حركة الوحدويين العرب أو الثورة العربية الكبرى/ النجاح بنت محمذفال
شهد يوم العاشر من يونيو حزيران 1916 الإعلان عن الثورة العربية الكبرى من قبل الشريف حسين بن على أمير مكة المكرمة ضد الاحتلال العثماني للاقطار العربية .. وبالذات ضد ممارسات حزب الاتحاد والترقي التركي ، الذي سيطر على السلطة بعد انقلابه على السلطان عبد الحميد .
ذلك الحزب الذى قام بممارسات متمثلة فى اعتقال المفكرين والسياسيين العرب : حركة القوميين العرب الوحدوية وكذا التجنيد الإجباري للشبان العرب خدمة لمصالح الإمبراطورية العثمانية …
وقد جاءت الانطلاقة الاولي كرد فعل مباشر علي ما قام به الوالي العثماني علي الشام جمال باشا من حملة ضد المفكرين العرب تمثلت في قتل عدد كبير من المفكرين العرب يوم 6 من شهر أيار 1916 في كل من دمشق وبيروت ، اي قبل شهر فقط من الإعلان عن الثورة العربية الكبرى ..
منهم عمر الجزائري ابن عبد القادر الجزائري الذي حاول ابن أخيه الامير محمد سعيد الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري الذي حاول منع قتل عمه عمر الجزائري من القتل لكن قرار الامبراطورية كان إعدام الجميع
وقد بقي الأمير عبد القادر المعروف بعبد القادر الحفيد في صفوف حركة الوحدويين العرب أي الثورة العربية الكبرى بعد قتل عمه عمر ….
وقد عزز قتل هؤلاء المفكرين من تنامي وعي عربي شامل بضرورة التخلص من سيطرة وتحكم الإمبراطورية العثمانية فى إدارة الشأن العربي ..
الأمر الذى تصدى له
الشريف حسين الذي كان الأمير الشريف حسين جد الملك حسين ملك الاردن يحكم الحجاز باسم الامبراطورية العثمانية وبعد مذبحة 6 يونيو 1916 تولد لديه وعي راسخ بضرورة لم شمل العرب وتحررهم من نير العثمانيين وساعده على ذلك شعورعام بالغضب من تلك المجزرة شكل وقودا
لدى الجمعيات العربية والجرائد :
دور الإعلام
فكانت جريدة القبلة – أول جريدة عربية هاشمية في الحجاز بعد تأسيس الدولة العربية الهاشمية، وهي ذات طابع ديني، سياسي، اجتماعي، أشرف على سياستها الشريف الحسين، وكتب بعض مقالاتها،
صدر عددها الأول في 15 شوال 1334هـ – 1916م، والأخير في 25 صفر 1343هـ – 1924م، وحمل الرقم 823.
وكان للجمعية الثقافية اللبنانية السرية والجمعية العربية للفتاة دور كبير فى إنارة العقل العربي بما يمده من أفكار التحرر…
“وكان القوميون العرب في دمشق، أسَّسوا جمعياتهم القومية، وخاصة العربية الفتاة سنة 1909 وـ«القحطانية» تجمّع فيها الضباط العرب في دمشق، وبادر الوحدويون العرب وأرسلوا إلى الحسين عن استعدادهم للتحرك في دمشق إذا قبل قيادة ثورة على الدولة التركية.”
الدور البريطاني في حركة الوحدويين العرب
حاول الشريف الحسين في المراسلات التي جرت بينه وبين بريطانيا، والتي عرفت تاريخيا بمراسلات الحسين – مكماهون في الفترة بين تموز 1915- أيار 1916م، أن يستغل حاجة الإنكليز إليه وإلى العرب للحصول على اعتراف باستقلال ووحدة الأقطار العربية في قارة آسيا.
راية الثورة العربية الكبرى – أُم الرايات.
