حق الرد على لبيد وقمة جدة من مواطن عربي/ فؤاد البطاينة
18 يوليو 2022، 16:25 مساءً
مع الأحداث المتسارعة في العالم والعجز عن مواجهة إيران وخطورتها، وقبيل قمة حكام أمريكا مع بايدن وجه لبيد رئيس حكومة الإحتلال نداء للعالم يناشد فيه حماية دولة اسرائيل كدولة يهودية وحيدة في العالم. وجاءت المناشدة مباشرة قبل زيارة بايدن التي ابتدأها بدولة الإحتلال حيث أفرغ ما بجعبته ولم يكن فيها أي مشروع سياسي ينقلب على صفقة القرن. وفي هذا السياق كان لفلسطين فيها ذات النصيب ولكن على شكل فيه مجاملة بتعبيره عن هم الشعب الفلسطيني المعيشي لم نجده لاحقا في مؤتمر أزلام أمريكا، ومن تل ابيب انطلق الى بيت لحم لنسمع عباس يطرح موضوعا بعيدا عن أساسيات الحديث المفترضة بلفتة للعاهل الاردني بتأييد الوصاية الهاشمية على المقدسات . وانعقد مؤتمر جدة وكان هناك ما هو أهم من فشله الشكلي بالمقاس الإسرائيلي المكشوف، وهو غياب فلسطين والقضية الفلسطينية عن كل أو معظم الحكام العرب. حيث ابتدأ ابن سلمان الكلام وتجاهل تماما ذكر كلمة فلسطين والقضية، ولعله غضبا على قول عباس وهذا هو مستوى الصبيان من حكام العرب الجدد الذين اقتدوا به. وإني إذ استثني أمير قطر على سقفه الذي لم يقترب منه أي من الحكام، وأشكر الشعب الأردني بمكونيه المرتبطين عضوياً بالقضية الفلسطينية كشعرة الضابط لخطاب الملك. لأوجه عناية المؤتمرين لردي عليهم ضمن ردي التالي على رئيس كيان الإحتلال على مناشدته المشار اليها في أعلاه.
لا أدري إن كنتَ طالبا أم مستجدياً العالم بحماية ما تسميها الدولة اليهودية الوحيدة في العالم…. وإليك أقول بادئاً بنقطة نظام قبل مناقشة المبرر الذي طرحته. وهي أن الدول لا تقام على أوطان الغير . وعليك أن تسأل نفسك أين كان ربعك وأجدادك قبل أن تدخلوا فلسطين غازين، ولماذا ساعدكم الغرب في غزوكم لفلسطين. الحقيقة لا تَخفى على هذا العالم مهما صمتَ ولأي سبب كان . أنتم من بقايا مملكة الخزر من أصول Asiatic-Mongliod المملكة كانت من ذات الإثنيات المختلفة من سلاف وقفقاس ومغول وتتار وأتراك، وليس منها من يمت بصلة للمنطقة العربية ولا للسامية ولا لليهود القدامى او بني اسرائيل. تهود أجدادكم في القرن الثامن الميلادي وتداعت مملكتكم للسقوط بعد قرنين على يد التحالف البيزنطي – الروسي، وتلاشت عن الخارطة في القرن الثالث عشر عن الخارطة الدولية بين عامي 1245 – 1247 وأصبحتم رعايا في مملكتكم التي تجزأت لدول اوروبية. ودخلتم في حرب لا أخلاقية مع اوروبا والمسيحية لقرون وفشلتم في الحصول على دولة من مملكتكم . ومن محاسن القدر أن ليس من عالِم أو مؤرخ أو باحث يهودي أو مسيحي ينفي هذه الحقائق الموثقة ولا من قال بغير خزرية يهود اليوم الذين يحتلون فلسطين.
