مصلح أنفاس وتر / هاشم عبد الرحمن

على صهوة النغم الجميل خذيني مدثرا بدفاتر الغياب المباح ، و ثورة العطر عندما تسرج أنخاب الأتاي تحت ظلال اشنينيفه نحو ضفاف الشفاه و صوت سيداتي ولد آبه رحمه الله ينساب في رقة و عذوبة مفعم بأريج النشوة و عبق الواد المحتفي بأيامه زجلا
باسقات النخيل تطالع ملامح القمر المتناثرة على وجوه الجبال الراسخة و الرمل يحاكي بوح الغيوم و هي تمشي على صفحات الماء النمير الذي خلفه الغيث نقشا بكف البطحاء كالمرايا عندما تفضح لون و سحر الرغيف ..

سَلوا كؤوسَ الطِلا هل لامَسَتْ فاها

واسْتَخْبِروا الراحَ هل مَسَتْ ثناياها

باتَتْ على الرَّوضِ تَسقينى بصافيةٍ

لا للسُلافِ ولا للوَرْدِ رَيَّاها

ما ضَرَ لو جَعَلَتْ كأسى مَراشِفها

ولو سَقَتنى بصافٍ من حُمَيَّاها

حَديثُها السِّحرُ إلا أنه نَغَمٌ

جَرَتْ على فَمِ داودٍ فَغَنَّاها

حمامةُ الأيْكِ مَنْ بالشَجْوِ طارَحَها

ومَنْ وراءَ الدُجى بالشَوْقِ ناجاها

تصافحك على ربوة الأيك هناك وجوه و الأحلام هي نجيع القمر عندما يستبيح وهاد المهج المعلقة بحرف أسرته أنفاس المكان ، و صمغ القتاد الذي يتجلى شخوصا من الزمن الجميل ، و خفق الوتر كلما تلبس الوهج الجياش أجسام الأوفياء على حياض المغيب الذي ينثر ألوانه و لحنه زلفى إلى كل بقاع الأرض ، نعم عندما تسلك طريقا يفضي إلى قداس النغم و القافية و البندقية ستجد نفسك في حضرة صاحب الروح الجميلة و القلب النقي و الإبتسامة الصادقة Muslih Sidi Sidi . كان لقاؤنا الأول لكنه كان أكثر من لقاء عابر يحدث في مواسم العبور نحو ضفاف الأنس و الفرح الكبير بل كان إكتشاف بطعم الانبهار ، أسطر عن شخص ربما يبدو للكثيرين مجرد أستاذ يلوك أبجدية افرنجية بيضاء ذات عيون زرقاء و شعر أشقر غير الذي في أشعار العرب لكنني أقول بأن مصلح اكبير و أكثر من ذلك ربما لا يتسع المقام بسرد خصاله الحميدة
يا أيها المالي الأوراق من دمه
وفر دماك، فليس الحب ما تصف
الحب حب الذين استنفروا دمهم
فابتلّت الأرض ما ابتلّت به الصحف
حب الذين بلا صوت، ولا عظة
القوا ودائعهم للأرض وانصرفوا