مواطنون: الغرامات لا توقف الموت على “طريق الأمل”.. “ابحثوا عن غيرها”
نواكشوط- “مورينيوز”-من أحمد ولد محمد- قابل موريتانيون إجراءات اتخذتها الحكومة من أجل الحد من حوادث السير التي تحصد في شكل يومي أرواح الناس بقدر من السخرية والاستهزاء. وقررت السلطات رفع الغرامات على السائقين في مخالفات السير في إطار حملة وطنية طرفها الأول السلطة والثاني المدونون والمواطنون في الشارع.
وأطلقت السلطات حملة في نواكشوط والولايات الداخلية هدفها التحسيس. ويأتي ضمن الحملة وضع إشارات عند ملتقيات الطرق تحذر من خرق القواعد. ولعل الأهم والمثير للجدل بين الموريتانيين رفع الغرامات على السائقين. ونشرت السلطات أن هذه الغرامات التي سيبدأ تطبيقها اعتبارا من بداية مايو المقبل تتراوح بين ستة آلاف أوقية، و 20 ألفا مروراً بمبلغ 10 آلاف أوقية.
وستكون المخالفات وغراماتها كما يلي:
غرامة 6 آلاف أوقية:
التوقف في الأماكن الممنوعة.
غياب أضواء التوقف والإنارة.
تجاوز الخط المتصل.
استخدام الهاتف أثناء القيادة.
عدم لبس حزام الأمان
قيادة الدراجات النارية من دون خوذة السلامة
غرامة 10 آلاف أوقية:
عدم احترام إشارة المرور.
عدم التوقف عند أمر موظف القوة العمومية.
الحركة عكس اتجاه السير.
السرعة المفرطة (60 كلم/الساعة داخل المدينة)
غرامة 20 ألف أوقية والتوقيف 24 ساعة:
القيادة من دون رخصة سياقة.
غياب لوحة الترقيم.
صباغة السيارة بلون يخالف اللون المحدد في إفادة ترقيمها.
استخدام النوافذ المظللة.
وشكلت الغرامات موضوعا للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي حيث نالت نصيبا من الدعم لدى البعض لكن كثيرين اعتبروها وسيلة لجمع المال من المواطنين.
وقال مواطن اتصلت به “مورينيوز” إن “المشكل الأساسي ليس داخل نواكشوط رغم كثرة الحوادث في المدينة.. المشكل هو ما نسميه طريق الأمل وخصوصا ما بين نواكشوط وبوتلميت.. لقدتحولت الطريق هنا مقبرة للموريتانيين وعلى السلطات التفكير في حل آخر”. وأضاف: ” لم تعد هذه الطريق الضيقة تتحمل حجم السيارات التي تسلكها، فإذا كانوا يريدون حقا إنقاذنا عليهم البدء فورا في توسعة للطريق”.
واعتبرت سيدة تقيم في أحد المستشفيات مع أخ أصيب في حادث على طريق الأمل أن الإجراءات الجديدة “لا تقدم ولا تؤخر هي فقط جزء من عمليات التحصيل التي دأبت السلطة على القيام بها”. وأضافت: “لن يسكتونا بهذه فليبحثوا عن غيرها”.
وقال سائق لـ “مورينيوز”:”هي إجراءات جيدة.. أعتقد فقط أنها لا تردع.. ينبغي فرض إجراءات اقسى”. غير أن سائقا آخر اعتبر أنه” سيتم التعامل مع هذه الإجراءات كغيرها.. سيظلم البعض ويتسامح مع البعض، غير أنها عموما جيدة ومطلوبة”.
واعتبرت شخصية وطنية تحدثت إلى “مورينيوز” أن هذه الإجراءات “لا تفيد إطلاقا، ولم يعد الأمر بهذا المستوى. نحن نواجه كارثة لا يمكن علاجها إلا بشق طريق جديدة توازي الموجودة الآن وخصوصا خط نواكشوط- بوتلميت”. وزاد: ” لدى البلد من الوسائل والعلاقات ما يمكنه من ذلك”.
وتحصد “طريق الأمل” أرواح الموريتانيين في شكل دائم.. وأصبح كثيرون يتشاءمون بها.. وتتسم الطريق بالضيق وكثرة المرتفعات. وتكثر فيها التقعرات.