“مجدل شمس…الصهاينة يريدون استحمار عقول العالم!؟/ د.عادل رضا
في ظل استمرار تداعيات ما بعد السابع من أكتوبر والانتصار العسكري العربي ضد الصهاينة جاء حادث مجدل شمس المدينة السورية العربية المحتلة ضمن هذه التداعيات ومعها تم استغلال الحادث دعائيا من الكيان الصهيوني والحلف الطاغوتي الربوي المالي العالمي لصناعة حالة من الدعاية ضد المقاومة الاسلامية رغم ان الاخيرة في طبيعة الحال من المستحيل ان تستهدف نفسها وتهاجم شعبها العربي في الجولان السوري المحتل وهذا الاتهام “لا” يمثل حالة من المنطق وخاصة أن المقاومة الاسلامية دائما تعلن عن عملياتها في الصورة والفيديو والتاريخ وسط تواجد اكثر من 420 وسيلة اعلامية محلية وعربية وعالمية على كامل الجغرافيا اللبنانية على العكس تماما في داخل الكيان الصهيوني حيث الرقابة العسكرية والامنية على كل ما هو صحافة واعلام وعلى اي امر او خبر او مراسل صحفي يتحرك.
اذن ديكتاتورية صحافية داخل الكيان الصهيوني و شفافية كاملة وانكشاف بدون اي رقابة على الجانب اللبناني.
ناهيك على ان الجولان السوري المحتل هو ارض عربية محتلة حسب القانون الدولي والمواطنين هناك تحت الاحتلال وهم عرب سوريين مقاوميين للغزاة ونحن هنا نكرر السؤال لماذا تقصف المقاومة الاسلامية شعبها؟ ومن هم معها قلبا وقالبا وخاصة انها تمطر المواقع العسكرية والامنية الصهيونية في الجولان السوري المحتل في نجاح واستمرارية متواصلة توثيقية على مدى عشرة شهور.
و واضح ان فرضية سقوط احد صواريخ القبة الحديدية هي الفرضية المنطقية الأقرب للحقيقة وايضا بكل تأكيد قد يقوم الصهاينة العنصريين في تعمد قصف العرب السوريين في مجدل شمس انتقاما منهم ومن مواقفهم الوطنية العروبية وايضا لأن الصهاينة يعتبرون كل من هو غير يهودي خادم لهم ومخلوق لخدمتهم لأنهم شعب الله المختار حسب قناعتهم الدينية فأن قتل هؤلاء العرب السوريين ممكن بدون خجل او تأنيب ضمير لصناعة فيلم دعائي ضد المقاومة الاسلامية والصهاينة معروفين انهم يكذبون بلا حدود.
اما من يقول: ان الصهاينة قاموا في قصف مجدل شمس لصناعة عذر للحرب الشاملة ضد لبنان العزيز ومقاومته الاسلامية فلا اتصور ان ذلك صحيح!؟ لأن الصهاينة “لا” يحتاجون الأعذار لكي يقوموا في اجرامهم وعدوانهم العسكري وخاصة انهم يتحكمون في مواقع صناعة الاعلام والصورة والدعاية على مستوى كل العالم وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث هم الحكام الحقيقين فيها وقرار واشنطن يتم اتخاذه في مدينة تل الربيع الفلسطينية المحتلة والتي يسميها الصهاينة ب “تل أبيب” !؟ وهذه السيطرة والتحكم في مواقع صناعة القرار السياسي الأمريكي شاهده العالم كله عند زيارة مجرم الحرب نتنياهو للولايات المتحدة الأمريكية وتصفيق اعضاء الكونغرس الأمريكي له وقوفا و جلوسا لأكثر من اثنان وخمسين مرة في مشهدية مقرفة مقززة شديدة العفونة حيث شاهد العالم كل العالم هؤلاء الدمى والاوباش البشرية يؤيدون قتل الأطفال والمدنيين وامحاء وتصفية عائلات كاملة من خريطة الحياة في القصف المتواصل وتدمير المستشفيات والكنائس والمساجد وكامل البنى التحتية وممارسة التجويع الشامل وطرد مؤسسات الامم المتحدة وقتل موظفيها هذا كله واكثر ايده وصفق له الكونغرس الأمريكي في مشهدية اسوأ من مشهديات برلمانات جمهوريات الموز العربية والاسلامية عندما تصفق ديكتاتورياتها!؟.
ناهيك عن مزايدة الرئيس الامريكي السابق ترامب والذي يطالب الصهاينة بان ينهوا المهمة!؟ they finish the job.
في مزايدة اكثر تقززا على الاجرام اكثر مما هو موجود اساسا و واضح ان ترامب “لا” زال يعيش دور بطل الفيلم الامريكي القوي “رامبو” ضمن سينمائية استعراضية مهووسة في صناعة مشاهد سينمائية في الواقع وهذا تهريج سمج يفرغ فيه ترامب عقده الشخصية ويعكس تفاهة خطابه.
ان عقلية تقول : ان الولايات المتحدة الأمريكية هي من تتحكم في الكيان الصهيوني هي عقلية غير صحيحة و خاطئة وكل ما حدث بعد السابع من أكتوبر قد كشف وثبت تلك المسألة وعلى المقاومات العربية ان تفهم تلك المسألة وتفهمها وتتوقف عن خطئها السابق او عدم فهمها القديم.
في ظل كل هذه التداعيات “لا” زالت المقاومة العربية في داخل الجغرافيا الفلسطينية الغزاوية ثابتة عسكريا في مواقعها وتطالب في وقف “حقيقي” لأطلاق النار.
وسط همس عن مسالة الاعمار؟ لما بعد الحرب ومن سيدفع الفاتورة؟ وايضا تسريبات عن كلام استخباراتي عن ربط اعادة الاعمار في برمجة هندسة اجتماعية جديدة للواقع الفلسطيني الغزاوي اذا صح التعبير واعادة ترتيب العلاقات الاقتصادية داخل القطاع ضمن ما يفيد الصهاينة ويضر المقاومة.
وهناك كلام اخر عن اعادة صناعة كانتون فلسطيني متصهين وخائن.
النقطة الاهم منذ السابع من أكتوبر ان المقاومة الفلسطينية قد صنعت حالة انقلابية في الواقع الفلسطيني والعربي وفي العلاقات الدولية وفي الجغرافيا السياسية والجيوبولوتيك وسط مرحلة انتقالية حساسة لأبعد حدود الحساسية لعالم متعدد الاقطاب فيه تراجع أميركي متوقع ومعه سيضعف الكيان الصهيوني.
اذن ك “قاعدة فكرية بنائية” على المقاومة الفلسطينية عدم التنازل عن هذه الحالة الانقلابية اطلاقا لأن هذا يعنى سقوطها ك “حركة” وانهيار انقلابها الثوري على كل هذه الاصعدة التي ذكرناها.
اما بعض العرب الاخرين فهم عرب ضد العروبة وهم طرف مساند للصهاينة ويعيشون ضمن منطق الخيانة وهؤلاء لمزبلة التاريخ.
ان الانقلاب السياسي الداخلي المحلي والجيوبولوتيكي الدولي مرتبط في العنف والدم وخسارة الأرواح وهذا ثابت متكرر في علم الاجتماع.
لذلك لا داعي لصناعة بكائيات توقف الحركة وتقتل الانقلاب بل المطلوب في هذه المرحلة هو الاستمرار لصناعة الانتصار.
د.عادل رضا طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئؤون العربية والاسلامية