لا أعلم إلى أي مدى سوف ندرك إننا واقعين في منتصف طريق بين جبهتين….
ولا أعلم مقاس البدايات الجميلة ومتى ستنتهي؟ لنرتشف معا” حديث رسائلنا المتبقية…
عندما نجتمع في مقهى الورق نحاول أن نسكب في فناجين قهوتنا كل تفاصيلنا وكأننا نستبدل البن بمحبرة أقلامنا…
إلتقيتك بالأمس مصادفة في شوارع الحلم كانت تفصلك خطوتين من صوتي عندما كنت تشق طريقك على ذاك الرصيف المعاكس…
قلت لي يوماً إن السماء تشبهني عندما تحبس الدمع وتوحي لك برمادية يومك.. وكأنها تخبرك بإزدواجية ملامح أنثى تقف بين فصلين وكلمتين ودمع…
يا لتلك الأيام التي كانت على مقاس مباهجنا عندنا كنت تحاول عبثا أن تدخل عبر مسام الورق كأنك تهرب من خربشات واقعك… وكنت أنا أفتش في رفوف كتبك أحاول أن أنتزعك من هشاشة الحلم….
لا تعلم كيف كنت أتصلب عندما تحشو حديثك بتلك الحمم البركانية من الكلمات حين تنصهر على تخوم الذاكرة وتجرفنا بتلك القوة المدوية تعادل إنفجار نيزك…
عندما أصبحنا نعيد ترتيب أحاديثنا على أطباق مزخرفة ونغلق أفواة أقلامنا ونغرسها في جيوبنا لنظهر بأناقة صمتنا أدركت عندها إننا غرباء وإن المسافات أصبحت تتمدد بيننا…