إِيقَاظُ الرُّقُود المحتمين باليهود / محمد الهادي الحسني
علال الفاسي عالِم مراكشي ، له عدة كتب ورسائل تتفاوت كِبَرًا وِصغَرًا وتتفاوت قيمةً علميةً وفقهيةً وفكريةً ، طبع منها ما طبع ،وما يزال بعضها لما يطبع بعد، وقد خلط فيها قولا صحيحا وآخر خاطئا ، شأنه شأن كل البشر الذين قال عنهم
“من علمه شديد القوى ” :” كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطائين التوَّابون “.
ومن أخطاء هذا الشخص مناداته بخرافة ” الامبراطورية المغربية ” التي تضم كل الأراضي التي وصلتها دولة مراكش عبر تاريخها، ولكنه لجُبْنِهِ استبعد من هذه
” الامبراطورية ” منطقة الأندلس والجزر الجعفرية وغيرها ، ومن تلاميذ فكره هذا المسمى “الريسوني” الذي ينتظر أمراً من ” أمير المؤمنين ” للزحف –كما قال- على تندوف لن يأتي .
من الرسائل التي تركها علال الفاسي ولمَّا تطبع بعد ، رسالة عنوانها هو : ” إيقاظ السُّكَارَى المحتمين بالنصارى “، ولاشَك أن منهم ” أشخاصا ” في عهد الحسن الثاني ، ” أمير المؤمنين” ،في عهد أمير تلميذه ” الريسوني” (….السادس ) ولن ألطخ اسم ” محمد” –عليه الصلاة والسلام- بإطلاقه على هذا الشخص.
لقد أوحى لي فكري أن أنسج على منوال علال وأكتب رسالة اخترت لها عنوانا ينطبق على ما يجري في عالمنا العربي ، و هو ” إيقاظ الرقود المحتمين باليهود” .
لو لم يكن ” أمير المؤمنين ” به ، و” شيطان العرب” ومن سمى نفسه” صاحب الجلالة المعظم ” ومساحة بلده لا تتجاوز مساحة ” أول ماي” في عاصمتنا ، حتى لا تكاد تسع جسمه الشحيم وغيرهم ممن ينوون الاحتماء بمن وصفهم الله بأنهم
” أحرص الناس على حياة “، وأنهم ” لا يقَاتلونكم إلا في قرىً مُحَصَّنة أو من وراء جُدُر”،. لو لم يكن ” أولو الأمور” هؤلاء أغبياء وتُعَساء لما هَرْوَلُوا للاحتماء بهذا الكيان الذي يؤكد أبناؤه أنه في العد التنازلي لانتهائه …وإذا كان بعض العُمي يرون ذلك ” مستحيلا ” أو بعيدا فإن أكثر من يملكون عقولا سليمة وأنظاراً بعيدة يرون ذلك ” قَاب قوسين أو أدنى “.
في القرن التاسع عشر كتب أحد علماء الجزائر ، وهو الشيخ العربي المشرفي المعسكري رسالة تحت عنوان هو : “الرسالة في أصحاب البَاسْبُورْ الحُثَالَة” ندد فيها بالمراكشيين الذين اضطرهم جَوْرُ وطغيان واستبداد ” أولياء أمورهم ” إلى الالتجاء إلى قنصليات الدول الأوروبية في مملكة مراكش ، والحصول على جوازات سفرها حتى لا يطَالهم بطش سلاطينهم وزبانيتهم.
إذا كان هؤلاء الحكام في كل العصور سَيبُوءُون بإثم ما فعلوه في هذه الشعوب حتى صيروها كالعبيد ، فإن ممن يبوء معهم بالإثم هؤلاء ” العلماء” أو ” طلاب العلم” الذين يعتقدون أن رزقهم ليس من ” الرزاق ” –سبحانه وتعالى- وإنما هو كما يقولون” من سيدي، وولي نعمتي-، ” فمتى تكونون رجالاً ؟” كما يقول الشاب الجزائري رمضان حمود ( 1906-1929) ، وتَخرجون من هذا الفقه الذي أسميه
” فقه العبيد”. ووالله لَلشَّاعِرُ النصراني اللبناني ” أفقه” منكم ، لأنه يقول :
إذا شئتَ دَفْعَ الظلم فَاضْرِبْ بسيف محمد واهجر يسوعا