اليمن.. مكافأة نهاية الخدمة للرئيس هادي ونائبه متوقعة/ صلاح السقلدي
ثمّــة أمـرٌ غاية بالأهمية والإيجابية لا يمكن إغفاله مُـطلقا أفضت إليه المشاورات اليمنية اليمنية بالعاصمة السعودية الرياض مهما اختلفنا مع بعض من مخرجاتها وهو عزل الرئيس منصور هادي ونائبه الفريق/ محسن الأحمر من منصبيهما بعد سبع سنوات من الدمار والعناء اللذان سحقا كل اليمن شمالا وجنوبا جرّاء حرب دامية كان الرجُـلان أحد أسبابها ومسعريها الرئيسيان، وأحد عوامل طول مدتها وتعقيدات المشهد اليمني العسكري والسياسي والإنساني ليس فقط منذ بداية هذه الحرب بل منذ أكثر من أربعة عقود مضت . فقد ظلا حجرا عثرة أمام كل الجهود المحلية والاقليمية والدولية الرامية لوقف الحرب والشروع بتسوية سياسية مع الطرف الآخر (الحركة الحوثية) خشية على ما تدره عليهما مسارب هذه الحرب من اموال غزيرة ومكاسب وفيـرة. فالأسلوب الخامل ورتابة وعُــــقم طريقة الإدارة الفاسدة التي ظل ينتهجها الرئيس السابق هادي مع الازمة اليمنية واطرافها وضعف شخصيته القيادية، جنبا الى جنب مع الطريقة المثيرة للجدل التي ظل يتبعها نائبه الأحمر ليس فقط منذ شغله موقع نائبا للرئيس هادي بل كرجُـل نافذ وواحد من أركان الحكم منذ عقود طويلة وارتباطاته العميقة بالجماعات المتطرفة، وعراب النظام بامتياز، وواحد من أسباب تداعي سقوط ذلك النظام الذي خذله في لحظة عصيبة على وقع ثورات الربيع العربي،وسطوته هو وهادي على مخريات حوار صنعاء عام 2013م، كانت كل هذه المساوئ وغيرها وغيرها للرجلين هادي والأحمر كارثية بكل المقاييس على اليمن شمالا وجنوبا وتستحق ان تطيح بهما منذ سنوات وليس منذ أيام،وليس الغرابة بإقالتهما بل بتأخرها كل هذا الوقت.
– السعودية أدركت- بعد سنتين تقريبا- من حربها باليمن أن الرهان على الرجُلان هادي والأحمر هو رهان على حصانين خاسرين، ولكنها ظلت تتمسك بهما من باب لعل وعسى واستخداما لـــ(شرعية)الرئيس هادي التي تستمد منها المملكة شرعية حربها وتدخلها باليمن، على افتراض أن لهما ثقل سياسيا و قبليا وعسكريا يمكن الاستفادة منه بوجه الحركة الحوثية العنيدة ولكنها شيئا فشئيا وجدتهما عبئا ثقيلا عليها كان لا بد من التخلص منه باسم الحوار اليمني، فقرار عزلهما كان قرارا سعوديا تماما ، لا علاقة له مطلقا بذلك الحوار ومشاركيه الذين تفاجأوا من قرار الإقالة ومن تشكيل مجلس رئاسي بديل، بل لا نجانب الحقيقة إن قلنا أن الرجلين لم يعرفا بالقرار إلا قبل ساعة من إذاعته، فكل شيء بما فيه قرار الإقالة كان جاهزا منذ اسابيع ولم يكن يحتاج سوى لحفل الإشهار تحت مسمى الحوار.
الرجُلان اذعنا للقرار ولم ينبسا ببنت شفة بوجه الأميرين خالد ومحمد بن سلمان وهما يُـمليان عليهما القيام بما يجب القيام به كخاتمة نهاية الخدمة للمملكة، وما يقال اليوم من مصادر مقربة من هادي والأحمر ان الاول دخل في مشادة كلامية ساخنة مع الأميرين خالد ومحمد قبل الإقالة وان الأحمر متجهم الوجه بوجه المسئولين السعوديين ليس أكثر من هراء أجوف وتلميع ماسخ للرجُـلين بالوقت الضائع،فهما اضعف من ان يقولان لا لأبسط موظف سعودي ناهيك عن أن يكون أمير بوزن محمد بن سلمان وشقيقه الأمير خالد. وما يقال بأنهما معزولان ولا يسمح لأحد بزيارتهما إلا لأقاربهما خوفا من ان يقومان بحماقة ما، ليس اكثر من هذيان وخطرشات أيضا، فالسعودية التي تعرف نفسيات وتفكير وقدرات شركائها الضعفاء طبعا -وتهالكهم على المال -منذ اليوم الأول لاختيارها لهم وطوال فترة خدمتهم لا تتورع عن إذلالهم والتقليل من شانهم وهم بالسلطة، لن تجد غضاضة في أن ترمي بهم خلف الشمس بعد أن تقضي منهم وِطـرها غير عابئة بهم بعد ذلك.