canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
أخبار وتقارير

المقاومة في لبنان تدخل مرحلة جديدة.. الابداع بعد استعادة التوازن في الميدان/ كمال خلف

بدأت مرحلة جديدة في الحرب عنوانها الخسائر الفادحة في صفوف جيش الاحتلال في لبنان وغزة، والخسائر الاستراتيجية على صعيد الدولة ككل، فقد طوى الأسبوع الأخير كما يبدو من شهر أكتوبر مرحلة الضربات النوعية التي تلقها حزب الله في لبنان، وتجاوز الحزب استعادة التوازن والتصدع في القيادة بعد الاغتيالات الصادمة والموجعة، الى مرحلة التصاعد في الفعل والسيطرة والتحكم في ميدان القتال، وبات الخط البياني لذلك في ارتفاع مستمر الى مستوى أصبحت فيها الخسائر في الجيش الإسرائيلي الغازي للبنان من الحدود على الطاولة السياسية في تل ابيب، بالتزامن مع الفشل الواضح في التوغل البري داخل الحدود اللبنانية، وبات الجيش الإسرائيلي يقف على اعتاب ما يشبه الغرق في الوحل اللبناني.

في الوقت الذي ما زال رئيس الحكومة في إسرائيل بنيامين نتنياهو يحاول تغطية المشهد بتصريحات ومواقف تتحدث عن الحرب الوجودية وحرب النهضة لإبقاء حالة الاجماع على الحرب داخل إسرائيل ومنع اهتزازها في ضوء المعطيات الجديدة للميدان، من المشكوك فيه ان هذه اللعبة سوف تستمر، لان المجتمع كله في إسرائيل بات ينزف، ليس بسبب اعداد القتلى والجرحى فقط المرتفع بشكل مضطرد، بل النزيف يشمل نواحي الحياة الأخرى التي لم يعتاد عليها المجتمع في إسرائيل، الخوف والهروب الى الملاجئ ليل نهار، والاقتصاد المتوقف، وصفارات الإنذار، والاخلاء، وعائلات الاسرى الذين لم يعد لصوتهم أي قيمة لدى الحكومة العازمة على الاستمرار في حرب دون رؤية واضحة او نهاية محددة، او اهداف معروفة، او اهداف منجزة، كلها عوامل تقول ان لعبة نتنياهو التي استمرت لعام كامل في غزة، والان لشهر ونيف في لبنان باتت على المحك.

 في غزة قد يكون المشهد مختلف عن لبنان، ولكن هناك مازال يخوض الجيش الإسرائيلي قتالا امام مقاومة مستمرة لأكثر من عام وترفع من وتيرة عملياتها وتترفع معها فاتورة الخسائر في الجيش مضافا لفاتورة باهظة في لبنان. وفي غزة تتعمق صورة الإبادة والقتل الجماعي الذي يثير اشمئزاز العالم، ويحرج الحكومات الغربية الداعمة لإسرائيل ويطلخ سمعة تلك الدولة المدللة لدى المنظومة الغربية، ولا يمكن مهما بلغ حجم الغطاء السياسي والعسكري الأمريكي لإسرائيل ان يمحو على المدى البعيد صورة دولة ارتكبت الإبادة الجماعية وقتلت هذا الكم الهائل من الأطفال، واستخدمت سلاح التجويع والتهجير، واستعملت المدنيين والأسرى دروعا بشرية، تلك الفظائع تستطيع الان الولايات المتحدة تغطيتها بالقوة والهيمنة على النظام الدولي الذي يفترض به ان يحاسب إسرائيل تماما كما تم محاسبة النازية والفاشية سابقا، وتنظيم داعش الإرهابي راهنا. لكن ماذا عن المستقبل؟ فقد سجل العالم باسره والتاريخ والوثائق والمؤسسات المنظمات والاجيال هذا العار وهذه الجريمة، وتلك الشعوب العربية والمسلمة، تدرك ان عجز أنظمتها وتخاذلها وعمالة بعضها خوفا وجبنا او حرصا على كراسيها في الحكم، هو ما سمح بارتكاب هذه الإبادة، دون أي رادع او تحرك جاد لإنقاذ الأطفال والعائلات من المحرقة. هذا يجب ان تخشاه إسرائيل كثيرا، وعليهم ان يدركوا هناك وهم في سكرة الدم، ان قادة من أمثال نتنياهو وسموترتيش وبن غفير، حفروا قبرا لدولتهم عميق وعميق جدا في المستقبل.

والمثير للاستغراب في هذا الصدد ان المجتمع الإسرائيلي واليهودي عموما، لديه مفكرين ونخب تدرس الاستراتيجيات وحركة التاريخ، والتأثيرات الدولية، وهي عقول لا يمكن الاستهانة بها، من أمثال المفكر البارز ” جون روز ” الذي درس المشروع الصهيوني، ووضع نظريات حول المستقبل لدولة إسرائيل . وهناك غيره، لكن هؤلاء باتوا على الهامش حتى من هم حريصون على استمرار التفوق الإسرائيلي ولديهم كذلك أفكارا في هذا الاتجاه .

 اما من يقود إسرائيل الان ومن يتصدر الشاشات والتعليقات ويخاطب الرأي العام، ثلة من المتعطشين للدماء لمجرد الانتقام والثإر، يستخدمون خطابا شعبويا يمينيا فيه الكثير من العجرفة والنرجسية والعنصرية والدموية، وهذا الخطاب دوما يكون اعمى عن الحقائق، وغالبا يعقبه سقوط مدو.

بالعودة الى مشهد الميدان في لبنان، وهو الأهم الان، بدأ حزب الله يراكم إنجازات، وكلمة المفتاح هو رفع فاتورة الخسائر لدى الغزاة.

يوم امس بث حزب الله مشاهد ذات دلالة كبيرة، فقد بينت المشاهد المصورة في الخامس والعشرين من هذا الشهر، كيف تلاحق صواريخ وقذائف المقاومة، الدبابات الإسرائيلية المنسحبة في محيط بلدتي الطيبة ورب ثلاثين، بينما تحسب القوات الإسرائيلية معها الإصابات في صفوف الجنود.

مشهد اخر أكثر دلالة واهمية، وهو انذار حزب الله لسكان أكثر من عشرين مستوطنة للإخلاء الفوري، بسبب تمركز الجيش الإسرائيلي فيها، هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها مقاومة عربية بشيء كهذا، والاهم ان حزب الله نفذ التهديد وقصف المستوطنات في عمق اكثر من 20 كيلومترا عن الحدود، وهذا يعني المزيد من تهجير المستوطنين، ردا على تهجير سكان قرى بلدات الجنوب، وقصف العمق اللبناني في الضاحية وبيروت.

وبهذا نكون قد دخلنا المرحلة الأشد والاقسى في لعبة عض الأصابع، ولا يبدو ان المقاومة في لبنان لديها ترف الصراخ أولا، بعد كل ما تلقته من ضربات موجعة قبل الدخول في الحرب.

المشاهد المقبلة حسب أجواء المقاومة ستكون أكثر ايلاما وابداعا من حيث نوعية العمليات وسياقها، ولا نستبعد ان يتحول الجيش الإسرائيلي في لبنان مع دخول شهر نوفمبر الى ما يشبه الفأر الذي وقع في مصيدة، ولم يعد قادرا على التراجع او التقدم.

تدفيع إسرائيل ثمن باهظ لغزوها لبنان، هو هدف المقاومة الان، وهو هدف رفع من معنويات أنصارها في لبنان والعالم العربي، وأربك حسابات خصومها في لبنان والعالم العربي، والعبرة في الخواتيم.

كاتب واعلامي فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى