طوفان الأقصى قراءة في استشهاد العاروري / عادل رضا
ان الكلام في وقت المعارك قد يكون مؤلم لمن يعيش “هم المسئولية” وخاصة لمن يعتقد انه من غير اللائق ان تتم ممارسة دور التوجيه والاستاذية! نحو واتجاه من يعيش موقع النار ومن هم على خطوط الجبهات وخاصة ان من يعيش حرارة الدم ولهيب المعارك يكون ضمن أجواء مختلفة واحساس متغير وكذلك الامر عند من يقود ويدير الحرب ولديه سلطة القرار النهائي والذي معه يتم صناعة الحاضر وبالتالي يتم رسم التاريخ والذي معه تتغير اتجاهات المستقبل.
ان من لديه سلطة القرار في إدارة الحرب يختلف عنا جميعا حيث ان لديه تفاصيلها ودقائق امورها وتتوفر لديه معلومات ومعطيات ودلائل وتتراكم عنده رسائل تكون غير موجودة عند من يتكلم ويكتب ويشرح الموقف من الخارج ك “مراقب” او ك “انسان” يعيش “مسئولية الكلمة” إذا صح التعبير.
ان من يدير المعركة ولديه سلطة القرار هو يفكر ويأمر ويخطط ويطلب التنفيذ وهو تحت الضغط والطحن لأن أي امر او توجيه او قرار خاطئ قد تقلب الأمور وتحرف البوصلة الى ما هو “سلبي” وضار وقاتل.
على العكس من الذي يراقب من الخارج حيث لديه ميزة الهدوء في النقد وإمكانية القدرة على التحليل ودراسة الموقف في ابعاده المختلفة في ظل حالة هدوء وسكينة قد تكون كاشفة ومفيدة رغم غياب المعلومات الميدانية والرسائل السرية الاستخباراتية.
ان من لديه “مسئولية الكلمة” ليس هدفه ان يعيش الثرثرة الكلامية او ان ينشر المطولات الكتابية بل ان ينير شعلة العقل والنور على مواقع الظلام وزوايا الخطأ “ان حصلت” و “ان وجدت”.
ان أي معركة عسكرية امنية استخباراتية هي في نهاية الامر وسيلة لتحقيق اهداف في أسلوب اخر وطريق لتغيير العلاقات ومواقع النفوذ والسيطرة وهي حالة انقلاب حتما سيكون معها ضريبة للدم واثمان وتكاليف مرتبطة مع الموت والشهادة وهذا قدر و واقع “علمي” وحقيقة “ثابتة” وامر حتمي الحدوث عند أي حالة انقلاب في الواقع السياسي الداخلي او الخارجي او انقلاب في علاقات النفوذ الدولي والسيطرة.
في كل الأحوال ان من من يزعم انه يتحرك في خط الإخلاص وأداء التكليف الشرعي والقومي والوطني “لا” يريد ان يظلم أي أحد او ان يتحامل على أي جهة او ان يتهجم على اشخاص او ان يخلق ارباك “لا” داعي له وسط المعركة.
ان دور “جنرالات المقاهي” هو وظيفة لمن هم عاطلين او لمن يمارسون دور الثرثرة للتسلية ولادعاء أهمية وهمية او معرفة قيادية زائفة، وكنت اتحدث مع أحد الأصدقاء في العاصمة البريطانية لندن حيث أخبرني عن الكم الهائل من المتحدثين بالثوريات في أحد البلدان الوظيفية المحيطة حول فلسطين، حيث تصل المسائل “الصوتية” الى اقصى مستوياتها الى ان يعود هؤلاء للنوم والشخير ليبدؤوا في اليوم التالي مع نفس المنوال والدائرة من ممارسة أدوار جنرالات المقاهي السخيف، في حين هناك من يقدم الدم والتضحيات والشهادة في خط القضية.
يضيف صديقي العزيز من العاصمة البريطانية لندن: هل تعرف يا دكتور ان هذا البلد به أكبر عدد من الأحزاب “الثورية” على مستوى العالم العربي !؟ وبه كميات بشرية هائلة من اليساريين والقوميين والاسلاميين الذين يغرقون في الكلام والكلام والكلام ؟! في حين ان الحدود مع فلسطين المحتلة على مرمي حجر، حيث الفعل والحركة والتنفيذ !؟ وهؤلاء “لا” يقومون بأي شيء ولكنهم يقولون كل الأشياء !؟ هنا انتهى كلامي صديقي العزيز ومنه انطلق لأقول:
ان عملية طوفان الأقصى قد اخرجتنا من دوامة البكائيات و لعن الذات العربية و الجلد المتواصل و أخرجت الثنائية المتحدة للأسلام والعروبة من قمقم الاستحمار اذا صح التعبير ومعه انتهى زمن الهزائم و الانكسار لأننا بكل صراحة و بساطة قد انتصرنا ك ” فلسطينيين ” و ك “عرب” في هذه المعركة عسكريا , و هذا الامر اكرره هنا وكما نشرت في مقالات سابقة من باب التأكيد و التوكيد اذا صح التعبير , لأن علينا واجب شرعي و قومي و وطني ان نعيد ونثبت تلك المسألة التي يريد الصهاينة الغائها من وجداننا و روحنا و ذهنياتنا ليعيد لمن كان يعيشها الى حظيرة الهزيمة و الذل و العبودية.
ان انتصار عملية طوفان الاقصى ارجعت الروح والحرية للمارد العربي الذي يريد ان يعود الى لعب دوره الحقيقي المطلوب والموجود داخل كل عربي من اننا امة الحضارة والاستقلال والحرية “الحقيقية” وان البكائيات وجلد الذات واسطورة الجيش الذي لا يقهر قد انتصرنا عليها وهزمناها في السابع من أكتوبر في عملية طوفان الأقصى.
ونحن في اليوم ما بعد التسعين، “لا” اريد هنا ان امارس دور “جنرال المقاهي” او ان اعمل وظيفة “الاب”! الذي يوجه أبنائه او إعطاء الذات ايحاءات الموقع القيادي التنظيري من فوق!؟
ان كل هذا وأكثر منه “لا” اريده و”لا” انوي ان العبه او حتى ان اوحي أنى امارسه، ولكن تنطلق المسألة عندي من الخوف للمحافظة على ما تحقق وما تم إنجازه من “فوز” والذي لم يستطيع الصهاينة ان يردوا عليه الا في ممارسة قتل الأطفال وتصفية الأبرياء وتفجير البيوت وتهجير العائلات مع الدعم الشيطاني الكامل من الحلف الطاغوتي الربوي العالمي.
اننا نجد انفسنا في موقع التكليف الشرعي مجددا في ان نقول “رسالة الكلمة” في ما استجد من احداث محاولين ان نقرأها ضمن “حيادية” تصوب سهامها ضد اعدائنا الصهاينة و في نفس الوقت نحاول ان نكون “علميين” لكي نستطيع ان نكتب ما به فائدة و منفعة بعيدا عن الحشو الكلامي , لكي نصحح ما هو خاطئ و لكي نضيء شمس المعرفة على ما قد يكون خافي و مخفي عند من هم في موقع المسئولية العسكرية و الأمنية و السياسية بما هو فيه إدارة للمعركة و هنا انطلق للحديث عن الواقع العربي اللبناني حيث تم كسر ما تم التعارف عليه ب “قواعد الاشتباك” بين الجمهورية اللبنانية و الكيان الصهيوني , حيث كانت تقوم الحركة الإسلامية اللبنانية ممثلة في جزئها الاكبر في “حزب الله” وهو التنظيم الحزبي الأمني الاستخباراتي العسكري المرتبط معرفيا و تنظيميا و إداريا مع الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض ايران.