رُفعت راية الثورة العربية الكبرى، التي تحمل قيمة قومية عربية، للمرة الأولى في الذكرى الأولى لانطلاق الثورة في 10 حزيران 1917م، باحتفال أٌقيم عقب تحرير منطقة الوجه على ساحل البحر الأحمر، برعاية الأمير فيصل بن الحسين، قائد الجيش الشمالي
اول نشيد لحركة الوحدويين العرب
علم الثورة نشيد العروبة :
يا علمي – يا علمي
يا علم العرب أشرق واخفق – في الأفق الأزرق يا علم
لبنيهن الأباة كيف لا نفديك
كل خيط فيك
دمعة من جفنهن ، خفقة من صدورهن ، قبلة من ثغرهن
يا علم
يا علمي – يا علمي
يا علم العرب أشرق واخفق – في الأفق الأزرق يا علم
سراك المجد بنا وابن منا الوطن
وقد حلفنا للقنا حلفة ترضيك أننا نسقيك..
من دماء الشهداء
من جراح الكبرياء
– عشت للمجد سماء يا علم
يا علمي – يا علمي
يا علم العرب أشرق واخفق
– في الأفق الأزرق يا علم
المسارات العسكرية للثورة العربية
أبرز أحداث الثورة العربية الكبرى
عند إعلان الشريف حسين الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية في العاشر من شهر حزيران/ يونيو عام 1916، بدأت القوات العربية بمهاجمة العثمانيين في جدة، حيث تمكنت من هزيمتها والسيطرة على المدينة في السادس عشر من حزيران يونيو عام 1916، وتابعت القوات العربية تقدمها حيث تمكنت من السيطرة على مكة المكرمة في التاسع من شهر تموز/ يوليو عام 1916، كما سيطرت على مدينتي الليث والمويلح على البحر الأحمر، ثم دخلت القوات العربية الطائف في الثالث والعشرين من شهر ايلول سبتمبر 1916، ثم حاصر جزء من القوات العربية الحامية العثمانية في المدينة المنورة في أوائل شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1916، لكن الحامية العثمانية لم تستسلم حتى السابع من شهر كانون الثاني/ يناير عام 1919، بسبب الإمدادات التي كانت تأتيها من الخط الحديدي الحجازي.
القوات العربية تتقدم في بلاد الشام
فيما استمرت القوات العربية الأخرى بقيادة الأمير فيصل بن الشريف حسين بالتقدم، وسيطرت على ميناء العقبة في شهر تموز/ يوليو عام 1917، كما سيطرت القوات العربية على الطفيلة في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني/ يناير عام 1918، ثم دمرت الخط الحديدي الحجازي في شهر نيسان/أبريل عام 1918، ثم سيطرت القوات العربية على معان في الثالث والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر عام 1918كما سيطرت على درعا في الثامن والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر 1918، فيما بعد سيطرت القوات العربية على مدينة حلب في الثاني والعشرين من شهر تشرين الأول أكتوبر 1918.
بالتزامن مع انتصارات القوات العربية احتلت بريطانيا بغداد وفلسطين، وبدا واضحا مدى الخذلان الذى كانت بريطانيا تضمره بشأن حركة الوحدويين العرب ..
التقت القوات العربية والبريطانية على مداخل دمشق في الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1918، حيث عين قائد القوات البريطانية الجنرال اللمبي الأمير فيصل حاكماً على سوريا، كما احتلت فرنسا الساحل السوري اللبناني، وبذلك تكون المناطق المحررة قد قسمت إلى ثلاثة أقسام:
- جنوبية، تشمل فلسطين تحت الإدارة البريطانية.
- شرقية، تمتد من العقبة جنوباً
حتى حلب شمالاً تحت إدارة الأمير فيصل بن الحسين
- غربية ، تضم المنطقة الساحلية
من سوريا ولبنان؛ من صور جنوبا إلى كيليكيا شمالاً تحت الإدارة الفرنسية، تمهيداً لتنفيذ اتفاقية (سايكس بيكو )
وقد كان كل ذلك يهدف بالنسبة للجانب البريطاني إلى تنفيذ اتفاقية سايكس -بيكو السرية بين فرنسا وبريطانيا الأمر الذي يدعو إلى تصور مؤداه أن الثورة العربية تخلصت من الأتراك لتنتقل فجأة إلى الانتداب البريطاني والفرنسي أي أنها حققت الهدف الرئيس واصطدمت باتفاق سايكس بيكو السري بين بريطانيا وفرنسا …
لذلك يمكن القول إن الجانب العربي فقد حقق بعض المكاسب العسكرية ضد الأتراك وكسب كيانات عربية لتدخل الامبراطورية العثمانية فى هذه الاثناء على الخط وتوقع هدنة (رودس) مع الحلفاء في الأول من شهر تشرين الثاني في عام 1918.
مؤتمر الصلح في باريس بعد الثورة
انتهت الحرب العالمية الأولى في عام 1918، فعقد الحلفاء مؤتمر الصلح في باريس في عام 1919 حضره الأمير فيصل بصفته ممثلاً لوالده الشريف حسين، ألقى خطاباً يتضح فيه عدم الإلمام بما فيه الكفاية بخطط الحلفاء تجاه المنطقة فقال :
“جئت ممثلاً لوالدي الذي قاد الثورة العربية ضد الترك تلبية منه لرغبة بريطانيا وفرنسا لأطالب باستقلال الشعوب العربية في آسيا من خط الإسكندرونة ديار بكر حتى المحيط الهندي جنوباً، باستثناء الحجاز على اعتبار أنها دولة ذات سيادة، وعدن باعتبارها محمية بريطانية، وبعد التحقق من رغبات السكان في تلك المنطقة يمكننا أن نرتب الأمور فيما بيننا، مثل تثبيت الدول القائمة فعلاً في تلك المنطقة، تعديل الحدود بينها وبين الحجاز، بينها وبين البريطانيين في عدن،
إنشاء دول جديدة حسب الحاجة وتعيين حدودها، وستتقدم حكومتي في الوقت المناسب بمقترحات تفصيلية في هذه النقاط الصغيرة، وإني لَأستند في مطلبي هذا على المبادئ التي صرح بها الرئيس ولسن (وهي مرفقة بهذه المذكرة)، وأنا واثق من أن الدول الكبرى ستهتم برغبات الشعوب العربية أكثر من اهتمامها بما لها هي نفسها من مصالح مادية”
فقرر المجتمعون في مؤتمر الصلح إرسال لجنة تحقيق إلى سوريا لاستطلاع رغبات السكان عرفت باسم (لجنة كينغ كراين).
والسيد كينغ كراين هو في ذلك الوقت وزير خارجية أمريكا مما يعطي الانطباع بان امريكا في ذلك الوقت كانت تمارس دور الوسيط الحيادي حيث هي ليست من أطراف اتفاقية (سايس بيكو) السرية بين بريطانيا وفرنسا …
وصلت اللجنة إلى سوريا في عام 1919 لاستطلاع رغبات السكان حول مصيرهم، اقتصرت عضوية اللجنة على الأمريكيين /لأن بريطانيا وفرنسا رفضتا المشاركة فيها/، أوصت اللجنة بما يلي:
-وحدة سورية الطبيعية(فلسطين
ولبنان وسوريا)، مع إعطاء لبنان حكماً ذاتياً في إطار الوحدة السورية.
-انتداب الولايات المتحدة
الأمريكية على سوريا، والانتداب البريطاني على العراق.
-إلغاء وعد بلفور.
و بقراءة بسيطة لهذه اللجنة الامريكية واهم مقرراتها يمكن للمتتبع لشؤون المنطقة أن يدرك مدى التغييب الذي حصل بعد ذلك للأمريكيين عن تفاصيل شؤون المنطقة ومدى الاختراق الذي قامت به بريطانيا وفرنسا للأوساط الحاكمة فى أمريكا من أجل ترويض الساسة الأمريكيين على مقتضيات الاتفاق السري الفرنسي البريطاني (سايكس بيكو )
علما بأن أمريكا ليست طرفا فيه
كما يمكن القول بأن القادة السياسيين فى الدول العربية الذين تصدروا واجهة الكفاح التحررى لم يضعوا في الحسبان الموقف الأمريكي بإلغاء وعد بلفور ولم يجعلوه فى سياق التداول مما يعطى الانطباع بان الموقف الامريكي من العرب ومن قضية فلسطين هو فقط تناغم مع الموقوفين البريطاني والفرنسي من جهة واستجابة لمقتضيات الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي …..
المؤتمر السوري الثاني
انعقد المؤتمر السوري الثاني في عام 1920 في دمشق، والذي أكد مطالب الشعب بالاستقلال، رفض اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور، فردت بريطانيا وفرنسا بعقد مؤتمر سان ريمو في شهر نيسان/أبريل من عام 1920، الذي وضعت بموجب نتائجه
– سورية ولبنان تحت الانتداب الفرنسي
– العراق وشرق الأردن وفلسطين
تحت الانتداب البريطاني مع الالتزام بتنفيذ وعد بلفور في فلسطين!!!
وبذلك أطلقت فرنسا وبريطانيا رصاصة الرحمة على مشروع كينغ كراين فاحتلت فرنسا دمشق في الرابع والعشرين من شهر تموزيوليو عام 1920 بعد معركة ميسلون التي استشهد فيها وزير الحربية يوسف العظمة ورفاقه – وغادر الأمير فيصل سورية، فجاء أخوه عبد الله بن الحسين من الحجاز لاستعادة سوريا ومحاربة فرنسا فأعطته بريطانيا إمارة شرق الأردن في تشرين الثاني/نوفمبر عام 1920 ليكون المؤسس للمملكة الأردنية الهاشمية وَليسدل الستار على مشروع الكفاح الوحدوي العربي ولو إلى حين …
أهم نتائج الثورة العربية الكبرى
فى عدة مسارات عسكرية كان النصر فيها حليف الثورة العربية ضد الأتراك تمكنت الثورة من :
- طرد القوات التركية من
الحجاز، ومن مناطق في شرق الأردن، بمساعدة المجهود الحربي البريطاني عسكريا وسياسيا في المشرق العربي.
- اقترب العرب من إقامة الدولة
العربية الموحدة في الجزيرة والمشرقين
- حققت هذه الثورة التي قادها
الشريف الحسين بن علي، وأنجاله الملوك علي وفيصل وعبدالله، والأمير زيد، الاستقلال والوحدة والحرية للعرب مرحليا وأسست دُولا عربية مستقلة، وفرضت مكانة العرب على الخارطة السياسية في التاريخ المعاصر رغم تغول الاعداء المُتمثلين أساسا في الامبراطورية العثمانية والقوى الاستعمارية الاوربية المجاورة للمنطقة العربية خاصة بريطانيا وفرنسا اللتان رفضتا مشروعا امريكيا يلغي وعد بلفور هو مشروع كينغ كراين
الانتكاسات والإخفاقات
مثلت مراسلات المندوب البريطاني فى مصر ماكموهان للشريف احسين جانبين مهمين من الموقف البريطاني تجاه الحركة الوحدوية العربية ؛ ففي الوقت الذي دعمت فيه بريطانيا هذه الحركة سياسيا وعسكريا حتى تم دحر الأتراك من أقطار عربيةعديدة.. إلا انها خذلت قادة الحركة وتمثل ذلك في اتفاقية سايكس-بيكو التي أخفتها بريطانيا عن الشريف حسين ولم يعثر لها على اثر إلا بعد ان أعلن عنها الروس بعد الثورة البلشفية 1917 حيث تم العثور عليها في مبنى وزارة الخارجية الروسية فى “بتروغراد”
“وقد كان القوميون العرب والحسين يجهلون ما حاكته بريطانيا في الخفاء ناقضةً اتِّفاقها مع الشريف حسين، إذ أَبرمت اتفاقية (سايكس ـ بيكو) في 16 أيّار 1916 مع فرنسا وروسيا وأعطت وعد بلفور في 2 تشرين الثاني 1917 الذي وعدت فيه بتأسيس دولة يهودية في فلسطين. وأخذت بريطانيا ترسل المال والسلاح على قدرٍ لا يجعل للعرب قوةً فعلية، لكن بما يكفي لدحر الأتراك “
انتهى الاستشهاد من موقع الراجي الالكتروني
ثم إن الصراع علي السلطة فى بلاد الحجاز حال دون تحقيق جميع أهداف هذه الثورة فبعد رفض الشريف حسين التوقيع على معاهدة فرساي ، دعمت بريطانيا عبد العزيز بن سعود الذي اجتاح الحجاز 1924
فاستحالت المطامح الوحدوية غنيمة لاصحاب النزعات الضيقة الساعين لمجرد السلطة والنفوذ ….
