canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

عبد القادر نطور في رواية “العارم”: سرديات الذاكرة الثورية الجزائرية/ د.وليد بوعديلة

صدرت للدكتور والكاتب عبد القادر نطور رواية “العارم” عن مؤسسة حسين راس الجبل للنشر والتوزيع،قسنطينة،2021، وهي سفر في التاريخ الثوري بمنطقة القل وقراها ومداشرها،بالشرق الجزائري،وهي رحلة في كثير من معالم وملامح الذاكرة الشعبية المادية واللامادية.

كتبت بأداء فني واقعي قريب من الكتابات السردية الكلاسيكية،حيث تحكي الأم(اسمها العارم) للطفل الصغير الأحداث والوقائع و قصص الصمود والمقاومة،كما تكشف له ممارسات الخونة الذين باعوا الوطن… و العنوان “العارم” فهو يحتاج لوقفات لغوية ودلالية وتداولية،فالعارم مفرد وجمعها عرمة،والحب العارم هو الحب الجارف،واليوم العارم هو الشديد البرودة،وعرام يعني شراسة وأذى،و العرم هي السيل الشديد الجارف الذي لا يحمل، و عرمة جمعها عرمات و عرم،أي كومة من القمح  المدروس،حزمة…وإذا تأملنا شخصية العارم في الرواية فهي الأم صاحبة القلب الكبير و الحرص الجارف على ابنها،وصاحبة الحنين الجارف للماضي والحب الشديد للمكان،أرض الأجداد،الوطن،الذاكرة،…وكل ما يربط الإنسان بهويته وأرضه،في ظل احتلال همجي ظالم،أحرق الأرض واغتصب الخيرات و نشر الجهل والفقر والظلم في وسط  الجزائريين لسنوات عديدة، وحاول أن يبعدالجزائريين عن لغتهم ودينهم،فكان استدمارا وليس استعمارا .

وتكشف الرواية الكثير من مشاهد أعمال الخونة(الحركى )الذين خانوا أهلهم و ساندوا المستعمِر،لدرجة قتل الأطفال الذين يقفون لجانب المجاهدين،ويعتبر سي مرزوق النموذج للشخصية الخائنة،واستمرت أفعاله الدائرة بعد الاستقلال،حيث زور الأوراق  ووثائق الانتماء لصفوف المجاهدين الشرفاء ،وصار من كبار المجاهدين بل المسؤولين في الدولة؟؟؟،وهنا يحيل الروائي لمسألة المجاهدين المزيفين الذين ظهروا بعد الاستقلال،وتناولت ملفانهم وسائل الإعلام الجزائرية كثيرا.

وقد عاشت “العارم” زمن استقلال الوطن،فقيرة مكسورة الجناح في كوخها،بل سيطر سي مرزوق على الشأن العام في قريتها الزيتونة ،وشوه صورتها وتاريخ أسرتها…

ويتابع الروائي مسار الفتاة “يمينة” ابنة العارم، وقد أنجزت أعمالا فدائية وهربت لتونس،وعادت بعد الاستقلال،لتشتغل في الصحافة وتفتح التحقيقات عن الثورة والمجاهدين،وعن الخونة كذلك،لكن الفاسدين في أجهزة الدولة يحاصرونها،و يلفّقون لها التهم،ثم يغتالونها…

 و تأتي بنية ختام الرواية بمشهد مسيرة شعبية ضخمة تطالب بمحاربة الفساد ومحاكمة المفسدين..فعل هو الحراك الشعبي السلمي الذي شهدته الجزائر بداية من سنة2019؟!وكأني بالرواية( وصاحبها) تسعى للجمع بين جيل نوفمبر الثورة التحريرية وأبناء الاستقلال من الشباب المتمسك يقيم الشهداء وبروح الوطن وبدم الأرض الطاهرة.

أخيرا…هي رواية تستحق القراءة وندعو القارئ للإطلاع عليها، وللتذكير فالدكتور عبد القادر نطور أستاذ بكلية الآداب واللغات،جامعة سكيكدة، وهو عضو المجلس العلمي للجامعة ومدير مخبر التراث الجزائري، وهو كاتب صحفي،سبق أن نشر رواية الخيانة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى