مايدور في فنزويلا والبرازيل ليس معزولا عما يدور في سوريا والعراق.. هل سنرى قريبا ولادة “داعش” اللاتينية؟
28 فبراير 2019، 01:43 صباحًا
كتبت في أواخر العام الماضي مقالين حول اليوت ابرامز ، الأول في بداية العام عندما صدر قرار ترامب المباشر بتعيينه نائبا لوزير الخارجية الاميركي دون استشارة أحد ، وبقي التعامل بينه وبين البيت الأبيض مباشرا ، ودون العودة أو المرور بوزير الخارجية الذي كان هذا سببا من أسباب استقالته ، فقد ارتبط عمل اليوت ابرامز بالبيت الأبيض ارتباطا مباشرا وبتنسيق مع مستشار الأمن القومي بولتون في الفترة الأخيرة ، أما المقال الثاني فقد كتبته بعد ستة أشهر من المقال الأول وخصصته للتساؤل : أين ابرامز ؟ لماذا يبقى أمره بعيدا عن الأضواء والأخبار وهو نائب وزير خارجية ، وكان ذلك بعد تعيين رئيس السي آي ايه السابق وزيرا للخارجية ، ورجحت في مقالي أن يكون اليوت منغمسا في مخطط جديد شبيه من مخططه الذي نشر الخراب والدمار والقتل في الشرق الأوسط ” التنظيمات الارهابية في العراق وسوريا ومصر وليبيا وحرب اليمن ” ، ظهر اسم اليوت ابرامز الآن وبتزامن واضح مع أزمات اميركا اللاتينية الى حدود التدخل العسكري الأميركي المباشر .
سنحاول القاء الضوء على تاريخ ودور هذا الصهيوني الخطير في شتى المراحل ودوره في الشرق الأوسط ، ودوره الآن وللمرحلة القادمة في اشعال الحروب والدمار في اميركا اللاتينية انطلاقا من البرازيل .
المهمة السرية للسيد اليوت ابرامز
نعيد للاذهان أن الرئيس دونالد ترامب عين بقرار في أول قراراته بعد دخوله البيت الأبيض اليوت ابرامز نائبا لوزير الخارجية ، وجاء هذا التعيين دون العودة الى الكونغرس ودون تشاور مع وزير الخارجية ، ودون تحديد لمهمة اليوت ابرامز كنائب لوزير الخارجية .
وبدا الأمر لي في تلك الأثناء أن ترامب يسدد فواتير لمن أوصله للبيت الأبيض ، وبما ان اليوت ابرامز معروف لدي ولونه محدد وفاقع ، فقد سجلت في حينها سؤالا كبيرا حول ماسيتابع اليوت ابرامز في وزارة الخارجية من مخططات صهيونية تخدم اسرائيل ، فهو الذي خطط ضمن اطار لجنة تخطيط استراتيجية ” اميركية – اسرائيلية ” ، بالتعاون مع ريتشارد بيرل للمعارك الدموية والتدميرية التي جرت وتجري في العراق وسوريا ومصر وليبيا ولبنان واليمن ، ذلك أن المخطط استند لنظرية ” أمن اسرائيل ” ، الذي لايقوم الا اذا دمرت الدول الرافضة لاسرائيل في الشرق الأوسط ، وتقسيمها الى دويلات طائفية وعرقية تبقيها ضعيفة ومتصارعة لتنعم اسرائيل بالهيمنة والاستقرار والأمن .
تخصص اليوت ابرامز بزرع الصراعات لتدمير المجتمعات التي تعادي اسرائيل ، أو ترفض التعامل معها بسبب طبيعتها الاستعمارية الاستيطانية ، واحتلال أراض فلسطينية وسورية ولبنانية ، وبسبب تأييد هذه الدول لحقوق الشعب العربي الفلسطيني .
عمل مشترك ومال من وراء ظهر الكونغرس
سلم اليوت ابرامز ملف اميركا اللاتينية لتحقيق هدفين : الأول اعادة الصراع الى سابق عهده بين النهج الثوري والنهج التابع للولايات المتحدة ، أي عودة لبداية الثورة الكوبية التي شقت عصا الطاعة للولايات المتحدة ، ونجح فيها الثوريون باقامة نظام اشتراكي وعدالة اجتماعية بينما جمهوريات اميركا اللاتينية وحكوماتها تخضع لعمليات نهب واسعة من قبل الولايات المتحدة وشركاتها المستقلة ، بالنسبة لدونالد ترامب كان الهدف اعادة هيمنة الولايات المتحدة على كامل اميركا اللاتينية سواء كان هذا بتفجير الصراعات ، أو بتمويل عمليات التزوير الانتخابية على نطاق واسع سياسيا واعلاميا وبرطلة .
وبناء على الاتفاق المسبق ” أثناء الحملة الانتخابية ” ، فقد شكلت لجنة سرية تضم خبراء اميركيين واسرائيليين لرسم المخطط والأعداء لتنفيذه والاشراف على تنفيذه ، وأعطى المخطط الأولوية في تفجير الصراعات لفنزويلا فيما وضع بشكل متواز مع التركيز على فنزويلا العمل في ميدان الانتخابات حسب موعدها في كل بلد من بلدان اميركا اللاتينية .
فكانت الأولى البرازيل : وحسب ترتيبات ابرامز فان صراعا لابد من تفجيره بعد استكمال تهريب السلاح ، وتهريب المرتزقة في كل من نيكاراغوا وكوبا ، وأعطيت لجنة ابرامز صلاحيات واسعة وزودت بأموال طائلة دون علم الخارجية ودون موافقة الكونغرس !!
وعندما شعر ترامب ان الاعداد قطع شوطا هاما قام باقالة وزير الدفاع ووزير الخارجية ، وعين بومبيو رجل المخابرات وزيرا للخارجية ، وسيعين من سيوافق على مخططه في اميركا اللاتينية وزيرا للدفاع ، وذلك بعد أن عين بولتون العنصري الدموي مستشارا للأمن القومي .
الفريق الذي يعتمد عليه ترامب الآن ، هو فريق مكون من مجموعة من ” المرضى ” ، الذين أصبحوا مع مرور الوقت مدمنين على القتل والصراع الدموي ، والذين يعيشون بينهم وبين أنفسهم حالة نفسية مريضة هي حالة الشعور المتفوق والمتميز عن البشر الاخرين ، وان لهم الحق بان يحكموا العالم به ، أي عقدة ” النازي ” ، أو الاشكنازي اسرائيل .
لقد ظهرت هذه اللجنة أثناء حملة الانتخابات في البرازيل مائتا مليون دولار لدعم مرشحها ومرشح اسرائيل الذي فاز بالانتخابات ، وستظهر الأيام كافة وسائل الخداع والغش والتزوير التي استخدمت في انتخابات البرازيل لانجاح مرشح اليوت ابرامز ، أي مرشح اسرائيل الذي لم ينتظر تنصيبه ليعلن نقل سفارة البرازيل للقدس ، بل فضح نفسه باعلانه ذلك قبل التنصيب وتحت تأثير كأس الانتصار .
وكان ترامب قد ألغى المعاهدة التي وقعها الرئيس اوباما مع كوبا قائلا انه يريد أن يتفاوض لابرام صفقة مربحة للولايات المتحدة ، ومنذ ذلك اليوم راح ابرامز يهرب الأسلحة ويرسل المرتزقة الى كوبا تمهيدا لحملة عمليات ارهابية تظهر أن كوبا لاتتمتع بالاستقرار ، ويحاول ابرامز تشكيل حزب جديد ” أو تجمع جديد ” ، في كوبا تحت عنوان الحريات والحقوق الانسانية وتصحيح المسار الاقتصادي ، وكذلك الأمر في نيكاراغوا .
اليوت ابرامز صهيوني عتيق ومدان بالكذب أمام لجان الكونغرس ” لكنه لم يحاسب بفعل نفوذ الصهاينة “، وهو عنصري ويعتبر العرب أعداء لكنه لم يمانع في مهماته الجديدة أن يتم تمويل مخططه في اميركا اللاتينية بأموال سعودية – خليجية ، فقد اعتبر أن عمله سوف يعتمد على الخبراء المرتزقة من اسرائيل والخبراء الموفدين من المخابرات الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي ، وسيمول هذا المخطط بمال النفط العربي .
من هنا جاء تصريح بومبيو ” زلة لسان ” ، الذي قال فيه : ( جاء الآن دوراسرائيل لنرى ماذا ستفعل في فنزويلا ) ، قال ذلك باعجاب الرجل المتأكد من حصانه في السباق فاستخدام اسرائيل في اميركا اللاتينية ، هو رهان رابح للولايات المتحدة ، وبقيادة اليوت سنرى ولادة داعش اللاتينية .
بسام ابو شريف- سياسي وكاتب فلسطيني زالمقال لرأي اليوم
246 تعليقات