أهم الإنجازات
بعثت حركة الوحدويين العرب في مطلع القرن العشرين رسائل سياسية عديدة منها :
اولا : انها ليست طرفا فى الصراع المحتدم بين اطراف الحرب العالمية الاولي وانها تطمح فعليا إلي التحرر من نير الطرفين العثماني والبريطاني الفرنسى وإن كان الموقف مختلفا حينما تظاهرت بريطانيا بدعمها الذي كشفت اتفاقية سايكس – بيكو زيفه غير ان القادة واصلو جهود التحرر حتي وصلو إلي إقناع الراي العام في ذلك الوقت بتشكيل لجنة كينج كراين التي باشرت عملها وكان من أهم قراراتها إلغاء وعد بلفور 1919 لكن قرارات هذه اللجنة اعترضت عليها فرنسا وبريطانيا اللتان رَدتا بعقد مؤتمر سان ريمو في شهر نيسان أبريل 1920،الذي أقر من جديد وعد بلفور ووضع الأقاليم التي أنجزت الاستقلال تحت الانتداب
لذلك مما شكل فى ذلك الوقت هزيمة سياسية للولايات المتحدة التي قادت مشروع إلغاء وعد بلفور
ويمكن القول إن ثورة الوحدويين العرب المعروفة بالثورة العربية الكبرى حققت :
– استقلال السعودية على يد الشريف حسين قبل أن تزحف عليه قوات آل سعود معززة بالدعم الانجليزى
– تحرير العراق وسوريا ولبنان
– العمل على إلغاء وعد بلفور حيث صادقت لجنة كينغ كراين على إلغائه
-إلغاء اتفاقية سايكس بيكو
إلا ان بعض هذه الانتصارات لم تعمر طويلا
حيث بدت ملامح استعمارية جديدة غير أننا اليوم مطالبون بدراستها والاستلهام منها ،علما بان بعض الدول العربية تدرسها فى الأكاديميات العسكرية مثل الاردن لكنها غائبة من المناهج التربوية او على الاقل من معظمها …
ومن الجدير بالذكر أنه بعد المسار العسكري والسياسي للحرب العالمية الثانية شهدت الحركة الوحدوية شكلت وقودا نضاليا تحرريا انجب ثورات تحررية عديدة منها الثورة الليبية التي قاده المجاهد عمر المختار والثورة الناصرية في مصرالتي انبثقت من انقلاب 1952 الذي واجه الاحتلال البريطاني وقم بطرد قواعده العسكرية المتمثلة فى ذلك الوقت بسبعين الف على اقل تقدير مما نتج عنه غزو بريطاني فرنسي إسرائيلى سنة 1956 كان الاتحاد سفياتي اثناءه نصيرا لمصر حيث انهزم ذلك العدوان وتمكنت مصر من تأميم قناة السويس رغم العدوان ، كما أطلقت حملة تحررية قادها الزعيم جمال عبد الناصر عمت ارجاء العالم ، فدعمت الثورة الجزائرية حتى تم طرد المحتل الفرنسي ، وامتدت إلى كل أرجاء إفريقيا ضد أنواع الاستعمار الأوربي…
ثم إن ليبيا شهدت ثروة منبثقة من انقلاب سبتمبر 1969 طرد بموجبها المحتل البريطاني من ليبيا ..
