canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عربمواضيع رئيسية

ماذا تريد امريكا من إيران؟

ماذا تريد أمريكا من إيران؟ لا شكّ بأنّ الجواب أوضح من كل تساؤل، انها تريد إيران ضعيفة وتابعة.. تريد دولا بلا مخالب بجوار اسرائيل، تريد أمن هذه الدولة المزروعة في غير موضعها.

وضع الكيان الصهيوني في جسد الامة العربية يشبه تماما زرع عضو كائن في جسد كائن أخر. في مثل هذه الحالات يعمل الطبيب على خصي مناعة المتلقي ليعيش العضو المزروع! وهو الشرط الأهم ليعيش العضو الغريب.. هذا ما يحدث تماما مع هذه الامة، فقد ضربت في مناعتها، وهويّتها، ودينها وانتمائها. الا إيران فكلما اقتربت منها أمريكا وصهيونيتها زادها ذلك مناعة وقوّة، وزاد “الطبيب” الأمريكي نغصا وتعنتا!

بالأمس كتبت مقالا عن إيران في هذه الصحيفة المحترمة، المقال بعنوان “إيران لن يسقطها الخارج”، وكان المهمّ في مقالي انّ الداخل الإيراني متماسك، مع الدعوة الى مزيد الحذر حتى لا تتأثّر مناعة هذا الشعب العظيم. الاّ ان ردودا كثيرة وردتني متّهمة إيران “بالعمالة الى أمريكا وإسرائيل”. وكلّ شرب من نبع ليدلّل على هذه “العمالة”.

وكان ردي واضحا، إيران لم ولن تكون “عميلة” لأمريكا وإسرائيل. فمن يقنعني بانّ ثورة إيران لم يكن جوهرها الانقلاب على أمريكا؟ أوّل مفاتيحها كان طرد الشاه ابن أمريكا واحتلال السفارة الامريكية بطهران. وأوّل شعاراتها كان الموت لأمريكا. وأوّل الردود عليها كان تسخير صدام حسين للقضاء عليها في بداياتها. وأوّل الإجراءات ضدّ شعبها كان حصار جائر وعقوبات اقتصادية تقسم الظهر، ازدادت حدّتها مع مرور الزمن.

ومن يصدّق بانّ إيران التي تدعم حزب الله وحماس والجهاد اللذّان يصفعان الخدّ الأيمن والخدّ الايسر لإسرائيل كلما سنحت الفرصة هي عميل للصهاينة! ومن يصدّق بأن إسرائيل وامريكا اللذّان يكفران بحسن نصر الله ومجاهدي المقاومة الفلسطينية هم أصدقاء لمن يدعمهم، لإيران. الفكرة الخائبة التي لازالت تسكن أدمغة بعض العرب هي ان إيران عميل لإسرائيل، وربّما هؤلاء يعتقدون ذلك لتبرير عمالتهم، لا أكثر ولا اقل.

إيران دولة قوية. مشروعها الفكري، حتى وان كان ثيوقراطيا فهو جامع لأغلبية شعبيها، ضمن فكرة منظمة وعداء واضح للصهيونية وللأمريكان. ومشروعها العسكري جعلها قوّة عسكرية ذاتية لا يستهان بها، فيكفي امتلاكها لسبع مجموعات صناعية كبرى تنتج اغلب أنواع الأسلحة، بما فيها ما قد يكون خطوة نحو امتلاك القنبلة النووية. ومشروعها الاقتصادي الذي صمد لأكثر من أربعين سنة دون ان يجوع شعبها هو العنصر الأقوى في عماد الدولة الايرانية. الفكرة المدعومة بالإرادة وقوّة السلاح والاقتصاد المستقر جعلوا من إيران الدولة التي تخشاها الصهيونية وامريكا. وبهذا سوف لن تغمض إسرائيل عينا الى ان يتحقق حلمها في كسر القوة الوحيدة الباقية والمعادية لها.

بالأمس عاد الرئيس ترامب ليقول بانه يرغب في موافقة إيران على الدخول في حوار مباشر حول اتفاق نووي جديد. ترامب لا يريد منع إيران فقط من امتلاك القنبلة النووية مثلما كان مضمون الاتفاق الأوّل الذي خرج منه. ترامب يريد ان يقلّم اظافر إيران ويمنعها من صناعة الصواريخ البالستية، التي قد تهدّد امن اسرائيل. انهم يريدون إيران بلا مخالب. يريدون إيران دولة ضعيفة مخصيّة مناعتها، ليعيش الكيان الغاصب، ليهنأ الصهاينة.

وامّا العرب في الخليج، كما قال بعضهم، سيقفون جنبا الى جنب مع “أبناء عمومتهم” الصهاينة ضدّ إيران. سيتحوّلون مع مرور الوقت الى رعايا في بلدانهم. فالعالم عالم الأقوياء فقط.

محجوب احمد قاهري-كاتب تونسي والمقال لرأي اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى