نواكشوط : طوق حول السفارات الغربية..إغلاق هيئة خليجية واعتقالات
انواكشوط- من الشيخ بكاي- (أرشيف)- ستمرت الاعتقالات في صفوف الاسلاميين الموريتانيين، وسط اجراءات أمن مشددة حول السفارات الغربية، فيما اعلن الوزير الموريتاني الأول الشيخ العافية ولد محمد خونا ان حكومته “ستتصدى بحزم” للحركات الاسلامية.
وأغلقت السلطات ممثلية “هيئة الاغاثة الاماراتية” واعتقلت مديرها الموريتاني اسحاق ولد الكيحل، والمسؤول المالي فيها أحمدو بمبا، ومسؤول العلاقات الخارجية عبدالله صار. كما اعتقل عدد آخر من الناشطين الاسلاميين والدعاة وأئمة المساجد. وتتحدث أنباء عن ان عدد المعتقلين ناهز المئة. لكن من الصعب اعطاء رقم دقيق لأنه يجري استجواب كثيرين أو تحذيرهم، وقبل الافراج عنهم.
وتشن السلطات حملة اعتقالات في صفوف أجنحة التيار الاسلامي منذ اسبوعين. وتحدثت اجهزة الأمن عن علاقات مع شبكات ارهابية دولية. وتحكم قوات الشرطة طوقاً أمنياً حول سفارتي الولايات المتحدة واسرائيل. وتوجه الاذاعة الموريتانية التي تملكها الدولة نداءات الى الموريتانيين تدعوهم الى استخدام أرقام هواتف وضعتها تحت تصرفهم مجاناً اجهزة الأمن لحماية “أرواحهم وإبعاد خطر الارهاب عن البلاد”. وتدعو الاذاعة المواطنين الى الاتصال بهذه الأرقام في حال ملاحظة “أي سلوك مريب”. وتنبه النداءات المواطنين الى “اننا كلنا معنيون بالدفاع عن أمــننا وعن وطننا”.
وحمل شيخ العافية بشدة على الحركات الاسلامية. وحذر من انه سيتم التصدي لها بحزم. وقال ان موريتانيا شهدت في الآونة الأخيرة “انماطاً من السلوك الشاذ لم تكن معروفة في بلد يعرف بالتسامح تمثلت في تكفير علمائنا وسبهم وترهيبهم”.
وأضاف: “ان الاسلاميين عملوا على تضليل المواطنين وتحريضهم على العنف ودفع النساء الى النزول الى الشوارع في زي غريب على تقاليدنا وعاداتنا الاسلامية”، وفي اشارة الى نزول أسر المعتقلين الى الشارع للمطالبة بالافراج عنهم. وكانت نساء يلبسن الخمار المعروف في بعض دول الشرق الاوسط وهو غير معروف في موريتانيا. ويرمز لبسه في هذا البلد الى الانتماء للحركات الاسلامية.
واتهم المسؤول الموريتاني الذي كان يتحدث الى التلفزيون الرسمي الاسلاميين بأنهم “حاولوا خلال السنوات من 1994 الى 2000 القيام بأعمال ارهابية منيت بالفشل”.
وقال انه “على رغم التعهدات التي قطعها ممثلو الحركات الاسلامية المحليون آنذاك فانها اليوم تحاول ان تعيد الكرة لتجعل من بلدنا بديلاً من بلدان أخرى فشلت فيها”، وفي اشارة الى اعتقالات تمت العام 1994 في صفوف الاسلاميين. وبث التلفزيون المحلي آنذاك تصريحات لبعض القادة اعتبرت نوعاً من “التوبة”.وأكد شيخ العافية ان “شعبنا… لن يقبل الوقوع في فخ هذه الحركات المشبوهة وسيقف وقفة رجل واحد للتصدي لها”، معتبراً انها “دمرت بلدانا… كثيرة”.
“الحياة” اللندنية
2003-05-21