وامتدت حركة الانبعاث القومي التي قادها حزب البعث العربي خاصة بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية في سوريا حيث عمل على على التنسيق من أجل الوحدة العربية بين مصر وسوريا تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة 1958…
وبعد فشل الوحدة المصرية السورية
قاد حزب البعث العراق من سنة 1968 حتى سنة 2003 وهي فترة عمل خلالها على أكبر قدر من الوحدة بين الدول العربية وعلى القوة العسكرية والاقتصادية للعراق غير ان الدول الاطراف في قمع وفشل الثورة العربية الكبرى كانت له بالمرصاد في مسار طويل من العداء والمواجهات كانت نهايته استشهاد القائد صدام حسين الذي يذكر له موقفه الثابت من كل القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية وقد آزر موريتانيا عندما ارادت بها إحدى الأطراف المشكلة لقمع الثورة العربية الكبرى وهي فرنسا تمزيق الوحدة الترابية فكان خير نصير
ولم يتوقف المد الثورى الذي شكلت الثورة العربية الكبرى ولواحقها وقوده فكانت الثورة الجزائرية الخالدة
خير دليل ، علما بان ابناء الامير عبد القادر الجزائري عمر وعبد القادر الحفيد شاركوا في مسار الثورة العربية الكبرى عسكريا وسياسيا وكذا مسارات الثورة التونسية و الثورة المغربية ضد قوى استعمارية أوروبية عديدة ..
أما في موريتانيا فقد كانت الثورة العربية ذاتية ومتقدمة على الثورة العربية الكبرى بقرن تقريبا ..
لقد واجهت المقاومة الموريتانية من اجل الارض والدين اللغة المستعمر الفرنسي بضراوة في القرن التاسع عشر
وكان قادتها في هذا القرن أمراء يمتلكون زمام الامور رغم ان لهم معارضين يظهرون من حين لآخر مما شكل سلاحا قويا في يد المستعمر يفتك به كلما سنحت الفرصة من اجل خلق امرأة اتباع ..
لكن ذلك لم يمنع هؤلاء الأمراء من قيادة كفاح مرير ضد المستعمر الفرنسي تصدره الأمير أعمر ولد المختار امير اترارزة وابنه محمد لحبيب ضد مشروع اشمالتز والعقيد افدرب وكذلك أمراء لبراكنة المختار ولد سيدى ولد احمياده وابنه محمد
كما خاضت إمارة تگانت الموريتانية قتالها بضراوة وظلت إمارة آدرار تدعم المقاومة بقوة في تگانت حتى قبل غزوها من قبل الجنرال گورو 1912 ومن ثم لجات فرنسا إلى أسلوب الاتفاقيات السلمية التي كانت قد جربته في مصر أيام نابليون
وبعد هزيمة المقاومة الأميرية انطلقت المقاومة الشعبية ضد مشروع كبولاني وقدمت نماذج للكفاح المسلح والصمود الثقافي رغم البداوة والعزلة الحضارية التي فرضها المستعمر على غير حال المقاومة ايام الثورة العربية الكبرى التي كان التنسيق فيها على قدم وساق مع الاشقاء
ورغم كل الهزائم والإخفاقات
فإن الحرب ضد الاستعمار والهيمنة بكل أنساقها مستمرة مستمرة في وجدان وضمير الامة لاتزعزعها الكبوات ولا الانتكاسات.