان مؤتمراً تجارياً مشتركاً في موسكو في التاسع من هذا الشهر وسط تكثيف البلدين جهودهما للالتفاف على العقوبات الأميركية, وحضر المؤتمر ما لا يقل عن 70 شركة إيرانية و 300 شركة روسية”، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن فري بيكون الأميركية.

وشمل التعاون أيضاً مجالات الطاقة والتعاملات التجارية والنقل, واتفق الجانبان في وقت سابق على تطوير حقول النفط والغاز الإيرانية إضافة الى العمل على كسر هيمنة الدولار من خلال حذفه من التعاملات التجارية بينهما, كما اتخذوا قرارات جديدة بشأن النقل التجاري والتعامل المباشر بين إيران و روسيا.

ومن جانبها تعمل روسيا وكطرف أساسي في النقاشات بشأن الاتفاق النووي إلى جانب الصين من أجل دعم الموقف من رفع العقوبات عن إيران أو تخفيفها, حيث أعلنت روسيا من اسبوع تقريباً أنّها تلقت رسالة من وزارة الخارجية تؤكد لها “أن العقوبات المتعلقة  بأوكرانيا لن تؤثر على التعاون النووي الروسي مع إيران” .

وبالنظر إلى حجم التعاون الإيراني الروسي قبل سنوات وقبل الحرب تحديداً فإننا نجد أنه أخذ بالازدياد هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن ّالعدو بالنسبة للبلدين واحد وهو الولايات المتحدة الأمريكية التي تلقي بعقوباتها على من تشاء دون حسيب أو رقيب, وهذا من شأنه أن يبشر بقيام تعاون مهم وشراكة استراتيجية على المدى البعيد تضم روسيا وإيران والصين لمواجهة الحلف الغربي المتمثل بالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.

ونضيف إلى ذلك, أنّه لا يوجد في السياسة صديق دائم أو عدو دائم, وهي ليست بأمنيات وإنّما الواقع يتكلم, من كان يتوقع أنّ الولايات المتحدة والتي كانت شريك دول الوفاق المكونة من روسيا وفرنسا وبريطانيا في حربيهما العالمتين ضد النمسا والمجر وألمانيا وايطاليا, أنها ستكون ضد روسيا, وهي التي تقاسمت معها يوماً النفوذ في أوروبا وألمانيا بعيد الحرب العالمية الثانية, ليسجل التاريخ صدام حضارات ودول وتداخل ايديولوجيات مختلفة ومتضادة مع بعضها في وفاق ضد دول أخرى كما يجري في أوكرانيا اليوم حيث تبع الرئيس اليهودي النازيين في حربه وانتهج نهج من قتل أجداده.

ومنه نستنتج أنّ الدول في هذا العقد الواحد والعشرين قد تغيرت نظرتها كلياً, وتغير تخطيطها للمستقبل وانتقلت من التعاون على أساس المصلحة ككل إلى دول بعضها يسعى ليخوض المعارك لوحدة وبعضها يسعى للهيمنة على كل شيء, لا معادلة ثابته الآن, فاليوم من مصلحة روسيا أن تستند على دولة قوية.

 ربما تملك تلك البلاد ايديولوجية مختلفة تماماً عن ايديولوجية روسيا الشيوعية, إلا أنً زمن الخلاف ولى, وأصبحت المصالح فوق كل اعتبار, وكذلك الأمر بالنسبة إلى إيران, والحاكم اليوم المصلحة الوطنية لكل بلد, ولذلك من المحكوم على تلك الشراكة الثنائية أن تستمر فلا علاقات تاريخية تقطعها, وتجارب اليوم خير مثال على مستقبل الغد, وكل دول فيهما عليها عقوبات, يمكن أن تكون سوق للأخرى, وفرصة لشراكة فريدة يمكن أن تسجل لكل منهما, وهذا ولم نتكلم عن السلاح الاستراتيجي المشترك بينهما وهو النووي, والشراكة العسكرية المهمة وتبادل الخبرات مستقبلاً, وأن تكون كلا الأرضين مركز تصدي لأي عدوان مستقبلي, وخاصة بعد المعلومات عن نقل إيران أسلحة إلى روسيا, وهذا مؤشر هام جداً ورسالة جد مهمة ومكتوبة بالرصاص إلى روسيا أولاً وإلى العالم ثانياً بأنّ شراكة البارود والرصاص أهم من كل الشراكات وأنّ المستقبل خطر على الأعداء, فهل تصدق التخمينات والتوقعات ويتحقق ما سبق ونشهد مستقبل مختلف عن الماضي؟ ويذهب زمن القطبية الواحدة ونصبح في عالم متعدد الأقطاب عماده روسيا وإيران والصين؟

كاتبة سورية

Print Friendly, PDF & Email

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى