مسموح لك بكل شيء إلا الغياب/العالية ابراهيم ابتي
مسموح لك بكل شيء إلا الغياب…لا أعرف حقا كيف تركتك تذهب وتترك الأماكن وذكراك مشتعلة.
وإن سألتني عن الشوق، قل نار تلسعك، قل أنة تطرق مدمعي، قل دمعة تخرج لهيب صدري.
أعرف أنه يمكنني أن أغلب العمر، وأسرق منك وجودك بل حتي أن أمتزج ببقايا عطرك وأستحيل لحنا تسمعه، وتتمايل معه كل حين.
لكنني لا أقوي علي النظر إليك حين وداع، لا أقوي علي سفر يجعلني أوقف الزمن حتي تعود.
هل أقول لك رفقا، أم أكتفي بسعادة تركتها في كل زاوية…
كل شيء هنا يشبهك وكل جميل معك يكبر ويزداد بريقا، حتي أحببت نفسي معك.
أحببت أن أكون تلك المرأة التي لا تتقن إلا عشقك والارتماء في عينيك، تلك التي تشتهي قراءة أفكارك والغوص في منطقة لا يعرف الوصول إليها غيري.
أحب غروري حين تصف تلك الصدفة التي ساقتني إليك، وكل الأمل في يوم تسرقني فيه ولا أعود، وأصبح عاجزة حتي عن وصفك بداخلي.
مازال الحنين يسألني بشغف عنك، ومازلت هنا أقلّب كلماتك وأحدثك في خيالي وأرسم نجوما كنت تشبهني بها.
تأسرني ببساطتك وحلو سمرك، تطيل الحديث حتي نتأخر، وأطيل معه متعة الإحساس بنبضي داخلك.
ثم أودعك بعتب خفي يغرقني في بحر انتظار وعدك المجهول، وأكتم غيظي من عدم الوفاء بوعدك، تنازعني فيك نفسي التي تحبك وعقلي الذي يحاول التغلب عليك وأنت غالبُه.