canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

تفكيك الآخر في رواية “صديقتي اليهودية” لصبحي فحماوي/ هجيرة بن صميدة

تبدأ أحداث رّوایة “صديقتي اليهودية” لصبحي فحماوي بالتّحدید في الواحد من جوان عام ألف وتسعمائة وثلاثة وتسعون أي بعد الاحتلال الأمریكي للعراق، وبعد أن تمّ إلصاق تهمة الإرهاب بالعربي والمسلم ومن هنا یتعرض “جمال” لتهمة الإرهاب، لكنه شخصیّة واعیة تعرف كیف تردّ التّهم التي تنسب للعرب فیرد قائلا بعد أن صاحت امرأة في وجهه قائلا: «صدام حسین …» لكونه العربي الوحید في الرحلة فهو یعتبر ممثّل “صدام حسین”: «… هل سمعت مرشدة الرّحلة وهي تقول أنّ على نهر التایمز ثلاثة وثلاثین جسرا؟ فقالت مفاجئة بسؤاله لها: “نعم سمعت”: فقال لها: سؤالي هنا هو:  هل جاءكم أي عربي، فحطّم جسرا واحدا من هذه الجسور الإنجليزية العتیدة؟ “…”لا، لم یأت …» “فجمال” هنا طرح سؤالا للمرأة التي كانت قد صاحت علیه سألها بطریقة حضاریة معبّرا عن موقفه تجاه تصرّفها واتّهامه بالإرهاب مواصلا كلامه: «… كلّ ما كان عندنا في بغداد هي خمسة جسور، لا نملك غیرها… أتیتم بعدیدكم و عتادكم، مدجّجین بثلاثین دولة غربیّة معتدیة، فحطمتم الجسور العراقیّة الخمسة الیتیمة لدینا دون أيّ مبرر، بینما لم تخجلوا بوصم العرب بالإرهاب .. ترى من هو الإرهابي؟ المعتدي الغربيّ، أم العربي المعتدى علیه؟  فهو انتظر اللّحظة حتى وجد ردّا مقنعا وحاورها حوارا عقلانیا راقیا غیر متسرع معتمدا أدلة واقعیة بفضل ثقافته الغزیرة، ردّا أبهر وأسكت المرأة الغربیّة التي صاحت علیه في بدایة الرّحلة.

المرويّات الكبرى:  وتعبر عنها تلك السّرديات التي تروّج لفكرة أحقيّة المستعمِر في التّسلط والتعسّف وبالتّالي يمارس جيشه وشعبه ذلك بيقين كبير في صحة أفعالهم. وأبرز الرّوايات صورة العربي أو المسلم بأنّه إرهابي فالغرب یؤمنون بفكرة أنّ كلّ عربي یرادف اسمه لفظتي الإرهاب والاستبداد وذلك من خلال الموقف الذي تعرّض له “جمال قاسم” من طرف امرأة غربیّة في الحافلة فحین عرفت أنّه عربي صهلت قائلة: «… صدام حسین ! صدام حسین !… » ، فالمرأة عدّته واعتبرته ممثّلا شرعيا لـ “صدام حسین”، و ألصقت به تهمة الإرهاب فقط لأنّ هذا ما يروى على العربيّ المسلم.

وتتجلّى المرويّات الكبرى، ضد الیهود كدیانة فنجد “ریمون” وهو شخصیّة ثانویّة في الرّوایة، علّق على تصرّف المرأة الیهودیّة التي لا تحترم ترتیب الصّفوف بالقول: «…أنّهما یهودیتان … »  ویقصدها هي وصدیقتها، فتعلیقه هذا یشیر إلى أنّ الیهود ظنّا منهم أنّهم شعب اﷲ المختار فلهم الأحقیّة والأفضلیّة على الجمیع وأنّ دیانتهم هي الدّیانة المختارة وهذا ما قاله أحد الركّاب بصوت منخفض : «… إنّها تقفز إلى مقدّمة الصّف، دون انتظار الدّور، بصفتها من شعب اﷲ المختار… »

وخلال الرّحلة أراد “جمال” الذّهاب إلى البار رفقة “یائیل” فنصحته الدّلیلة السیاحیّة قائلة «… ذكرت الصّحف الیوم أنّ شبابا عنصریّین من حزب یمیني متطرف، لا یحب السّامیّین أحرقوا أمس مسجدا لجماعة المسلمین یقع في حي بعید، فخذوا حذركم.» وهذا ما یؤكّد وجود تعصّب دینيّ ضدّ المسلمین و الیهود، فیعلق “جمال” لـ “یائیل” قائلا :« ألا تلاحظین أنّنا نحن العرب و أنتم الیهود، كلّنا مستهدفون في بلاد الغرب، الذي لا یفرّق متطرفوه الیمنیّون بیننا في الكراهیّة… »، وهذا تعبیر صریح ومباشر من “جمال” أنّ هناك ضد العرب و الیهود نزاعات و صراعات من طرف الغرب، فالمجتمع الغربي یكره ماهیّة العرب والیهود.

د-          الغيرية (الهوية):

وتعرض الآخر على أنّه مناقض للذّات وأنّه سلبي ورمز للشرّ والوحشيّة لكن وحتى وإن كان مهمّشا ًفهو أساسي بالنّسبة للجهة المسؤولة عن إقصائه وفي هذا يتمّ تناول الأصول وموقف الأنا من الآخر. وتجلى هذا في الرّوایة بین الشخصیتین “جمال قاسم” و”یائیل آدم” و ذلك حول القضیّة الفلسطینیّة، في البدایة كان الصراع حول أصول “یائیل آدم” التي أقنعها الإعلام المضلل أنّها یهودیّة من أصول فلسطینیّة، لكنّ “جمال قاسم” انتبه إلى شكل أنفها: «… المستقیم والمشرئب الطّرف، ففكّر قلیلا في حال هذه المرأة التي لا تعرف أنّ أصلها من الیهود الخزر الأوروبیّین، إذ أفهموها زورا و بهتانا أنّ أصلها من فلسطین..  »

وكلام “جمال” هذا أربك “یائیل” وجعلها تغیّر حدیثها، ذلك أنّها عرفت أنّه كشف أصولها الأوروبیّة، وهنا بدأ یتجلّى الاختلاف الفكري بین “جمال قاسم” و”یائیل آدم” وهي القضیة  الفلسطينيّة التي یتناولها كل واحد منهما من وجهته فـ “جمال قاسم” مؤمن بأنّ فلسطین عربیّة و”یائیل” قد ضلّلها الإعلام الغربي بأنّ فلسطین موطن الیهود التي وعدوا بها ،و كانت النّقاشات بینهما كثیرا ما تنتهي بتغییر “یائیل” لموضوع الحدیث  فهي كما قال الرّاوي  تملك حقّ طرح الأسئلة وتغییر المواضیع وهو كان متحفّظا في الإجابة، ولم یكن الصراع بین “جمال” و”یائیل”  فقط بل في هاته الرحلة كان له صراعات مع شخصیّات عدیدة فهو راح یسرد لـ”یائیل” عن طریق المعاملة التي تلاقّاها في مطار لندن من طرف رجال الأمن عندما أوقفوه هو وصدیقه العربي أیضا، فقد أوضح جمال أنّ العرب مشتبه بهم في كل مكان في أوروبا، وقاموا بتفتیشهم والتّحقق من جواز السّفر خاصّتهم ، هذا السّلوك آثار استیاء “جمال” كثيرا لأنه يجسد العنصريّة التي تقوم على التّمييز من خلال الجنس والعرق والهويّة.

وتجلى صراع الهويّة بین “جمال قاسم” وموظّفة الطیران التي رفضت أن تقوم بتعدیل تذكرة سفره، وبعد أن تصرّف “جمال” قام وعدّل تذكرته وعندما حان وقت ركوبه الطائرة تفاجأ بالموظّفة في باب الطائرة وهي تنظر له نظرة عدوانیّة قائلة «… قلت لك یاسید كاسم ان سفرك الیوم ممنوع… »، و صرّح الكاتب في هذا الموقف بإشكاليّة الهويّة قائلا : « … في صراع إرادات، ولیس صراع حضارات… » و بعد الكثیر من الانتظار و الصراع انتصر “جمال” على الموظّفة الغربیّة واستطاع السّفر وهو فخور بتحقیق مراده.

