لكنه منصور ولا احد غيره !/ عزة محي الدين
لكنه منصور ولا احد غيره ! تعجبت كثيرا عندما نشرت إحدى الصحف صورة جثمانه وتحتها لقب إرهابى .. لم يكن منصور إرهابيا ولكنه كان اشهر واغنى منادى فى القاهره .. ما الذى ذكرنى بمنصور بعد كل هذه السنوات .. كنا نتحدث وصديقتى عن مافيا المنادين فى بعض احياء القاهره فتذكرت منصور منادى شارع الشيخ ريحان ..
كانت به البوابه الرئيسيه للجامعه الأميريكيه .. شارع مختنق ككل شوارع وسط المدينه لكن منصور بذكاء فطرى إستطاع ان يسيطر تماما على الشارع ويتوج نفسه ملكا عليه .. كان الطلبه يتركون سياراتهم الفاخره فى اى مكان فى الشارع فيقفز منصور بمهارة لاعب سيرك ويلتقط مفاتيح السياره ويتحرك لركنها بينما يفيذ الواقع بعدم وجود مكان .. إستعان منصور بعدد من اقاربه ليسيطر سيطرة تامه فى ظل سخاء كبير من الطلبه القادرين الذين وجدوا فيه المنقذ من جحيم عملية الركن فى وسط المدينه .
لكن ذلك اليوم لم يكن يوما سعيدا كالمعتاد بل كان اخر ايامه ! إذ ان الموقع الرائع الذى إختاره كان ينتهى بمبنى وزارة الداخليه ويبدو ان من ارادوا إستهداف موكب الوزير قد تعجلوا فانفجرت عبوه ناسفه فجأه فى شارع الشيخ ريحان وحيث يقفز منصور من رصيف إلى رصيف اخر مقابل .. بعض الصحفيين غير المدققين وجدوا فى جثة منصور فرصه لتصوير احد الإرهابيين القتلى على حد قولهم ! ثم عادوا وقالوا الحقيقه واضافوا ان اسرته سوف تحضر من الإسكندريه حيث كان قد ارسلهم إلى المصيف .. مات منصور وفى جيبه اموال كثيره وسلاسل مفاتيح لسيارات متنوعه .. فين ايام منصور ! هكذا قالت إحدى الطالبات وهى تعانى .. وقلت لنفسى .. لقد صنع لنفسه شهرة ما .. لمهارات خاصه به إعتلى عرشا غريبا نوعا ما .. ومات وهو يحافظ عليه !
17 تعليقات