من استمع لرئيس وزراء لعراق وهو يعدد أسباب تقديم استقالته (مكرها) ، يعرف أين تكمن العلة في العراق خاصة أن هذه المبررات تأتي بعد خطاب رئيس العراق ، الذي كاد أن يقول في الاجتماعات العربية الرسمية انه يمثل البرازاني – ( فهو لم يمثل الشعب العراقي ولاحتى الأكراد بأغلبيتهم ) ، من خلال الخطابين نستدل على مكمن الخطر على العراق أرضا وشعبا وثروة .
قال رئيس الوزراء العراقي المستقيل ” أطلب من الشعب العراقي أن يرى مدى التقدم الذي حققناه كحكومة منذ مجيئنا ؟ّ! ” ، وقال انه يقدم استقالة الحكومة استجابة لرأي المرجعية الدينية ؟! (وليس مطلب الشعب ) ، وقال أيضا ان الاستقالة تفيد ” تفكيك الأزمة وتهدئة الوضع!!! ” .
لم يأت رئيس الوزراء المستقيل على أي سبب ثار العراقيون لأجله ، لم يأت على ذكر الفساد والفاسدين وعلى تحكم ” عين الأسد ” ، بالقرار العراقي وعلى تدخل اسرائيل الواضح والسافر بالشؤون العراقية ، وبقيام اسرائيل بتحالفات عسكرية أمنية مع البرازاني ضد العراق والأمة العربية وقضية فلسطين .
رئيس الوزراء العراقي في خطاباته بالمحافل العربية لم يأت على ذكر القدس وقرار اميركا بضمها لاسرائيل ، ولا بضم أرض الضفة الغربية والجولان لاسرائيل ، وكأن العراق هي سويسراوليست بلدا عربيا ، وكأن الشعب العراقي ليس عربيا هذا مايريده بريمر ودستوره جاء صورة لما تخطط له اميركا من تقسيم للبلاد العربية وشطب هويتها، وتحويلها الى محافظات طائفية تحكمها دولة اليهود اسرائيل أين شعب العراق ؟
شعب قلعة الأسود
شعب معركة جنين
شعب الوحدة الثلاثية
أين الشعب الذي مزق الملكية ونوري السعيد ؟
واشنطن تريده طائفيا حتى تشعل الفتنة كما تريد ، وحتى تمحي التزامه القومي العربي وواشنطن وتل ابيب أسستا في العراق منذ الاحتلال (2003) ، قاعدة لتفكيك العراق ونهب ثرواته واستخدامه قاعدة لضرب قوى المقاومة ومواجهة صفقة القرن .
ملفات الفساد هي مايطالب بفتحها الشعب العراقي ، الشعب العراقي بأكمله احتفل بعاشوراء الاحتلال الاميركي يوم لم يقاتلوا الغزاة والآن يثور الشعب لمحاربة الغزاة ، وهو يعلم أن الاحتلال الاميركي الصهيوني للعراق هو من أسس ودعم ويحمي الفساد والفاسدين ، فكبار الفاسدين هم الفاسدون سياسيا ، والذين رهنوا قرار العراق السياسي لمشيئة واشنطن وتل ابيب
أما الفاسدون من اللصوص فهم الذين يستخدمون لرشوة هذا الانحراف المهين .
يجب أن يستمر الشعب بثورته حتى يخرج الاميركي والاسرائيلي وعملائهما من العراق ويجب أن يستمر الحراك حتى يلغى الدستور الطائفي الغربي ، فالعراق واحد والشعب واحد بمكوناته تماما كأي شعب آخر في العالم يضم أقليات لا تلغي الجنسية أو الانتماء .
لقد أعدم الشعب العراقي نوري السعيد ، وعليه أن يعدم كل المستسلمين لقرار واشنطن وتل ابيب ويقضي على العملاء ، ويفتح الحدود مع سوريا ، ويتصدى لصفقة القرن بعد أن يستعيد ملكية نفطه كما كان قبل الاحتلال .
بسام ابو شريف-كاتب وسياسي فلسطيني والمقال من رأي اليوم