ان هذا التنظيم من اول يوم للانتصار العربي في معركة طوفان الأقصى دخل المعركة واقتحمها ضمن ما تم تسميته في “قواعد الاشتباك” وهذا المصطلح ناقشناه في مقالات سابقة ولكن هنا نقول:
ان الحركة الإسلامية اللبنانية بدأت دخولها المعركة في نطاق الخمسة الكيلومتر المرتبطة في مزارع شبعا اللبنانية و كفر شوبا وقرية الغجر المحتلة و على مدى الأيام اللاحقة تم توزيع وتمديد الجبهة العسكرية من خمسة كيلومترات الى مائة كيلومتر على طول المسافة الجغرافية للحدود مع ردود اكبر واضخم تراكميا ضد مواقع عسكرية تمتد الى داخل عمق الكيان العنصري الصهيوني المقام على ارض دولة فلسطين العربية المحتلة , و هذا الكلام مكرر يعرفه كل من يراقب و يتابع و لكن ما استجد هو كسر شامل و تام لتلك القواعد مع اغتيال الشهيد العاروري في قلب موقع النفوذ الأعظم ل “حزب الله” في العاصمة اللبنانية بيروت وكل ما يحمله من رمزية ك “موقع” شخصي ومكان جغرافي و أيضا تدمير لقواعد الاشتباك.
اذن أصبح لدينا الان واقع مختلف وتطورات جديدة؟ معها “قد” ستكون الحركة العسكرية والأمنية في اتجاهات جديدة مستحدثة؟ ضمن معادلة توازن الرعب لضمان عدم تجاوز “قواعد الاشتباك” وهذا ما كرر امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قوله والتأكيد عليه في أكثر من موقع اعلامي وضمن أكثر من خطاب؟
وقد يكون الواقع مختلف في خط أكثر خباثة حيث ان الحالة الصهيونية الابليسية الشيطانية تريد ان توسع نطاق الحرب العسكرية من باب التوظيف للحدث؟ وأيضا من باب جر مواقع أخرى للصراع العسكري؟ وهنا قد يكون السكوت هو أفضل رد وتعامل من باب عدم القبول ان نتحرك ضمن ما يريد الصهاينة بل ان نفرض عليهم ان يتحركون ضمن ما نريد نحن؟ إذا صح التعبير.
فقد تكون هذه العملية “مقصودة” ك “فخ” “خبيث” لجر الحزب والجمهورية الإسلامية لحرب شاملة أوسع يستطيع معها “شخص” نتنياهو والمجموعة الخزعبلاتية “دينيا” الموجودة معه داخل موقع القرار الحكومي الصهيوني ان يحققوا غاياتهم وأهدافهم الخاصة أولا في شخص نتنياهو المهدد في السجن وثانيا تنفيذ الأهداف الخزعبلاتية الدينية لباقي الحكومة الصهيونية المتعلقة في تهجير الفلسطينيين وإعادة غزو لبنان وتوظيف انتصار العرب في طوفان الأقصى لتدمير الجمهورية الإسلامية ولبنان في قوة النار؟
ان سلسلة الاغتيالات التي قام بها الكيان العنصري الصهيوني طويلة و ممتدة زمنيا سابقا و ستستمر لاحقا سوآءا في بيروت او في غيرها من عواصم العالم , و لكن هناك من يعتقد ان اغتيال العاروري في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت هي لاستفزاز الحزب وجره الى حرب “مفتوحة” و ذلك للقضاء عليه بواسطة الأساطيل الامريكية و البريطانية والفرنسية الألمانية و الإيطالية و التي أتت لهذا الغرض و الهدف “توظيفا” منها لحدث طوفان الأقصى بما يخدم ما تريده من عملية تدمير للحزب و للجمهورية الإسلامية المقامة على ارض ايران او على الأقل تحطيم موقع نفوذها الأهم و الأكبر في المنطقة العربية ولعل الحزب هو مدرك لهذا الامر و لتلك المسألة , و هذه الاغتيالات سوف تتواصل ليس فقط في لبنان بل قد تمتد لمواقع جغرافية أخرى و لشخصيات لديها ارتباط معرفي امني استخباراتي و تنظيمي مع الجمهورية الإسلامية خارج الجغرافيا اللبنانية لضمان تحقيق هذا الهدف.
لذلك لمن يعيش القناعة مع هذا الكلام يصبح من المنطقي ان يعرف ان الحزب في لبنان والجمهورية الإسلامية على ارض إيران لن ينجروا الى حرب بل هم سيتركون من هم أذرع تابعة لهم ان تقوم في الرد وهي تتفرج وتراقب وتنفي ان لهم علاقة ؟!
وتعتبر ان ما حدث وسيحدث هي “خسائر” للمعركة وليست “خطر” وجودي ضد الجمهورية الإسلامية وضد “حزب الله” موقع النفوذ الأهم والأكبر عند “الجمهورية الإسلامية” خارج جغرافيتها الوطنية؟
أي من الإجابات هي صحيحة؟
“لا” اعرف، حيث ان المعطيات والمعلومات الاستخباراتية وواقع المعركة العسكري والقدرات الحقيقية على الأرض وقراءة المتخصصين في الامن والحرب هي “الحاكمة” وهي من تقود الإجابة الصحيحة وتصنعها في الذهنية الموجودة لمن عنده القرار؟
وهنا غياب المعلومات يجبرنا على الانتظار الزمني والاستسلام امام علامات الاستفهام؟ ولكن ما نستطيع ان نقوله:
ان من الواضح ان الكيان الصهيوني لديه اختراق استخباراتي أمنى داخل الضاحية الجنوبية في مفاصل حركة حماس وأيضا داخل مفاصل “حزب الله”، فهل من الممكن معرفة كل هذه التفاصيل لكل هذه التحركات الأمنية والاجتماعات السرية الا مع وجود اختراقات استخباراتية عميقة وهذا مشكل كبير ومصيبة.
لماذا هي موجودة داخل حركة حماس؟ وأين مصدر الخلل؟
الإجابة “لا” اعرف.
ولكن ان كانت من داخل “حزب الله” فأن من الواضح انها أتت و جائت من ثغرات تضخمت لتصبح فتحات و لتتحول الى شروخ و انشطارات و تفسخ في حائط “الحزب” مع ازدياد و تضخم الحالة المافياوية العصابية و الفساد المستشري داخل هذه المنظومة من بعد حرب 2006 وهو السرطان الذي حذرنا منه اكثر من مرة في 2010 و 2012 و 2021 وتناولناه أيضا في النقاش و التحليل في 2023 في كتبنا و مقالاتنا و مقابلاتنا التلفزيونية , و لكن من الواضح ان المسألة اتسعت و تضخمت حيث مع هذا التضخم و الاتساع العصابي المافيوي اصبح هناك ميزان لصالح تضخيم الاعداد التابعين للحزب على مستويات الكم و ليس الكيف و هذا ما أدى الى خروج متواصل لمن هم داخل الحركة الإسلامية من الذين يعيشون التدين الحركي و الايمان المعرفي التقوائي و العرفان الحقيقي على حساب ازدياد زيادة اعداد المتمصلحين و المنافقين و سقط المتاع البشري المافيوي العصابي الذي اقل ما يمارسونه هو الفساد الأخلاقي و استغلال المواقع المتقدمة داخل الحزب وعمل شبكات فساد مالي و تجاري والانضمام لشبكات أخرى مافيوية ضمن المنظومة الحاكمة لشلة مليشيات الحرب الاهلية اللبنانية المسيطرة ناهيك عن اخذ الاتاوات من المحلات و المؤسسات التجارية و المطاعم و حروب العصابات و المافيات داخل الحزب في الشوارع و طرقات و ازعاج المساكين من الناس من الذين لا يستطيعون ان يعيشوا ضمن أجواء الزعران والعصابات او الشراسة المعدومة من الاخلاقيات البشرية الطبيعية.
ان هكذا انقلاب في العضوية و الأعضاء و غياب المتدينين الحقيقيين و الملتزمين الحركيين , و طغيان العقلية المناطقية من اصحاب العقد الاجتماعية و “شريبة الاراجيل” والمنافقين على خط الاستفادة المالية و صناعة العصابات المافياوية ان كل هذا فيه تكرار لكل ما هو سلبي حدث و جاء و جري في الواقع السوري ضمن مواقع النظام هناك و معها دخلت الحالات الاستخباراتية و الأمنية الأجنبية و تم نقل كل ما هو اجنبي الى داخل سوريا و توظيف كل من هو خائن لأسقاط الدولة السورية بكل ايجابياتها و سلبياتها مع ما تمثله من قاعدة معرفية ثقافية للقومية العربية و من إيجابيات حركتها الأمنية و العسكرية و المقاومة لكل ما هو اجنبي.
ان ما حدث من اختراق أمنى استخباراتي جاسوسي في داخل “حزب الله” هو مشابه لأسباب الاختراق الذي حدث في الجمهورية العربية السورية ومنها نجح الحلف الطاغوتي الربوي العالمي من اختراق سوريا الدولة والمجتمع؟ والسؤال لا يزال مطروح؟
اين كانت الأجهزة الأمنية العسكرية الاستخباراتية السورية؟ منذ قبل 2010 ماذا كانت تفعل؟ وماذا كانت تقوم به؟ من اين جائت كل هذه الانشاءات من إنفاق وشبكات اتصال والتنظيمات البشرية وتوزيع هواتف الثريا للاتصال عبر الأقمار الصناعية وشبكات الانترنت الغير مرتبطة مع الدولة السورية؟ وتوزيع السلاح والتدريب والتنظيم والذي قام به الحلف الطاغوتي الربوي العالمي والحركة الصهيونية داخل سوريا؟ ماذا كانت تفعل وتقوم به الأجهزة الاستخباراتية الأمنية السورية؟ بماذا كانت مشغولة؟ هل كيف كل هذه الاعداد البشرية من حملة الجنسية السورية الذين باعوا أنفسهم للأجانب؟ وتحركوا لتدمير بلدهم؟ ان كل هذه الأسئلة وأكثر؟ أسبابها حسب تصوري هي نفس الأسباب التي أدت الى حدوث شروخ وتصدعات في “حزب الله” والذي حدث معه وجاء هذا الاختراق الاستخباراتي الأمني والذي نجح معه الصهاينة في تحديد مكان وموقع تواجد الشهيد العاروري؟
من اين اتى الجواسيس الذين يقدمون المعلومات الأمنية الاستخباراتية للعدو الصهيوني اذن؟
هؤلاء منتوج ماذا؟
وأيضا علينا ان نلاحظ ان “حزب الله” قد خسر الالاف من الأعضاء العسكريين والحزبيين “الحقيقيين” في الحرب السورية، وهذا ما هو أيضا قد حذرنا منه وكنا “اول” من قال، وكنا “اول” من ضرب جرس الإنذار، من ان هذا الخزان البشري الحركي الإسلامي الذي سيذوب في سوريا مكانه الحقيقي وتكليفه الوطني والقومي والإسلامي الأساس هو في الموقع اللبناني وهو مهم وحيوي هناك ضد الصهاينة.
وان ما قاله السيد حسن نصر الله عن أسباب تدخل ودخول “الحزب” داخل سوريا غير صحيحة والكلام العاطفي البكائي بأنهم “لا يريدون ان تسبى زينب مرتين ؟!” هو خطاب تهييجي ذهب ضحيته المئات من أصحاب السذاجة الدينية والأبرياء ومن تم تجنيدهم ليذهبوا الى معركة ليست معركتهم وك “وقود” تنفيذ اتفاقيات امنية عسكرية وتحالف بين بلدين هما سوريا والجمهورية الإسلامية، والتي كانت ملزمة في ارسال قوات عسكرية خاصة “صاعقة” للحرب المشتركة مع سوريا ضد حلف الناتو والحركة الصهيونية ومن يحركونه معهم “وظيفيا” من جماعات تكفيرية او أحزاب خائنة للأسلام والقومية العربية والوطن السوري نفس حركة الاخوان المسلمين والذين كلهم ارتبطوا مع الأجانب لتدمير سوريا.
فبدلا من ان ترسل الجمهورية الإسلامية العسكر التابعين لها هي أمرت في ارسال قوات “حزب الله” والذي كان يعيش القناعة والرأي من انه سيكون محايدا في الوضع السوري ولن يتدخل لا مع او ضد أي طرف لأسباب كثيرة، ولكن الامر القومي الإيراني جاء على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية، وحصل ما حصل وتلك قصة اخري.
ان الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض إيران لديها منظمة حراس الثورة الإسلامية وهي المسئولة قانونيا عن العلميات العسكرية والأمنية خارج نطاق الجغرافيا الإيرانية إذا صح التعبير ك “ذراع عسكري أمنى استخباراتي” دوره ووظيفته خارجية وهم عسكر مدربين مؤدلجين ووظيفتهم قتالية خارج حدود جغرافيا الجمهورية الإسلامية.
ولكن المصلحة القومية الإيرانية كانت هي الحاكمة ضد المصلحة الإسلامية وضد المصلحة الوطنية اللبنانية لذلك تم ارسال اللبناني العربي الساذج دينيا ليموت داخل الجغرافيا السورية مع تواجد عشرات الالاف من “المواطنين السوريين” ف من الفرارية والهاربين من الخدمة العسكرية السورية داخل الأراضي اللبنانية !؟ يستلمون الرواتب والاعاشات من امن غذائي والطبابة المجانية والتعليم لأنهم “لاجئين” !؟ وبلدهم يحارب الأجنبي وهم أساسا عسكر؟! وهنا نسأل:
ضمن الحالة الوطنية؟ من هو المسئول عن الدفاع عن ارض الوطن؟ العسكري المتدرب والمنتمي تاريخيا للبلد؟ او المسئول هو مواطن بلد اخر؟ هل من الصحيح ان يموت اللبناني دفاعا عن سوريا؟ والعسكريين السوريين يهربون في لبنان ك “لاجئين” !؟ وبلدهم يتم غزوه أمريكيا وبريطانيا وفرنسيا وتركيا ويتم الهجوم عليه صهيونيا في شكل متواصل ناهيك عن الاحتلال الصهيوني القديم لأرض الجولان؟ هل اللبناني هو المسئول ان يحارب هؤلاء ام المسئول هو السوري؟ وخاصة ان كان هذا السوري أساسا عسكري ووظيفته هو الدفاع عن ارض وطنه؟ وليس السياحة “الاقتصادية” والهروب على ارض لبنان؟
هذه كلها تفاصيل ولعلها اسرار؟ أكثر انسان يعرف انها “حقيقة” هو السيد حسن نصر الله نفسه ؟! لذلك كلام عن انه لن تسبى السيدة زينب مرتين ؟! كانت هيجان عاطفي صنع الكارثة لاحقا في المواقع الجغرافي لاستشهاد العاروري.
ان الانحراف عن الخط التدين الحركي القرأني إذا صح التعبير عندما يبدأ من نقطة فأن حركة الاتجاه تزداد ابتعادا عن نقطة البداية الى ان يحدث الافتراق مع تراكم السلبيات في الميزان ومعه يتحول الوضع الى حالة سرطانية يتم كشفها عند أي ضربة او اهتزاز.
ان المسألة ليست اغتيال؟ بل لماذا حدث هذا الاغتيال؟ ومن اين جاء الاختراق، وكل المسألة تراكمات وتبعات تنازلات معرفية دينية مبدئية، لذلك كنا دائما نكرر ان البراغماتية فاشلة وحتى ان اعتقد البعض انه استحصل وحصل على مكاسب من هنا وهناك على المدى القصير فأن الواقع المتوسط المدى والبعيد المدى زمنيا هو كاشف وسيكشف عن الضرر والمصائب التي ستحدث وستجرى لاحقا وهذا كلنا شاهدناه ورأيناه مع استشهاد العاروري.
د.عادل رضا