خبازون لبنانيون من ذوي الاحتياجات الخاصة يتقنون الخبز الألماني وفطائر الكريسماس
برج الشمالي (لبنان) (رويترز) – عندما كان علي كردي الذي يعاني من مشاكل في النطق والسمع في سن المراهقة كان ينظر بفضول إلى أمه وهي تعجن الخبز البيتي وتخبزه.
وبعد سنوات جاء الدور عليه، وهو يؤدي عمله عامل نظافة، في مركز بجنوب لبنان تولى تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة كيفية صنع الخبز الألماني.
والآن أصبح كردي في السن الخامسة والثلاثين يتولى إدارة مخبز مع اثنين من العاملين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال ”بالأول شي كانو بدن يعلموني تنظيف قمت أنا صرت اطلع فيهم، امسك العجينة يقلي روح روح لا لا (بالإنجليزية)، بلشت اتطلع فيهم لقطها للمصلحة“.
وذات يوم ممطر خلال شهر ديسمبر كانون الأول، انشغل كردي وفريقه بصنع فطائر الكريسماس والخبز الألماني باستخدام الفواكه والمكسرات.
بدأ المخبز الواقع في الدور الأرضي من مركز مُصان للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة العمل في عام 2003 بعد أن تبرعت جمعية خيرية ألمانية اسمها ”خبز ضد البؤس“ بمعدات خبز مستعملة من ألمانيا.
وجاء ثلاثة خبازون ألمان لمدة ثلاثة أشهر لتعليم العاملين كيفية العمل على المعدات ومبادئ صنع الخبز على الطريقة الألمانية.
والآن يتولى كردي تدريب مجموعة من الطلبة على كيفية صنع أنواع مختلفة من الخبز الألماني كانت من قبل غريبة على هذه المنطقة في جنوب لبنان.
وقال علي شرف الدين مدير مركز مُصان إن الهدف الرئيسي من المشروع هو التدريب على صناعة الخبز لا بدء مشروع تجاري. ويوجد في المركز الآن 175 طالبا من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف ”بعدنا بالحقيقية حدا متل علي ما لقينا حدا واحد يكون مستقل بالفرن، وعمنحاول جهدنا نلاقي حدا تاني بركي علي مرض، علي فل، يكون في بديل“.
غير أن المخبز بات يتمتع بالشعبية بين سكان المنطقة والمغتربين وبعضهم من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وأصبح يعرض إنتاجه من الخبز والبسكويت خارج المخبز للبيع.
ويذكر المخبز ماريا الأجنبية التي تعيش في لبنان منذ سبع سنوات بطعم الوطن.
وتقول ماريا ”هذا الخبز يصنع في بلدي وطعمه يشبه طعم الخبز في بلدي. وهذا أمر لطيف جدا“.
وتضيف أنها لن تعود إلى بلدها روسيا البيضاء في عيد الميلاد هذا العام.
ويقول كردي إن عمله في إدارة المخبز يمثل مصدر اعتزاز خاص بالنسبة له لأنه يعول أسرته بدخله منه.
ويضيف ”صارت العالم تتفاجأ كيف عميعمل هالخبز أول مرة منشوف هالخبز ، اللبنانية بشكل عام ، حبيت هني بيتعرفوا علي بيجوا بيتفاجأوا صارت العالم كل العالم تعرفني أني تعلمت هون“.