ثم يطل القمر ويعيدني لتصور مبسمك وأنت تغازلني/ العالية إبراهيم أبتي
من مفارقات الحياة أن أجتمع بك هنا لأول مرة في ذكري لقائنا.
كيف مرت السنين، لا أعرف كيف…كيف مرت بضحكها ودموعها، بسفرها، بتعبها، لتشكل كل تلك المحطات سعادة الرضا بها.
عمر طويل…كلما اشتقت وضجرت، أُسكت هوي نفسي معاتبة، أنتِ التي اخترتِ بعقلك قبل قلبك.
تمر السنين وتتشكل الألفة، وهل الحب إلا أن أذكرك؟ …هل علي أن أضع نفسي في قالب نمطي كي أصنف أن السعادة بوَصلك.
تمر السنين ولم أجد في نفسي حاجة لمحوك مكان ظل نابضا بك، لم أنتظر مفاجأة منك…هل علي أن أنتظر وردة أو عطرا أو حتي ورقة كنت تكتب فيها حين تعجز عن مواجهتي، أم أوقد الشموع التي لا أحب رائحتها.
ولكن فى المقابل، هي لحظات تأمل لا يقاس بالضرورة بواجب الحب ويحمل معه الاستثناء دائما.
أتامل كيف تأخرت، ولكنه قدر أن يكرمني الله بك بعد انتظار…سيكون لقدومك وقع خاص ولن تكون الذكري لي فقط، تكفي فوضي تحدثها بداخلي كي أشعر بنبضي رغم البعد.
كل تلك السنين انتقلت فيها بحقيبتي وفي كل مرة أغادر المكان…أحاول أن أبعد وقع نفسي، وأشعر بالفخر لأنني “حبيبتك”…
ساعات انتظار وتفاصيل صغيرة نتذكرها بالنكات…نتذكرها في جلسة سمر وفي شاي معد علي عجل.
يكفيني فيها أن لا أجد حاجة للسؤال لأني أعرف ماذا علي وماذا تريد…هي ابتسامة فقط من بعيد حين يحضر التردد، ووجه صامت حين أحتاج أن أختبر الرفض، والأهم أن أستدعي كل إحساسي حينها حين أسأل….
كل ذكري ونحن مجنونين، كل موعد ونحن نرقص ونعيش عالما من التناقض الذي يوصلنا حيث نستمتع بكل شيء إلا الأحاديث الرتيبة بين العشاق.
ثم بعد كل هذا يأتيني صوتك مغلفا حاملا تفاصيل أيام مكتظة بي…مليئة بشوق يوصل كل المسافات، فذاك يعني أن تفاصيلي لا تزال ناضجة بداخلك وأن البعد زاد رعشاتي بين ضلوعك.
ثم يطل القمر ويعيدني لتصور مبسمك وأنت تخاطبني، تغازلني….
تتشكل لوحة ملامحك بتفاصيلها أمامي، وماألبث أن أتفحصها وأغازل عيونك المفتوحة كتابا أمامي، هل أقرأه أم أكتفي بالنظر علني أستطيع العودة لعالمي المحسوس حيث الهدوء وصوت دقات قلبي تنطق شوقا إلي تلك الكلمات التي أعيشها بأحاسيس عميقة مؤلوفة لحبيب خلتني لن ألتقيه إلا فى عالمي الخيالي.
من أين جئت ولماذا أدخلتني فى هذا العالم الذي أشتهيه، لماذا تقودني فى كل مرة للعيش تلك اللحظات التي تفضحني كلما لمعت عيوني وتكرر حديثا وحديثا لاينقطع معك، أعدت التفكير والتأمل فى زوايا روحك المنعكسة على وجهك الممتع…ثم أسألك:
أتعرف ماذا أنتظر؟..لقاءك
أتعرف ماذا أرجو؟…حديثك
أتعرف ماذا أستدعي؟…حضورك
أتعرف ماذا أشتهي؟… ضحكتك
أتعرف ماذا أحب؟… رائحتك