canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

حوار الأساليب في طلعة (السَّوْلَانْ) للبكاي ول ابريكْ / باته بنت البراء

النَّــاسْ اتْـگُِــولْ انِّي نِبْـغِـيــكْ @ وَانَ مَا نِبْغِـيــكْ، أَشْـلِي بِـيـكْ ؟
وِاتْـگُِــولْ انِّي غَـنَّـيْـتْ اعْـلِيـكْ @ أَيْــوَ، وَاشْ أَوْخَـرْ فَــاتْ اظْهَــرْ؟ وِانِّي طَيْتْ اشْهَرْ بَيْنْ أَيْدِيكْ @ أَيْـوَ وَاشْ أَوْخَـرْ؟ طَيْـتْ اشْهَــرْ
وِاتْرَكْـتْ الْغِيدْ اعْلِيـكْ ؤُذِيـكْ @ خِلْگِِـتْ، غَيْـرْ اصَّ وَاشْ أَوْخَــرْ؟
لَا غَـنَّـيْــتْ اعْلِيــكْ ابْــلَا بَـاسْ @ وِاعْطَيْـتْ اشْهَـرْ عَنْدِكْ نَحْصَـرْ
يِـنْگَِـالْ انِِّـي نِبْغِـيكْ؟ النَّــاسْ @ اتْـمَــشِّـي لِــگِْـــوَارِبْ فِـالْـــبَــــــرْ

ينطوي النص على مفاهيم جمالية تقوم على المزاوجة بين النفي والاستفهام والإقرار والإنكار، هذه المزاوجة شكلت نسيج الصورة التي انبنى عليها النص وميزت أسلوبه. وهي إحدى آليات البلاغة في الشعر الحساني، تلك الآليات العديدة ومنها “المِكُِـِفي” الذي ظهر جليا في الطلعه. لكن الجديد فيها هو دمج الأساليب لخلق حالة من التشويش الجميل في ذهن المتلقي كي يعيش للحظات قلق السؤال، ومتعة الكشف عن الرسالة التي يبتغي الشاعر إيصالها.
فمنطق الطلعه منطق يستعصي على التصنيف، لأنه يجمع المتناقضات ويؤالف بينها في اتساق بديع.
بدأ الشاعر بأسلوب تقريري إخباري يعزو فيه خبر حبه المخاطبة المتسترة وراء الضمير إلى الآخرين: ( النَّـاسْ اتْگِــولْ انِّي نبغـيــك)، هذا الخبر الابتدائي ما عتم الشاعر أن نفاه مُفَنِّدًا عن طريق الجملة المصدرة بضمير المتكلم المنفصل الذي يتصدر الجملة، وهو من يمتلك القول، وينجز الفعل، (وَانَ مَا نِبْغِـيــكْ)، ويتبع الجملة الخبرية المؤكدة بجملة استفهامية تعضد عدم رغبته في المعنية: ( أشْـلِي بِـيـكْ ؟)، ثم يعود من جديد إلى سردية الآخرين ليبث بعض تقولاتهم: (واتْگُِــولْ انِّي غَـنَّيْـتْ اعْلِيكْ)، فدليل الناس الأول والمقنع هو تغزله بها، وبدل أن ينفيه، بدأ يتساءل عما قالوا أيضا، مما يؤكد إقراره الضمني بما ذهبوا إليه.
ثم يركن إلى البحث عما جد من أخباره معها، بعد أن سلم بقوله الشعر فيها: (أيْــوَ، َواشْ أَوْخَـرْ فَاتْ اظْهَــرْ؟)، وهذا السؤال الثاني يأتي بغية الاستزادة من أقوال الناس عنهما؛ أي إقامته معها شهرا لا يريم، وتركه كل النساء عداها، وهو ما يؤكده بصريح القول: (أيْـوَ وَاشْ أَوْخَـرْ؟ طَيْـتْ اشْهَـرْ@ وِاتْرَكْتْ الْغِيدْ اعْلِيكْ ؤُذِيـكْ @ خِلْگِِتْ،) إلا أن هذا من وجهة نظره لا يؤكد حجة، ولا يكفي دليلا لإثبات تعلقه بها، لذا يشفعه بالتساؤل الذي أصبح لازمة ينمو عبرها النص، ويتمدد الحوار: (غَيْرْ اصَّ وَاشْ أَوْخَــرْ)؟
وفي الأخير يقر مسلما بكل ما قيل، إلا أن السؤال الملح بالنسبة له:
-هل تغزله بها، وبقاؤه شهرا إلى جانبها، وتركه غيرها من النساء يكفي برهانا على حبه لها؟: (لَا غَـنَّـيْـتْ اعْلِيكْ ابْلَا بَاسْ @ وِاعْطَيْـتْ اشْهَـرْ عََنْدِكْ نَحْصَـرْ@ يِـنْگِـالْ انِّي نِبْغِـيكْ؟)، ليأتي الجواب نفيا لكل ما قيل عنه، معضدا رأيه بالمثل السائر: (… النَّاسْ @ اتْـمَـشِّي لِـگِْـــوَارِبْ فِـالْـــبَــــرْ)، إنه السعي إلى الإقناع برجحان ادِّعائه، لأن الناس مولعون بالكذب، مجبولون عليه.

أية أحبولة تلك التي نسج الشاعر ليتلاعب باللغة، وليربك ذهن المتلقي؟
كيف أقام النص على الأساليب المزدحمة؛ إثباتا ونفيا، إقرارا وإنكارا، ليبني بلاغة نصه الخاصة بشكل مفارق ومختلف؟

وإذا كان الاعتدال والترابط المنطقي مبدأ جماليا في تصور النقاد عن الشعر منذ القديم، فإن الخفاء والغموض وعدم الترابط حدَّ التشويش، وما يستدعيه من إعمال للذهن، وشحذ للفكر، يظهر مبدأ جماليا في هذه الطلعه.
إنها براعة الصانع الحاذق حين يدخل مختبر اللغة فيبني منها شكلا محكما، ويؤسس صورا فنية باذخة تتيحها اللغة، ولكنها لا تمنح سرها إلا للمبدع المحترف.

باته بنت البراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى