اذا جارك شرع في حلق لحيته بلل انت لحيتك: هل تقف ايران خلف إضرابات العراق؟ وما هي اخطارها على الكويت والمنطقة؟
18 يوليو 2018، 00:29 صباحًا
عندما اطيح بتمثال صدام حسين في الساعة الثالثة من ظهر يوم التاسع من ابريل – نيسان – 2003 من قبل الثوار العراقيين وجنود المارينز الأمريكيين، في ميدان الشعب في بغداد سقط النظام الديكتاتوري، ولم يسقط صدام، وعندما عاد الفارون من جحيم صدام حسين، بعد سقوط نظامه الى بغداد لتسنم قيادة الدولة، عادوا بأمل قيادة العراق الى الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة للعراقيين لكل العراقيين بكل اطيافهم ومكوناتهم ومللهم، ولكن عندما تصاعدت نزاعاتهم، وفشلوا في ادارة شؤون الدولة، وهو فشل كان متوقعاً، ألقوا الفشل على عاتق الأمريكان الذين ساعدوهم على أسقاط النظام الديكتاتوري، وألقوا الفشل على الحاكم الامريكي – العسكري – بريمر، ولا زالوا يرمون الفشل على الأمريكان، غير معترفين بفشلهم، الفشل بالقطع كان متوقعاً، فلقد عاد هؤلاء الذين تشكلوا من لفيف المعارضة ما بين دينية متعصبة وليبرالية متهتكة وقومية متطرفة، هذه التشكيلة العجيبة المتناقضة لم تكن لتنجح في ادارة شؤون دولة نام شعبها ليلاً على الرعب ليستيقظ صباح اليوم التالي على الحرية المطلقة وغير المنضبطة، ويستيقظ في بحر متلاطم من الخوف وعلى إنقاذ نظام استبدادي فردي مخيف، انهار ليصحو على نظام بلا لون وبلا معالم واضحة، وكل مطالبهم هو تغيير النظام الاستبدادي وحسب، لذلك كان من الطبيعي ازاء هذا الوضع المتناقض ولادة الفوضى والانفلات، فيما تحول الجيش وقوات النخبة الصدامية الذين تم تسريحهم وحزب البعث الى ميليشيات ومقاومة في وجه النظام الديمقراطي المأمول وفي وجه الأمريكان الذين جاؤوا لإقامة دولة ديمقراطية صديقة ومطواعة تدور في فلكهم وتنفذ مصالحهم، ولقد حاول الحكام الجدد قيادة الدولة التي ينقصها كل شيء، لكن غياب الخبرة السياسية والإدارية والفوضى العارمة، والصراع الحزبي والطائفي والقومي، هذا في ظل الانفلات الامني، والقتل على الهوية، لم يكن الا فشلاً مريعاً لهم، فالى جانب نهب الثروات المليارية من خزينة الدولة العراقية والمناقصات الوهمية وتهريب الأموال للخارج وعدم تنفيذ الخدمات الضرورية من الكهرباء والطرق والمياه والمدارس وتوفير العمل للعاطلين، وتوفير نظام مالي وبنكي حديث، كل ذلك وغير ذلك لم يكن ليحدث الا لان الادارة التنفيذية لم تتغير، تغيرت الوجوه لكن العقلية لم تتغير …!!!