أقول لك فيما يخص طلبك وبما أنتم فيه. أنتم لستم بقوم أو إثنية وحتى لو كنتم هكذا ففي العالم إثنيات يصعب تعدادها وليس بالضرورة أن يكون لكل منها دولة خاصة بها، ولكن بالضرورة أن لها أوطان. وأما إن كان طلبك مبنياً على ديانتك كمبرر لتأسيس دولة، فهذا يتنافى مع عرف البشرية وقانونها ماضياً وحاضراً . فالمعتقدات الدينية ليست سندا لإقامة السيادة . وإذا كنتَ لا تؤمن بهذا فلا بأس، ولكن عليك أن تعلم بأن أتباع ديانتك لا متسع لهم في قائمة أتباع الديانات الأخرى من حيث العدد، فهل نصنع لكل دين دولة بالإحتلال؟ أما إن كنتم تبغون إرث من انتسبتم اليهم زورا مكشوفاً وموثقاً وأقصد اليهود القدامى، فهؤلاء إن قرأت العهد القديم والتوراة وقرأت معها التاريخ السياسي للدول فستعرف أنهم لم يسودوا يوما وعبر التاريخ على شبر واحد من فلسطين ولا ممالك لهم وثورة الاستكشافات العلمية عرت سرديتهم وأظهرت خرافيتها.
وعلى مدى تاريخ احتلالكم لفلسطين لم تطرحوا على خونتكم من الحكام ولا على العالم أية مبادرة لتسوية سياسية ولكنكم دأبتم على وضع عشرات المبادرات في أفواه عملائكم الحكام، ودأبتم على رفضها وفي كل رفض تنتقلون لسقف جديد في مبادرة جديدة الى أن انتهت السقوف لحل الدولتين ورفضكم له رغم مساخة الدولة الفلسطينية المعروضة . شعبنا يفهم بأن أي حل يطرح يجب أن يكون منكم كمحتلين، ولكنكم لا تفعلون لأنكم تفهمون الحقيقة أن لا تسوية بقضية احتلال غير إنهائه من جذوره، والخونة من حكام العرب يفهمون ذلك ويسمعون بايدن يصرح على الهواء أن حل الدولتين بعيد المنال ويمضون .ولا يفهمون بأن أمريكا لم ولا تقف بوجه شعب يثور على نظام عميل لها بل تركب موجة الشعب. وأمريكا لم ولا تدعم عميلاً لها يقع، ولا تقدم له أي حماية أو عون، ويومكم قادم لا محالة . مؤتمركم على الهواء فاضح لطبيعة الخيانة التي تجيئون بها. وإن كنتم تتخلون عن القضية الفلسطينية فبأي حق أو منطق تساندون وتدعمون دولة الاحتلال.
ولك أعود لبيد، أنتم اليوم في فلسطين مجتمعٌ مصطنع سياسياً قام على الغزو، ودولة أعلنت وقامت ولم تقعد ولن تقعد، وعلاقتكم التاريخية والعاطفية بفلسطين معدومة. فلسطين أرض عربية تخص الشعوب العربية وفي مقدمتها شعبها الفلسطيني ولا تخص حكاما خونة وعملاء للإستعمار الغربي وليس من أدنى شرعية لهم، والمستعمرون ليسوا مصدرا للشرعية . ولقد استنفذتم ومعكم أمريكا كل الوسائل الجرمية لتنالوا من ثقافة وثوابت شعوبنا العربية والإسلامية وفشلتم، وحشدتم بمعاهدات التطبيع كل أو معظم الحكام الخونة بالتطبيع وفشلوا بدورهم في مد تطبيعهم لشعوبهم . وعليكم أن تفهموها، لن يكون لدولتكم اللقيطة أية فرصة للبقاء على وطن الشعب الفلسطيني ولن يتحقق أمنها وأمن مستوطنيها، وعليكم أن تعلموا بأنكم مستعمِرون بالأصالة والوكالة الأمريكية، وكل استعمار زائل. وبأن الحل الجذري والتاريخي والآمن لكم هو العودة من حيث جئتم بالتفاهم مع من طردوكم من أوطانكم وصدَّروكم لنا واستخدموكم، وإلّا فستنتهون حطباً لهم.