تمر لحظات في تاريخ الامم تتقاطع فيها عوامل الاستراتيجية مع عوامل التكتيك .
ويسبب هذا التقاطع ارتباكا لدى القيادة مما قد يقود الى تفويت فرصة اللحظة ..
لذلك يطلق الاستراتيجيون على اللحظة المناسبة “الآن الآن وليس غدا “
يمر الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة بالذات باوضاع تفتح امامه آفاقا لم تكن مفتوحة من قبل حتى قبل شهر وقد لا تكون مفتوحة بعد شهر .
يمر الشعب الفلسطيني بلحظات صعد فيها الصهاينة من هجماتهم ظنا منهم انها لحظتهم المناسبة لتهويد القدس واعلان سيادتهم على الضفة الغربية لدرجة ان رئيس وزرائهم قال للسي ان ان لا يوجد هنالك اراضي محتلة هذه اسرائيل انما هنالك نزاع بيننا وبين من يقيمون على ارضنا .
ذكرت هذا لاعنون الظروف التي يظن الحكام الصهاينة الدمويين في عنصريتهم انهم يمرون بها انهم يظنون انهم وصلوا استراتيجيا الى اقامة اسرائيل دولة اليهود يهودية كاملة من النهر الى البحر وتاتي احلام اليقظة هذه عند الحكومة الاسرائيلية في لحظة دولية استراتيجية غير مناسبة اطلاقا لمثل هذا الادعاء والتصعيد الهمجي ، هنالك صراع على صعيد العالم هجوم امريكي عبر منصة اكرانيا على روسيا التي تفوقت على الولايات المتحدة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا فقررت الولايات المتحدة شن حرب لمحاصرتها وتقسيم روسيا واستهدافها ومنعها من استخدام ثرواتها سواء في البحث او التقدم العلمي او او الصناعي او التوسع في علاقاتها المتكافئة والمتعادلة مع شعوب العالم ، واللحظة الدولية ايضا تشمل اتفاق الصين وروسيا ببيان تاريخي حول العمل سويا مع مجموعة من الدول المؤيدة لخلق عالم جديد اكثر عدالة للشعوب هذا يتضمن كافة المسائل العالقة واشائكة التي تعاني منها بعض المناطق في العالم ومنها او ربما اهمها الشرق الاوسط وقضية فلسطين واستراتيجيا هذه اللحظة تشهد تحولا في الوضع الاوروبي فقد اصبح واضحا للاوروبيين جميعا ان الولايات المتحدة تحتكرهم وتبتزهم وتدفعهم لاتخاذ قرارات تضر بمصالحهم خدمة لمصالح الولايات المتحدة .
الاوروبيون يعرفون ان الولايات المتحدة تسير في طريق خطيرة جدا قد تؤدي بالاوروبين الى دخول صراعات هم لا يريدونها وهم في غنى عنها لذلك بدأ الموقف الاوروبي يتفسخ ويتلاطم بعضه مع بعض وبدأت اصوات تصدر رغم كل قرارات المقاطعة والحصار لروسيا اصوات تنادي بالتعامل مع روسيا وشراء نفطها وغازها واقامة علاقات معها رغم كل العداوة المعلنة بواسطة الاجهزة الاعلامية الخاضعة للاملاءات الامريكية والاجهزة الاعلامية الامريكية .
بيتت يعتبرها لحظة مناسبة لفرض سيادة اسرائيل وضم الضفة الغربية وتهويدها وتهويد القدس في ظل كل هذه الظروف الدولية التي ذكرت والتي بمحصلتها تسير قدما وان كانت ببطء نحو خلق عالم جديد لا تتحكم فيه الولايات المتحدة بقرارات احادية او بالزامات او بحملات عسكرية او باحتلال الدول كما فعلت في العراق وسوريا وافغانستان وكما تسعى وستفعل في ليبيا لاحقا وتبتز الدول التي تنتج النفط والغاز كما ابتزت الجزائر ودفعتها باتجاه بيع المزيد من الغاز الى اوروبا خدمة لمخططها بمحاصرة روسيا وتفتيتها وتقزيمها .
وماذا عنا نحن الطرف المتصدي لاسرائيل ولمخططاتها سواء التكتيكية او التي ترتبط باستراتجيتها .
نمر بلحظة فيها تصعيد رائع بطولي من جانب الشعب الفلسطيني بدأ ً من الاقصى والدفاع عنه والاستعداد لدفع الثمن مهما غلا من اجل الحفاظ على عروبة واسلامية المسجد الاقصى .
بطبيعة الحال غني عن القول ان دفاع الشعب الفلسطيني بجهده عن المسجد الاقصى المبارك هو دفاع عن فلسطين كلها وهو مناهض ومتصد للمشروع الصهيوني الذي يريد صهينة كل ارض فلسطين وهي في الوقت ذاته حرب يشنها رأس الرمح الفلسطيني كي يستيقظ في الجماهير العربية ضميرها الذي أُسكت وكي تهب هي لتشن حملتها على التطبيع مع اسرائيل وعلى الخيانة وعلى خيانة القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب والعروبة .
هذا التصعيد الفلسطيني البطولي والتصدي لمن يدعون انهم اقوى قوة عسكرية في الشرق الاوسط وثالث قوة عسكرية في العالم هذا التصعيد اثبت فشل الحكومة الاسرائيلية وعدم قدرتها عندما يهب الشعب موحدا لمواجهتها على تنفيذ مخططاتها اي ان في التكتيكات الراهنة تفشل حكومة بينت في فرضها على الشعب الفلسطيني رغم كل العنف والبطش الدموي الذي استخدمته في الاقصى وخارج الاقصى في القرى والمدن في البلدات والمخيمات رغم كل ذلك يدفع الشعب الفلسطيني فرحا ثمن التصدي لاسرائيل دمه يوميا جرحى وشهداء جرحى وشهداء كل يوم يمر يذهب الشهداء والجرحى بالعشرات دفاعا عن الامة العربية باسرها دفاع عن الاستراتيجية وليس خدمة للتكتيك .
في هذه اللحظة التي يتقاطع فيها التكتيك مع الاستراتيجية الدائرة على الصعيد العالمي لتغيير الوضع العالمي من عالم تحكمه الولايات المتحدة الى عالم لا يمكن لها ان تحكمه بقرار احادي بل عليها ان تحسب حسابات الدول القوية الاخرى التي تشكل اكثر من نصف العالم اقتصاديا وعسكريا وثقافيا وحضاريا وشعارات تدعم حقوق الشعوب وحريتها .
بينت ومخططه نحن ودفاعنا المستميت نتقاطع هنا مع الاستراتيجية الدولية وكما قلنا لا يمكننا الا ان نصطف الى جانب القوى التي تتصدى للهجوم الاميركي في اكرانيا وتتصدى للهجوم الاميركي في كل مكان ونرفع مع الذين رفعوا من قبلنا شعار طرد اميركا من غرب آسيا لا بد من طرد الولايات المتحدة من غرب آسيا ومنها فلسطين وسوريا والعراق والخليج واليمن حتى نصبح حجرا اساسيا من حجارة الاساس للعالم الجديد الذي لن تحكمه الولايات المتحدة بقرارات احادية جاءت .
رأس الرمح الفلسطيني سيصبح هو القيادة الفعلية لمحور المقاومة في معركة المحور الاستراتيجية وهي طرد الولايات المتحدة من منطقتنا حتى تتمكن الشعوب من اختيار قادتها والتحكم بثرواتها واستثمارها لمصلحة الجماهير وليس لجيوب الحكام فتاتا بينما يسلب المستعمر حصة الاسد منها ، هنا تتقاطع نضالات الشعب الفلسطيني واللحظة الراهنة التكتيكية مع الاستراتيجية فكيف وماذا تفعل قوى محور المقاومة حتى تصبح حجرا اساسيا او عمودا اساسيا من اعمدة المرحلة الجديدة للعالم الجديد الذي يسعى لخلق حالة اكثر عدالة للشعوب ،
على المقاومة الفلسطينية قبل أي شيء ان تطور اسلحتها وان تزيد من تدريب اعضائها وكوادرها حتى يصبحوا اكثر اتقانا في استخدام الاسلحة الحديثة ،
ثانيا تطوير هذه الاسلحة بما يتلاءم مع ظروف الميدان فاذا كانت اسرائيل مثلا تقصف المصلين بطائرات مسيرة صغيرة تقصفهم بالرصاص المطاطي او بالشظايا او بالغاز لا بد ان بامكان الفلسطينيين ان ينتجوا طائرات مسيرة صغيرة تهاجم رجال الشرطة والامن الذين يرتكبون الجرائم ضد المصلين وغير المصلين ضد المصلين في الاقصى وضد القرى والمخيمات والبلدات سلاح لا بد من استخدامه واكثر من ذلك نقول ان واجبا اوليا على محور المقاومة الفلسطيني ومحور المقاومة الاقليمي ان يبلور ويطور اسلحة الميدان بما يتلاءم مع ضرب هذه القوة الغاشمة الاسرائيلية في نقاط ضعفها سواء حل محل الحجر قلة حديدية او قلة زجاجية او استخدمت الطائرات المسيرة الصغيرة التي لا يمكن للقبة ان تتصدى لها ولا يمكن للرصاص ان يتصدى لها هذه اسلحة سوف تجعل من نقاط الضعف لدى العدو نقاطا قاتلة .
التسليح والتدريب والحشد كلها مترابطة في مرحلة تكتيكية يجب ان نزج بها لتصبح استراتيجية هنا يتقاطع التكتيك مع الاستراتيجية وما هي الاستراتيجية اذا كان شعار المرحلة الاستراتيجية طرد الولايات المتحدة وانهاء وجودها العسكري في غرب آسيا فان الحاق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي هو جزء لا يتجزأ من هذه الاستراتيجية اذ لا يمكن ان نقول طردنا الوجود العسكري الاميركي من الشرق الاوسط بينما جيش اسرائيل الصهيوني الاميركي ما زال قائما ومعتديا ومحتلا .
البعض يظن اننا لم نصل الى مرحلة المواجهة المفتوحة كلا والبعض يقول انها مواجهة مفتوحة اننا لم نفهم ما معنى المواجهة المفتوحة اذا لم يرتبط هذا الكلام بكون المعركة هي المعركة الفاصلة بين وجودنا ووجود الصهاينة على ارضنا .
اننا نخوض الآن تكتيكيا معركة الدفاع عن الاقصى والقدس لكننا في واقع الحال ان استفدنا من هذه اللحظة النادرة سوف نكون قد ابحرنا في بحر الاستراتيجية التي تستهدف اجتثاث الصهيونية الدموية من ارض فلسطين كما تجتث روسيا الآن النازية الجديدة من اكرانيا .