بائعة الكسكس
بدأت الحكاية في كوخ صغير في حي فقير. من هذا يا أمي ؟ إنه رجل من معارفنا سيكون أبا لك. عله يعوضكم فقدان الأب ؟وأين أبي يا أمي ؟ أجابتها وهي ( تلاطم بعض حطب اگرون لمحاده تحت المرجن) لقد طلقني وذهب إلى غيري ؟ لماذا ؟ ليس هناك سبب محدد رجالنا لا يبحثون عن أسباب للطلاق الأمر عادي عندهم كما يشربون ويأكلون، يطلقون.
ما معنى طلقك؟ معناه أنني لم أعد زوجته ولم يعد يسكن معنا وربما يبحث عن امرأة أخرى وبيت آخر؟ وهل طلقني أنا أيضا وإخوتي ؟ يا ابنتي الرجل عندنا حينما يطلق، يطلق الكل الزوجة والأبناء والنفقة والكسوة وحتى الحي الذي نسكنه .
لقد تأخرت بابنتي وأخاف أن يذهب زبنائي .
كانت بائعة للكسكس في ” الوقفه ” وهو المكان نفسه الذي قابلت فيه زوجها الثاني،تردد عليها عدة مرات طالبا يدها فمانعت في الأول ولكنها في النهاية وافقت فربما يكون لها عونا في تربية ولديها وشريكا تنام وهي مطمئنة بأنها مع رجل في ظلمة ليل “الكبه”الحالك.
أصبح الزوج أحد أفراد الأسرة بل هو “زعيمها” رغم أنه لم يضف إلى رصيدها المالي إلا القليل فهو يفضل النوم والجلوس إلى اجماعة ( بائع اللحم ، بائع الفحم ، بائعة الخضروات …..) نهارا ويعود للبيت في القيلولة للغداء وفي المساء يعود مبكرا لتتمكن هي من الخروج تحمل مع ابنتها (طبسيلين من باسي وكسكس ) وتجلس في ذات المكان الذي ألفته وألفها منذو تزوجت وهي لما تبلغ الخامسة عشر، فامتهنت في الأول بيع النعناع ثم طورت من مهارتها في ( ابريم كسكس وباسي ) بمساعدة جارتها.
تبيع لزبنائها بعضهم يدفع في الحال مثل مول البوتيگ سعيد ومحمود ميشليه …. وبعضهم لا يدفع إلا بعد أيام أو عند نهاية الشهر كفاطمة وأم الخير وتامرزگيت …. وغيرهن.
يتواصل بإذن الله تعالى
السيده اجيرب من صفحتها عل الفيسبوك