منظمة الصحة تخشى من سقوط مزيد من المدنيين ومن تفشي الكوليرا في ليبيا
جنيف (رويترز) – قالت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء إن المعركة الدائرة منذ شهر للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس قد تؤدي ”لزيادة هائلة“ في أعداد القتلى والمصابين المدنيين فضلا عن تفشي الأمراض الفتاكة بما فيها الكوليرا.
وقال الدكتور سيد جعفر حسين ممثل منظمة الصحة في ليبيا في مقابلة مع رويترز إن الطرفين يستخدمان أسلحة متطورة في صراع يستنزف الإمدادات الحيوية في المستشفيات بالقرب من خطوط القتال الأمامية، وهي إمدادات لن تصمد إلا لبضعة أسابيع أخرى.
وتقول المنظمة إن 443 شخصا قتلوا حتى الآن وأصيب 2110 منذ الهجوم الذي شنته قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر على الحكومة المعترف بها دوليا، ولقي 23 مدنيا حتفهم بينهم أربعة من العاملين في الرعاية الصحية.
وأضاف حسين أن ما لا يقل عن 60 ألف شخص فروا من القتال في الضواحي الجنوبية يعيشون حاليا في ملاجىء مؤقتة، مما زاد عدد سكان وسط المدينة الذي يبلغ قرابة نصف مليون نسمة.
وقال لرويترز ”ستزداد الأعداد بالتأكيد لأن القتال يقترب من وسط المدينة أو المنطقة الأكثر كثافة سكانية في طرابلس حيث ستزيد حينها احتمالات بأن يحاصر القتال عددا أكبر من المدنيين وسيقع المزيد والمزيد من الضحايا المدنيين“.
* ”احتمال تفشي الكوليرا“
أجرت الفرق الطبية التابعة لمنظمة الصحة 200 عملية جراحية كبيرة في الأسابيع الماضية، في الوقت الذي تضغط فيه الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في دولة تعمها الانقسامات والفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.
وذكر حسين الخبير الباكستاني الذي أوفدته منظمة الصحة إلى عدد من النقاط الساخنة من أفغانستان إلى العراق خلال العشرين عاما الماضية ”في الوقت الحالي بالنظر إلى عدد الجرحى وعدد من تأثروا فإن هذه الإمدادات يمكن أن تكفي لفترة ثلاثة إلى أربعة أسابيع“.
وتابع ”لكن إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار ولم يكن هناك تراجع في حجم الصراع ومداه وشدته بل حتى إذا استمر الوضع الحالي فستنفد هذه الإمدادات“.
وقال إنه تم تخزين مجموعة من اللوازم الطبية الطارئة لعلاج الجرحى في طرابلس وبنغازي وسبها، لكن هناك حاجة إلى أدوية لمرضى الأمراض المزمنة مثل السكري أو الصرع.
وبسبب الأزمة تسعى منظمة الصحة للحصول على 12 مليون دولار إضافية من الجهات المانحة بالإضافة إلى مبلغ 42 مليون دولار تسعى لجمعه سنويا من أجل ليبيا. وقال حسين ”نناشد جميع المانحين.. فحتى لو لم تكن أعداد (الإصابات / النازحين) مرتفعة في الوقت الحالي ستزداد هذه الأرقام بشكل كبير في الأسابيع المقبلة“.
ومع حلول فصل الصيف يكون الأشخاص الذين أُجبروا على ترك منازلهم عرضة للإسهال والأمراض الناجمة عن تلوث المياه والغذاء ونقص المرافق الصحية وازدحامها.
وقال حسين ”هناك الآن احتمال للإصابة بالكوليرا على سبيل المثال مع نقص المياه والصرف الصحي في مساكن الأشخاص النازحين“ مشيرا أيضا إلى مخاطر الإصابة بالالتهاب الكبدي والتيفود والحصبة والسل.