ثقافة وفنموضوعات رئيسية
رواية “ميرا” خبث ام تقصير ام ماذا؟/ دكتور عبدالمهدي القطامين
في عام 1989 كنت اعمل في كلية الطفيلة للمهن الهندسية وقد كانت كلية جامعية تتبع لوزارة التعليم العالي وفي احد الايام وقع بين يدي كتاب يدرس في منهاج الكلية باعتماد من وزارة التعليم العالي وهومجموعة قصصية للكاتب والروائي “جبرا ابراهيم جبرا ” بعنوان عرق واشياء اخرى ” لفت انتباهي عدم مناسبة العمل الادبي لطلبة الكلية فقد حفلت المجموعة بالعديد من مشاهد الجنس المكتوبة وعلى الفور كتبت مقالة عن الموضوع واستنجدت بالصحفي محمد الداودية وقد كان كاتبا في صحيفة الدستور الاردنية في عمود يسمى “عرض حال ” ونشر مقالتي في زاويته تلك في اليوم الثاني معلقا عليها فقامت قيامة الناس يومها ولم تقعد حتى رضخت وزارة التعليم العالي للامر وحذفت المجموعة من المنهاج مع تقديم اعتذار على ذلك .
رواية “ميرا ” للكاتب والروائي قاسم توفيق دعتني استذكر رواية جبرا عرق وقصص اخرى وان كانت “عرق ” درست في المناهج فان وجود ميرا في مكتبة الاسرة امر اشد فضاعة على اعتبار ان مكتبة الاسرة مشروع وطني شامل يطال كل اسرة اردنية الامر الذي يشكل ادخال ميرا وصويحباتها الى بيوت الاسر يشكل خروجا عن كل قيمنا واخلاقنا وثقافتنا وتربيتنا التي نعتز بها ونفخر .
المسألة اكبر من تقديم اعتذار من قبل وزارة الثقافة لكنها تعيدنا الى اليات العمل في هذه الوزارة والاشراف على ما تنشره والسؤال اليس في الوزارة لجنة تقوم بقراءة الاعمال التي تتولى الوزارة اعادة طباعتها وادراجها ضمن مشروع مكتبة الاسرة وهل قامت اللجنة الموقرة بقراءة رواية “ميرا ” قبل اعادة طباعتها ام انها اكتفت باسم الكاتب الذي عرف بالالتزام في كتاباته السابقة وهل توقف احد من اعضاء اللجنة ان قرأ الروية عند ما ورد فيها من نصوص اباحية اقل وصف يمكن ان نوصفها بها انها خارجة عن مالوف المجتمع وعاداته وثقافته وتقديم الحجج على انها عمل ادبي يناقش المظاهر السلبية داخل المجتمع هو قول مردود فقد تعدى ذلك الى زرع الشبق ومفاهيمه في عقل الاجيال الناشئة سيما وان بطل الرواية الذي يروي صبي صغير لم يبلغ الحلم ربما لكن الكاتب جعله يخرج في سيناريو يشع منه الجنس وتلميحاته وتصريحاته في ثنايا النص .
ad