كما تجسدت الهوية في الرّوایة من خلال طريقة تفكير “یائیل آدم” التي كانت تنتظر بفارغ الصّبر أن یكبر ولداها وترسلهما إلى إسرائیل ظنّا منها أنّها تحافظ على عادات  قومها الیهود منذ ثلاثة آلاف عام فهي ترید أن تضحّي بولديها من أجل الحصول على وطن ینعمون فیه بالسلام، و یستقرون فیه وتنتهي هجراتهم المتكررة  فيشعرون بحق بهويّتهم فتقول: « … أتمنى أن یكبرا ، ویتخرّجا من المدرسة فأرسلهما إلى إسرائیل… » یستغرب “جمال” تفكیرها ،كما وصفه بالهدّام ویوضّح لها أنّها تدفع بهما للهلاك لممارسة العنف والقتل وسفك الدّماء فتردّ متعصّبة من كلامه  «… لا تقل تدمیرا… نحن الیهود نرید أن نجد مكانا لنا تحت الشمس …» فهي تحافظ على أفكار الیهود المضلّلة ومستعدة للتّضحیة من أجل الوصول إلى أهدافهم مواصلة كلامها: «… نرید أن تكون لبني إسرائیل دولة نسمیها إسرائیل… » فـ” یائیل” مشبّعة بالأفكار الغربیّة المضللة وتؤمن بفكرة أنّ لبني إسرائیل حق في دولة تجمعهم فیعارضها “جمال” : « لا تقولي إسرائیل. قولي فلسطین    لا تقل فلسطین .. قل إسرائیل” ، هنا یبدو أن توافق “جمال” و “یائیل” على فكرة واحدة مستحیل،فكلّ منهما يدافع على هويّته وانتماءه.

الهيمنة:

إضافة إلى السّيطرة المطلقة التي تعبّر عنها هذه اللفظة من خلال تعمير الأراضي الفلسطينيّة باليهود، فإنّ قضيّة أخرى تطرحها “يائيل” لبيان السّيطرة اليهوديّة على العالم لكن جمال كعادته كان لها بالمرصاد وهي النّظام الرّأسمالي فـ”یائیل” كمسلّمة عندها قالت بأنّ الیهود یمتلكون رأس المال المسیطر لهذا لا توجد قوّة تردعه فردّ علیها “جمال” مستشهدا بمقولة “روجیه جارودي” : «… ولكن روجیه جارودي قال: لا یمكن لنظام رأس المال أن یستمر، ذلك لأنّه فردي أناني متوحّش شرس، ولا یحقق الرّوح الإنسانیّة للذّات البشریّة، ویسعى باستمرار لتفتیت المجتمع، فمن غیر المعقول أن یكون ملیاردیر واحد ثري في مجتمع معظمه ناس بلا وظائف، و بلا عمل یقتاتون منه…» هنا یعبّر “جمال” عن موقفه الرّافض لنظام رأس المال الذي وصفه في بدایة الرّوایة بـ : «… عصر رأس المال المتوحّش…»

وضّح”جمال” منذ بدایة الرّوایة رفضه للنّظام الرّأس المالي خاصّة وأنّه بدأ في التّدهور والسّقوط ولكن یظهر أنّ “یائیل” متمسّكة برأیها تجاه النّظام الرأس مالي فتردّ على “جمال” قائلة: «أنت مخطئ یاجمال… فرأس المال لغز یستحیل التّحایل علیه وحلّه …لاحظ أنّ الاتحّاد السوفیاتي  تذكر انهیاره، عاد لیكون بلدا رأسمالیّا حرّا، وهاجر منه الیهود لیعمروا إسرائیل، و یجعلوا منه دولة عظمى… » و لكنّ “جمال” بفضل ثقافته الغزیرة یردّ علیها بالحال وحجّته بریطانیا التي بعد أن كانت الإمبراطوریّة التي لا تغیب عنها الشّمس، صارت ضبابیة ،و یعبّر عن موقفه هنا بأنّه لیس ضدّ الیهود بل هو یرحب بكلّ یهوديّ لیعود إلى وطنه العربي معزّزا مكرما بعيدا عن الأفكار الغربيّة المضلّلة .شعرت “یائیل” بقوة حجته وضعف مسلماتها أمامه من خلال نجاحه في تصغیره للمبادئ التي نشأت علیها فقامت في الحال بتغییر حدیثها متحجّجة بأنّ هذا النّقاش سیفسد رحلتهما و أن یستمتعا بوقتهما.

ولكنّه یفتح الموضوع من جدید على ظهر الباخرة، عندما یخبر “جمال” أنّه یكره البواخر لأنّها نقلت الیهود إلى فلسطین، «… جاء الیهود المطرودین بالبواخر، حاقدین على من شتّتهم…جاءوا كاللّعنة، مثل شهاب النّار المقذوف من بعید، لیحرقوا من یصلّون إلیهم، ولیشتّتوا من لم یقتل من الفلسطیّنیین، ویقعدون على جثث المقتولین منهم! …» وطبعا “یائیل” لم تسكت بل ردّت علیه فهي تدافع على مبادئها : «المسألة لیست مسألة حقد الیهود على الفلسطیّنیین والعرب، ولكنّه حقد الیهوديّ على التّاریخ الذي أمعن في تشتیته، ففي أوّل فرصة له یمسك السّلاح، لم یكن أمامه سوى الفلسطیني، فبدأ یطلق النّار على كل من واجهه» “یائیل” تدافع عن تصرّف الیهود ضدّ فلسطین على أنّه بسبب التّاریخ ولیس حقدا على العرب… وتواصل حدیثها بتقدیم حجج تاریخیّة تبیّن حقد الیهود على الجمیع قائلة: «… لاحظ أنّ أوّل تفجیر للیهود كان في فندق الملك داود، الذي كان مقرّرا للإدارة البریطانیّة في القدس… معنى ذلك أنّ حقد الیهود لم یكن منصبّا على الفلسطیّنیین …»

ومحاولة منها لإقناع “جمال” بموقفها تواصل: «… أنت لا تعرف معنى ضغط ثلاثة آلاف عام من الاضطهاد و التّشرد للیهود في مختلف بقاع الأرض …» ولكنّ “جمال” لا یمكن إقناعه بمسألة أنّ الیهود مظلومون، فیردّ علیها بأنّهم لم یؤذوا یهود أوربا حتى يأتوا إلى فلسطين مهجّرين فیسفكون الدماء ویحرقون الحقول دون مبرّر، ما یزعج “یائیل” ویشعرها بضعفها وضعف رصیدها الفكري والثّقافي فتبتعد عن “جمال” ربّما خوفا من أن تتخلّى عن موقفها.

 (الأنا والآخر):

وتقوم أساساً على وجود فكرة الشّرق والغرب متعارضين فتتجسّد من خلال المقارنة التي تفضي إلى التّقبل أو المعارضة، وجسّد جمال الرّفض والرّغبة في التّغيير من خلال تعبيره عن استيائه لحال الدّول العربيّة أو بالأحرى الشّعوب العربیّة المتخاملة المتكاسلة فقدّم مثلا عن اهتمام الغرب بالمدن ونظافتها في حین أنّ الدول العربیّة لا تعیر الأرصفة أيّ اهتمام: «… یا إلهي! فریق عمل متكامل من شخص واحد یرقّع بلاط أرصفة لندن كلّها… في البلاد العربیّة، حیث لا توجد أرصفة أصلا… ولو وجدت فإن ّكثیرا من أسنانها مخلّعة، إنّهم یسرقون أغطیة المجاري، فیقع طفل راكض وهو غير منتبه في نهر المجاري الهادر تحت الأرض…» فبعد مشاهدته للرّجل الذي أصلح الرّصیف في مدّة قصیرة وحرص الغرب على نظافة الشّوارع، تأسّف على حال العرب الذین لا یملكون أرصفة أصلا، وإهمال العمّال وفي هذا الموضع دعوة صریحة منه لیتجاوز هاته الأخطاء، واستحسان لتصرّفات المجتمع الغربي

وفي تعبیر آخر من “جمال” عن مدى تأثیر المدینة على نفسیّة أفرادها والمجتمع ككل یقول: «… لم أتخیل أنّ مدینة أوستند جمیلة إلى هذه الدّرجة … فتتكاثر أجساد حوریات البحر، مثل تجمّع الطیور البریّة المتجانسة فوق بقعة هادئة على الشاطئ…» فجمال هاته المدینة، انعكس على أهلها فنساؤها مثل الحوریّات في حین نساء الدول العربیّة لا تلبس غیر الأسود بسبب عیشها المرّ.

وتستمر رحلة “جمال” لیكتشف خلال عبوره الحدود البلجیكیّة إلى هولندا شیئا ممیّزا في الغرب، فالغرب یتمسّكون بطقوس العبور والخروج وبهذا یرهقون المواطن ویعذّبونه وذلك من خلال الإجراءات الرّوتینیّة المتبّعة: «… إلى أن وصلنا إلى الحدود البلجیكیّة الهولندیّة ،نظرت إلى الحدود و دهشت إذ لم یكن هناك حدود، ولا مخافر أمنیّة، و لا مباني وظیفیّة، ولا محطّات جمركیّة، ولا أجهزة مخابرات، ولا حتى كوخ لبیع المشروبات والأطعمة، … كان یقف هناك حجر الطّریق، مرسوم على قمّته تاج الملكة الهولندیّة.. » فالكاتب مندهش من نظام الغرب.

كذلك استخدم التكنولوجیا، فالفرد الغربيّ غیر مهتم بنوع التكنولوجیا التي یستخدمها سواء قدیمة أو حدیثة یقول “جمال”: «…أشاهد كثیرا من تلفازات هذه البیوت الصغیرة تبثّ بالأبیض والأسود… یاالهي! هؤلاء الهولندیّون صانعو أجهزة فیلیبس، ومصدّروها إلى العالم كلّه، ما یزالون في هذا العالم یقتنون تلفازات غیر ملوّنة…» فـجمال هنا مندهش من الثّقة في النّفس التي یمتلكها الآخر الغربيّ، فهو المنتج و رغم ذلك لا یهتم بالتّكنولوجیا بینما العربيّ عاجز وغیر منتج ویستخدم أحدث التّكنولوجیا كتعویض عن عجزه.

وتتواصل رحلته لیتفاجيء بأمر جدید وذلك عند دخولهم قصر ملك السّوید ففي البدایة ظنّ أنّهم سیخضعون لتفتیش صارم لكنّه اندهش بسبب دخولهم الحافلة من غیر استئذان: «…كنت أتوقع أن تقف الحافلة عند بوابة القصر وأن نخضع لتفتیش صارم، وتدقیق شدید في هویّات الزّوار، فوجئت بأنّه لم تكن هناك بوابة لتفتح وتقفل، إذ دخلت الحافلة من دون أن تستأذن…» فاندهاش “جمال” هنا سببه واحد وهو ما تعوّد علیه في الدّول العربیّة التي قال فیها: «…في بعض الدّول العربیّة یغلقون الشارع الذي یسكن فیه وزیر … »

دهشته كبیرة من هذا التّصرف فقصر الملك السّویدي یمكن لأيّ كان الدخول إليه والتّفرج علیه باستثناء خصوصیّات الملك، في حین العرب یضخّمون الأمور فقد یغلقون شارعا كاملا مع إجراءات أمنیّة مشدّدة بسبب إقامة وزیر فیه.

ويعرض جمال الآخر على درجة عالية من التّحرّر في الأفكار والميولات فاندهش من صراحة الشّابتين السحاقيّتين اللّتين التقاهما في البار صادحتين بوقوفهما ضد الطبیعة التي تقتضي أن تكون العلاقة الجنسيّة بين رجل وامرأة، في حين يعدّ خلاف ذلك شذوذا فيقول على لسانهما: «… نحن لا نحبّ الرّجال، نحن نحبّ نعومة النّساء، ودفئهن.»

هكذا أبرزت الرّواية العلاقة بین الشّرق والغرب على أنّها متوتّرة ولها خلفيّات تاريخيّة ودينيّة خاصة بعد الاحتلال الأمریكي للعراق، وتشویه الإعلام الغربي لصورة العربي ووصفه بالإرهاب، وقد أراد “صبحي فحماوي” تعرية الحقيقة وإقناع الآخر بها والتّعبیر عن واقع المجتمع الفلسطیني بصفة خاصّة والعربي بصفة عامّة.

باحثة دكتوراه- الجزائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى