النانه الرشيد تكتب عن الحناء ورسالة الثورة والعقيقة في المخيمات الصحراوية
مخيم بوجدور(جنوبي تيندوف)- (خاص) – يولي سكان المخيم عناية كبيرة للعقيقة.. هي مناسبة للفرح و التكافل، و لم شمل العائلات و المعارف الموجودين بمخيمات مختلفة .و لكنها أيضا مناسبة انتصار على كل ظروف اللجوء القاسية.. و ازدياد مولود حديث بالمخيم حدث يستحق الذكر و الإشادة، و له دلالات عديدة غير ميزة التكاثر و النمو الديمغرافي: دلالة إستمرار رسالة الثورة و ضمان بناء حلم المستقبل و تحقيقه . و العقيقة في رمضان، حمل مضاعف و طقوس مختلفة نسبيا . و ما تزال عادات الصحراويين بعراقتها قائمة، إذ تقضي الأم فترة نفاسها عند أهلها، و يحتفل بيوم العقيقة عندهم ، رغم إشراف عائلة المولود و عنايتها .
يخلط يوم رمضان المراسيم ، إذ تكون صبيحة يوم العقيقة بداية إعلان الإحتفال ، و تجتمع فيه كبيرات السن من العائلتين حول الأم و طفلها، و قد أحضرن قداح الحليب و سبع سبحات، و يتم الشروع في اختيار اسم المولود .. و تكتم الأم حياءً رغبتها في إسم ما و إن كانت هي المعنية بالإشارة إلى سبحة من بين السبع ، حيث ترمز كل واحدة منها لإسم من الأسماء المختارة ، و الغلبة عادة تكون لأهل الزوج و يزداد تشددهم في انتقاء الإسم عندما يكون المولود الجديد ذكرا .
الليلة بمخيم السمارة ، تجمعن من شتى ثلاثا و أربعا حتى بلغن العشرات.. نساء ودودات، بأعمار متفاوتة ، و أقربهن للوجدان الذاكرات المسبحات بحمد الله .. أحاديثهن عن يوم الصيام و دور شبكة الكهرباء المستحدثة قبل عام بمخيمهن في تخفيف شدة الحرارة و قد اقتنين مكيفات لمنازلهن الطينية .
بفضاء رحب، لطيف الجو، اختلطت أصوات الأطفال، العابثين اللاهين دون اكتراث ، بضحكات النسوة و مزحاتهن .. كن يخضبن أيديهن بالحناء.. فمن العادة هنا إعداد عجينها للوافدات.. تقول لي منينة بأن حناء يوم العقيقة بركة. و أنه علي تخضيب يدي.