وبالرغم من كل ذلك فلا ينبغي ان نرمي كل “البلاوي” على الحكومة، فعلى الرغم من ما أحاق البلاد من الفوضى وغياب الامن، الا ان العراق نجح خلال الفترة القصيرة تحقيق ثلاث دورات برلمانية منتخبة أنتخاباً حراً ونزيهاً (الى حدٍ ما ) ووضع دستور متقدم، وتشكلت خمس حكومات منذ سقوط النظام الديكتاتوري، هذا بخلاف المجلس الانتقالي الذي تأسس لإدارة شؤون البلاد بعد سقوط النظام الصدامي، كان يمكن ان تنجح الادارة الحكومية، وتحقيق الرفاهية وتوفير الخدمات لكل العراق، خصوصاً في ظل توافر نظام اللامركزي ومجالس المحافظات، لكن نعود لنذكر ان غياب الخبرة والصراعات الحزبية والطائفية والتدخلات او المؤامرات الخارجية، وتغلغل الأفكار الرجعية خصوصاً في المحافظات الجنوبية والوسطى قد ساهمت بان يصل الوضع الى الانفجار، العراق لم يستقر منذ سقوط النظام، واي تنمية وتطوير يحتاج اول ما يحتاج الى الاستقرار الامني، وادارة ناضجة وناجحة ومنفتحة، ثم ان العراق خرج من فوضى التفجيرات والاغتيالات ليدخل في حرب مقدسة على عصابات داعش الارهابية، فمن حرض تلك العصابات على العراق قطعاً كان هدفه الا ينعم العراقيون بالاستقرار، اي دولة تنتقل من وضع الى وضع لابد ان تتكبد معاناة، والعراق ليس أستثناءً، نحن هنا في الكويت بعد الغزو والتحرير، ورغم استقرار الدولة والنظام لكن عانينا من انقطاع الكهرباء والركود التجاري وهروب الرساميل الى الخارج، والفساد وفشل النظام التعليمي والصحي، وتاخر الخدمات وغير ذلك من الامور التي لا تخفى على المواطنين والمقيمين …
هناك بعض المراقبين من ارجع المظاهرات الاحتجاجية في البصرة والمحافظات الجنوبية الى مؤامرة إيرانية التي قطعت التيار الكهربائي المغذي من ايران الى البصرة، قطعاً نظرية المؤامرة حاضرة دائماً في العقلية العربية، متناسين ان الإيرانيين وتحديداً في المدن المقابلة للبصرة تظاهروا ضد تردي الخدمات وبخاصة على المياه والكهرباء، فالإيرانيون ليسوا بافضل حال من العراقيين، كما وان العراقيين تظاهروا ضد ايران وضد الاحزاب الدينية والمعممين، مع العلم ان المظاهرات الحالية ليست الاولى ولكنها الأكبر…
ان تقوم مظاهرات على تخوم حدودنا الشمالية، فهذا يعني تلقائياً تهديداً لأمننا، فنحن لا نطمئن بالسياج الحدودي الهش، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ونحن لُدغنا عشرات المرات من جحور الثعابين السامة والقاتلة، ولذلك فأن يعلن الجيش وقوات الشرطة حالة الطوارئ فذلك اقل ما يمكن عمله، ففي العراق الذي لا يعيش الاستقرار توقع كل شيء، في ظل التدخلات الخارجية وتحقيق المصالح، خطرنا ليس من العراقيين اومن الدولة العراقية، ولكن الخطر اذا طالنا سيكون تنفيذاً بايدٍ عراقية ولكن بتحريض خارجي، ربما هناك فلول من البعثيين وأيتام صدام مازالوا يتربصون بالكويت ويكنون لها الحقد والعداء، لكن علينا ان نتوقع ان لنا اعداءً يغيظهم ان تستقر الكويت وتنصرف للتنمية، ولعلنا نتذكر الضجة التي أثاروها ابان اعلان مشروع بناء ميناء مبارك، كان الرفض لساناً عراقياً ولكن التحريض خارجياً، والان هناك من أفزعهم مشروع تطوير الجزر الكويتية ومجموعة اتفاقياتنا مع الصين، على الرغم من انها لازالت حبراً على ورق وقد ننتظر سنوات طويلة للتنفيذ اوقد لا تنفذ، لذلك الخوف مشروع ومبرر، فأعداؤنا ليسوا القوى العظمي بقدر ما ان هنالك من حولنا من يريد لنا الشر، وقد قيل ” اللهم احمني من أصدقائي واما اعدائي فأنا كفيل ٌبهم” …!!!
101 تعليقات